نيلسون مانديلا يعود إلى المستشفى للمرة الثانية خلال أشهر.. المتحدث باسم رئاسة جنوب أفريقا: مانديلا تمكن من التنفس بشكل طبيعى.. الأسقف ديسموند توتو: السنوات التى أمضاها فى السجن حولته إلى شخصية مُلهمة

السبت، 08 يونيو 2013 02:09 م
نيلسون مانديلا يعود إلى المستشفى للمرة الثانية خلال أشهر.. المتحدث باسم رئاسة جنوب أفريقا: مانديلا تمكن من التنفس بشكل طبيعى.. الأسقف ديسموند توتو: السنوات التى أمضاها فى السجن حولته إلى شخصية مُلهمة نيلسون مانديلا
جوهانسبرج (أ ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أمضى نيلسون مانديلا الذى أعيد إدخاله، اليوم السبت، إلى المستشفى للمرة الثانية خلال أشهر قليلة، 27 عاما من عمره سجينا فى عهد الفصل العنصرى قبل الانطلاق فى "مسيرة طويلة نحو الحرية" توجها بتوليه رئاسة جنوب أفريقيا كأول رجل أسود البشرة يتبوأ هذا المنصب وفوزه بجائزة نوبل للسلام.

ومن جانبه، قال المتحدث باسم الرئاسة فى جنوب أفريقيا إن نيلسون مانديلا تمكن من التنفس بشكل طبيعى بعد نقله للمستشفى، إثر تجدد إصابته بعدوى فى الرئة، فيما يعد مؤشرا إيجابيا.

ونقل مانديلا (94 عاما) الرئيس الأسبق لجنوب أفريقيا وبطل مناهضة التمييز العنصرى للمستشفى فى ساعة مبكرة من صباح اليوم بعد أن تجددت إصابته بالعدوى قبل عدة أيام.

وقال ماك ماهاراج المتحدث الرئاسى "أبلغنى الأطباء أنه يتنفس بشكل طبيعى وأعتقد أنه مؤشر إيجابى، يقاتل وفى سنة ما دام يقاتل فسيكون بخير".

ولا يزال هذا الرجل البالغ 94 عاما الذى ما برحت صحته تتدهور تدريجيا، من أكثر الشخصيات شعبية فى العالم على الرغم من ندرة إطلالاته العلنية فى الفترة الأخيرة.

وشخصت أعين العالم على مانديلا فى 11 فبراير 1990 يوم خرج بهالة من البطولة بعد قرابة ثلاثة عقود قضاها وراء القضبان لمعارضته نظام الفصل العنصرى المفروض من الأقلية البيضاء فى البلاد، فى واحدة من أكثر الصور المؤثرة فى تلك الفترة.

وبعد أربع سنوات، أصبح السجين رئيسا للجمهورية، مطلقا مسيرة مصالحة وطنية فى جنوب أفريقيا من خلال إعادة الاعتبار للأكثرية السوداء فى البلاد وطمأنة البيض لعدم وجود ما يخشونه بسبب التغيير.

وقال مانديلا عند توليه الرئاسة فى العام 1994 "ندخل فى عهد لبناء مجتمع يكون فيه جميع مواطنى جنوب أفريقيا، السود والبيض على السواء، قادرين على السير برؤوس شامخة من دون أن يعتصر قلوبهم أى خوف، مطمئنين إلى حقهم الثابت بالكرامة الإنسانية -- أمة قوس قزح بسلام مع نفسها والعالم". وكرم معهد نوبل مانديلا وسلفه الرئيس الأبيض فريديريك دو كليرك بجائزة نوبل للسلام للعام 1993.

وأوضح الأسقف الانجليكانى ديسموند توتو الحائز أيضا جائزة نوبل للسلام، فى احد تصريحاته أن السنوات التى أمضاها مانديلا فى السجن هى التى حولته إلى شخصية ملهمة.

وقال "لقد خرج من السجن شخصا أعظم بكثير مما كان لدى دخوله... (خرج) شخصا يتحلى بالرحمة، رحمة كبيرة حتى تجاه مضطهديه. لقد تعلم كيف يفهم هفوات البشر وضعفهم وبان يكون أكثر سخاء فى حطمه على الآخرين".

وبفضل أسلوبه الذكى فى النقد الذاتى وإنسانيته الواضحة، سحر مانديلا المعروف لدى محبيه باسم "ماديبا" الجماهير.

وقد تكون من أكثر اللحظات التاريخية التى سيخلدها التاريخ فى مسيرة مانديلا التصالحية هى احتساؤه الشاى مع أرملة مهندس نظام الفصل العنصرى هندريك فيرفورد، كما عند ارتدائه قميص فريق "سبرنجبوكس" للركبى عربون تقدير للفريق الذى يضم بغالبيته لاعبين بيض البشرة بعد فوزه بكأس العالم للركبى فى العام 1995.

نيلسون مانديلا واسمه الأصلى روليهلالا داليبونجا مانديلا مولود فى قرية مفيزو فى منطقة ترانسكى، إحدى أفقر مناطق جنوب أفريقيا، فى 18 يوليو 1918. وهو الحفيد الأكبر لزعيم من قبيلة تمبو. وتم إطلاق اسم نيلسون عليه من جانب أستاذه فى المدرسة.

وافتتح مانديلا، الناشط منذ أيام الدراسة فى كلية فورت هير جنوب شرق البلاد، أول مؤسسة قانونية للسود فى جوهانسبرج فى العام 1952 بمشاركة رفيقه الناشط اوليفر تامبو.

وأصبح قائدا أعلى للجناح المسلح السرى للمؤتمر الوطنى الأفريقى فى العام 1961، ثم خضع فى العام التالى لتدريبات عسكرية فى الجزائر وأثيوبيا.

وبعد أكثر من عام من العمل السرى، تم اعتقال مانديلا وحكم عليه فى العام 1964 بالسجن مدى الحياة خلال ما عرف بـ"محاكمة ريفونيا"، حيث ألقى كلمة تحولت بيانا رسميا لحركة مناهضة نظام الفصل العنصرى.

وقال مانديلا فى هذه الكلمة "طوال حياتى، كرست نفسى لهذا الكفاح للشعب الأفريقى، لقد حاربت سيطرة البيض وحاربت سيطرة السود. لقد دافعت عن مثل المجتمع الديمقراطى والحر، هذه مثل أنا مستعد للموت فى سبيلها".

وأمضى مانديلا 18 عاما فى سجن على جزيرة "روبن ايلاند" قبل نقله فى العام 1982 إلى سجن "بولزمور" فى كيب تاون ثم فى سجن "فيكتور فيرستر" فى مدينة بارل المجاورة.

ومع زيادة العقوبات الدولية على جنوب أفريقيا، تم استبدال الرئيس المتشدد بى. و. بوثا فى العام 1989 بالرئيس الأكثر تصالحية فريديريك دو كليرك الذى أمر بعد عام على توليه الحكم بالإفراج عن مانديلا.

وبعد أربع سنوات، أعاد مانديلا بث الآمال فى نفوس أبناء أمته عند إدلائه بصوته فى إبريل 1994 للمرة الأولى فى حياته فى مقاطعة كوازولو مسقط رأسه، حيث أسفرت أعمال عنف سبقت الانتخابات عن مقتل المئات.

وتولى مانديلا الرئاسة لدورة واحدة من خمس سنوات، لكن بعد انسحابه من المشهد السياسى فى بلاده فى العام 1999 كرس وقته، على رغم تدهور حالته الصحية، لمهام وساطة فى نزاعات مختلفة خصوصا فى الحرب فى بوروندى.

وفى العام 1998، عند إحياء عيد ميلاده الثمانين، تزوج مانديلا الذى طلق وينى ماديكيزيلا مانديلا، من جراكا ماشيل أرملة الرئيس الموزمبيقى سامورا ماشيل.

وبعد حرمانه من رؤية أولاده يكبرون بسبب سنوات الحبس الطويلة، اظهر مانديلا التزاما فى تحسين حياة الشبان موظفا الأموال فى بناء مدارس فى مناطق نائية. وفى سن الـ83، تم تشخيص إصابة مانديلا بمرض سرطان البروستات خضع بعده لعملية ناجحة.

وفى مايو 2004، أعلن مانديلا أنه سيخفف نشاطاته العامة ليتمتع "بجياة أكثر هدوءا" مع عائلته وأصدقائه.

واستدعى الصحافة إلى منزله بعد ثمانية أشهر للإعلان عن وفاة آخر أبنائه المتبقين جراء إصابته بمرض الإيدز وللدعوة إلى مزيد من الانفتاح فى التعاطى مع هذا المرض. ولدى مانديلا ثلاث بنات هن ماكى وزيندزى وزينانى.

وفى العام 2009، أعلنت الأمم المتحدة يوم ميلاد نيلسون مانديلا يوما عالميا، فى أول تكريم من نوعه لفرد.

ومن آخر المناسبات البارزة التى ظهر فيها مانديلا على الساحة الدولية هى مساعدته على حصول جنوب أفريقيا على حق استضافة كأس العالم لكرة القدم لعام 2010، للمرة الأولى فى القارة الأفريقية، وقام بإسعاد الجماهير فى المباراة النهائية لدى ظهوره المفاجئ على مؤخر عربة للجولف.

وبعد كأس العالم، اعتبر الرئيس جاكوب زوما أن صعود الحس الوطنى فى البلاد بعد استضافة كأس العالم قرب جنوب أفريقيا من تحقيق رؤية مانديلا.

وقال "اقتربنا كثيرا إن لم نقل أننا حققنا بالكامل حلمك، تاتا (يا ابانا)، بان يكون لدينا أمة واحدة موحدة بتنوعها تحتفل بانجازاتها وتعمل سوية".






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة