لا شك أن فيلم الـ"كيت كات" من روائع السينما المصرية، وهى من أبرز الروايات للكاتب الكبير "إبراهيم أصلان" (مالك الحزين)، الذى ألقى الضوء على الحياة الاجتماعية المصرية بصورة ساخرة ومعبرة من خلال شخصية "الشيخ حسنى".
ومن خلال متابعتنا جميعا إلى الحوار الوطنى للرئيس مرسى مع الأحزاب لمناقشة أزمة المياه، فكأن المشهد مستوحى من فيلم الكيت كات، وهو بالفعل مستوحى، ولست أتحدث عن إسقاط على الواقع، لأن الواقع أصبح أقرب إلى الخيال وكوميديا سوداء، ومن تابع الفيلم سيأتى فى ذهنه مشهد الفنان "محمود عبدالعزيز"، (الشيخ حسنى)، وهو يجلس فى عزاء ومع إغفال غلق مكبر الصوت عقب انتهاء تلاوة القرآن، يكشف الشيخ حسنى عن فضائح بعض أهالى الكيت كات ليسمعها الجميع، ومنها خيانة المعلم "هرم" لصديقه المريض مع زوجته الحسناء، وهروب "روايح" من زوجها الصائغ متبلد الإحساس، وحتى علاقته الخاصة بـ"أم روايح"، وعلاقة ابنه بـ"فاطمة".
وكأن الحوار الرئاسى الأخير استوحى هذا المشهد مع الفارق فى أن هذا الحوار متعلق بأمن قومى وسياسة مصر مع الدول الأخرى، فتحدث رؤساء الأحزاب وباستفاضة عن التدخل العسكرى وتمويل قوى معارضة فى أثيوبيا لقلب الحكم وتحريك بعض الفرقطات وضرب السد، وغير هذا التحدث بعنصرية على أثيوبيا، ووصف أحد رؤساء الأحزاب لموقف السودان بأنه مقرف.
نعم إنها الكوميديا السوداء، لأنها كشفت مستوى التحضير الرئاسى سواء كان مقصودا أم لا، وكشفت أيضا عن مستوى تفكير رؤساء الأحزاب مع الأزمة، وأهم ما كشفته هذه الفضيحة هو التعالى والغطرسة (العنصرية) التى تحدث بها بعض رؤساء الأحزاب وتعاملهم مع الدول الأخرى على أنها من الدرجة الثانية.
وكما تدين تدان، هذه هى وجهة نظرى، إننا نعانى من عنصرية الدول العظمى لنا ونعانى من تدخلها فى كل شئوننا، سواء كانت سياسية أو اقتصاية، فلا شك الآن أن ما لا نقبله لأنفسنا نقبله وللأسف لغيرنا.
