استخدم المحتجون فى تركيا خلال تظاهرتهم الأخيرة وسائل التواصل الاجتماعى بكثافة.
فخلال الـ24 ساعة فقط بدءا من الساعة الرابعة الجمعة الماضية وصل عدد التغريدات على موقع تويتر إلى مليونى تغريدة، 88% منها باللغة التركية و90% كانت من داخل البلاد، و50% جاءت من إسطنبول، المدينة التى مثلت نقطة انطلاق التظاهرات.
وذكر الكاتب "جوفان ساك" فى مقال رأى له بصحيفة "حرييت ديلى نيوز" أن هذا الرقم يمثل 30% فقط من نسبة التغريدات فى حالة الثورة المصرية، نقلا عن معمل التواصل الاجتماعى والمشاركة السياسية التابع لجامعة نيويورك الأمريكية.
وأصبح استخدام مواقع التواصل الاجتماعى سمة مميزة لجميع الاحتجاجات حول العالم مؤخرا، بدءا من احتجاجات وول ستريت بأمريكا وانتهاء بميدان التحرير بمصر، ولم يكن ميدان تقسيم ليستثنى من ذلك.
ولا يوجد شىء غير عادى حتى الآن، فاحتجاجات العصر الحديث ترتبط ارتباطا وثيقا بمواقع التواصل الاجتماعى من رسائل لا تتجاوز 140 حرفا إلى صور وفيديوهات، ولكن ما يميز تركيا هو ظهور ما يعرف بـ"محتجون لبعض الوقت".
التظاهرات ليست بالشىء الجديد على تركيا فقد تظاهر العمال فى الخامس عشر والسادس عشر من يونيو عام 1970 بالشوارع فى مدينة إسطنبول احتجاجا على أوضاع العمل السيئة، أما فى الأول من يونيو 2013 كان شباب المهنيين فى الحضر هم شعلة التظاهرات، فالأوقات تتغير وتركيا تتغير.
كانت تركيا فى السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضى دولة زراعية تقع فى سبات عميق وليست لها الكثير من التواصل مع العالم الخارجى، وشيئا فشيئا بدأت الانفراجة الاقتصادية التركية فى أوائل الثمانينيات وكان إجمالى صادرات البلاد فى ذلك الوقت يصل إلى ثلاثة مليارات دولار، 90% منها صادرات زراعية.
وفى عام 2010 صعدت هذه الصادرات لتصل إلى 135 مليار دولار، 90% منها الآن صادرات صناعية وأصبحت تركيا أكثر اتصالا بالعالم الخارجى وصارت مجتمعا صناعيا متوسط التقنية.
هذه النخبة الحضرية، التى هى فى الأصل نتاجا لهذا التحول الاقتصادى والاجتماعى، بدأت فى النزول إلى الشوارع منذ عشرة أيام، وهؤلاء هم من يحولون إسطنبول إلى مدينة حية على مدار 24 ساعة فى اليوم، يعملون خلال النهار ويحتفلون فى تجمعات أثناء الليل.
وبالنسبة إلى الأغلبية العظمى من هؤلاء الشباب قد تمثل الأحداث الحالية أول تجربة سياسية، وسواء أعجبنا ذلك أم لا هؤلاء الناس هم جزء لا ينفصل عن عملية التحول الاقتصادى والهيكلى بالبلاد، وإذا كان هناك شخص يرغب فى رؤية تركيا كدولة اقتصادية كبرى فى المنطقة فما عليه إلا أن يسعى للمزيد من هؤلاء المحتجين من الشباب الحضرى الذى يتمتع بالمهارات اللازمة للعمل.
وكون الشخص متصلا بالعالم يجعله يدرك أن هناك شيئا ما خطأ فى بلده، فما تعلمه هؤلاء الشباب هو أن الخدمات العامة الجيدة ليست هبة، ولكنها التزام من أى شخص يسعى للمناصب العليا بالبلاد، وما تعلموه أيضا هو أن من يسعى للمنصب لا يجب أن يتواجد به ليعطى الناس الأوامر بل لينفذ أوامر الشعب.
خلال الأيام الـ10 الماضية..
متظاهرو تركيا يستخدمون "التواصل الاجتماعى" بكثافة
السبت، 08 يونيو 2013 04:37 م
متظاهرو تركيا
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة