عاطف سنارة يكتب: ميدان (تقسيم).. (التحرير).. سابقاً.. ولاحقا

السبت، 08 يونيو 2013 01:07 ص
عاطف سنارة يكتب: ميدان (تقسيم).. (التحرير).. سابقاً.. ولاحقا صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما تمرر عينيك على هذه المشاهد.. تظنها فى ميدانك.. نفس الشباب الغاضب.. من يتحدى المدرعة.. التعامل بعنف مع المتظاهرين.. مشاهد ُكتبت فى التحرير واقتبسها مخرج ميدان تقسيم.. هو التحرير.. الإبداع الأول.. لكن ماذا حدث للأتراك؟ ماذا حدث لأردوغان؟.. ظننا تركيا هى مهند ونور وهيام وفاطمة.

النمو فى تركيا فى عام 2011 وقت قيام ثورتنا كان 8 فى المائة.. وهذا معدل جيد.. أى أن هناك أموال وانتعاش مالى واقتصادى.. لكن هل تعرف أن أيضاً نمونا فى هذا الوقت وقبل الثورة مباشرة كان 7 فى المائة.. لماذا ثار المصريون حينها؟؟.. مسألة النمو ليست معيار أن الشعب أغلبيته لديه دخل محترم يكفيه.. كلنا يعرف أن الثروة فى مصر فى يد قلة.. هم من يستولون على النمو.. الحال فى تركيا الآن أسوأ من 2011 نسبة النمو تضآلت إلى 2 فى المائة.. من يستولى هناك على الثورة والاقتصاد قلة أيضاً.. هى ذات السياسة الرأسمالية الغربية.. أردوغان كبّد تركيا ديوناً تجاوزت 270 ملياراً.. يبدو أن هناك انتعاشاً.. لكن إذا صار الاقتصاد هناك على ذات الطريقة.. سينهار وتفلس تركيا.. ذات سياسة الاقتراض الإخواني.. تأمل.. فى مجال الحريات تأتى تركيا فى ذيل القائمة.. أكثر من مائة صحفى مسجون.. هناك ضغوط على الإعلام الحر.. قارن محاولات الإخوان هنا بفعل هذا..

أراد السيد أردوغان أن يثبت لنا أنه رجل الديمقراطية والحرية وعظ مبارك بأننا فانون.. الآلاف يخرجون عليك وتقمعهم بشكل وحشى وتقبض على أكثر من ألف.. وتقول أنها مؤامرة وهؤلاء خونة وقائمة اتهامات الفاشيين الذين لا يعترفون بالنقد ولا المعارضة.. أراد أردوغان أن يمحُ ميدان تقسيم ويحوله لأى شىء.. هو يراه ميدان أتاتورك العلمانى.. هو لا يستطيع رسمياً أن يخرج على العلمانية هناك وفق الدستور.. والجيش راع لهذا والمحكمة الإدارية العليا..

لكن ما سر هذا التحول من الكثيرين بمصر من مؤيد لاردوغان والنظر إليه من بطل قومى وإسلامى إلى مستبد.. ما فعله الإخوان فى تونس ومصر جعل الفكرة والمشروع فى كل مكان موضع نقد وضجر.. حتى تحول الكثيرون عن الثورة السورية.. من أين يُمول الجيش الحر؟؟.. دخل الموضوع فى حسبة سنة وشيعة.. وهنا المصيبة.. إنها النظرة إلى الآخر.. هنا ينظرون إلى المعارضة مثل أردوغان أنهم علمانيون.. وفى سوريا الجيش الحر يحارب الشيعة وليس الأسد فقط كرئيس مستبد.. العراق ولبنان على شفا انفجار من حين لآخر.

هناك دعوات فى تونس ومصر وتركيا للثورة والانتفاضة على أصحاب هذا المشروع.. الذى يّدعى أصحابه إنه إسلامى.. وما رأى الناس فيه شيئاً يقربهم من الإسلام.


هو ميدان التحرير الميدان الأب.. رمز للثورة على من يطغى.. جزاؤه الشقاء.. هو اسم تحته أسماء أخرى "تقسيم" فى أسطنبول و"سيدى بو زيد" فى تونس.. هو المنتفض دوماً على من يظن أنه أعلى ومن دونه أسفل.. لمن يصم الآذان ولا يُصغى إلا لعشيرة وموالاة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة