وتناولت مناظرة الأمس بين مرشحى الرئاسة الإيرانية، رؤية المرشحين الثمانية فى السياسية الداخلية والخارجية للجمهورية الإسلامية، ولم تخل هذه المناظرة كسابقتها من توجيه المرشحين الثمانية الانتقادات لبعضها البعض ولحكومة نجاد، معتبرين أن سياساته التى اتبعها ورطت البلاد فى عقوبات خارجية عانى منها الشعب الإيرانى.
وانتقد المرشح المستقل والقائد السابق للحرس الثورى الإيرانى محسن رضائى السياسات الراهنة التى أدت إلى انتشار الفقر في أنحاء البلاد، مؤكدا أن نحو 30 إلى 40 في المائة فقط من العقوبات الاقتصادية التى طالت إيران كان لها آثار سلبية على اقتصاد البلاد المستمر بالانحدار.
وأكد المرشح الإصلاحى المعتدل وكبير مفاوضى الملف النووى فى إيران سابقا حسن روحاني على حق المساواة بين كل أطياف الشعب الإيرانى من مختلف الأديان، وضرورة استخدام العقل والحكمة فى إدارة السياسية الخارجية للبلاد، ودافع روحانى وبشدة عن سياسة إيران السابقة في المفاوضات حول ملفها النووي، معتبرا أنها أسهمت فى الحد من وقوع مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة وحلفائها فى أعقاب حربى العراق وأفغانستان.
كما انتقد المرشح، على أكبر ولايتي، وروحاني أداء سعيد جليلي المرشح الأبرز وكبير مفاوضى إيران حول الملف النووى، معتبرين أن الأخير كان ينقصه القدرة والإرادة للوصول إلى حل توافقى.
ودافع علي أكبر ولايتى الذى شغل منصب وزير الخارجية خلال حكم كل من آية الله الخمينى وهاشمى رفسنجانى بشدة عن إسهامه فى تدعيم استقرار علاقة إيران مع المجتمع الدولى، وخصوصا بعد ما عانته إثر الحرب التى استمرت لثمانى سنوات مع العراق، كما تعهد بإخراج إيران من عزلتها الإقليمية والدولية.
ويواصل المرشحون دعاياتهم الانتخابية والسفر إلى محافظات مختلفة لجمع أكبر عدد ممكن من الأصوات حتى يوم الصمت الانتخابى الذى سيكون يوم الثلاثاء، الثالث عشر من يونيو يفتح بعدها باب الاقتراع الأربعاء 14يونيو.
وتوقعت صحيفة "كيهان" الصادرة اليوم، السبت أن تكون نسبة المشاركة فى الانتخابات أكثر من 70%، مضيفة أن الشعب الإيرانى اليوم لا يتساءل هل أشارك أم لا بل كل ما يشغله هو.. لمن أصوت؟.
وكتبت صحيفة "سياست روز" أن مصير الانتخابات الإيرانية فى الغالب يحدد فى الأسبوع أو الأيام الأخيرة فهذا الأسبوع يعتبر أهم الأيام التى يحدد فيها الناخب لمن يصوت، وأن الشعب ينتظر للنهاية كى يستمع ويتعرف على برنامج المرشحين بشكل كامل.
وانتقدت صحيفة "جمهورى إسلامى" عن أحد خطباء المساجد فى مدينة مشهد ويدعى حجت الإسلام سيد أحمد علم الهدى الذى قال أمس فى خطبته: "من لم يشارك فى الانتخابات فالنار مثوى له"، وذكرت الصحيفة أن حث الناس على المشاركة فى الانتخابات بهذه الطريقة ليست مؤثرة، ومن الأفضل أن يستخدم علم الهدى "طرق إيجابية" لحث الشعب على المشاركة.
وحول عدم إجماع الإصلاحيين على مرشح واحد قال الكاتب أحمد خرم: "إن ذلك سيقلل من فرضية فوز التيار الإصلاحى، مضيفاً أن لازال أمامهم أسبوعاً كى يقرروا ما إذا كانوا سيشكلون ائتلاف ويجمعوا حول مرشح واحد أو يعللوا أسباب إصرارهم على مشاركتهما.
ويوجه الرئيس الإيرانى القادم عدة تحديات على رأسها الملف الاقتصادى وارتفاع معدل التضخم وانخفاض قيمة العملة الإيرانية، بالإضافة إلى العقوبات المتزايدة بسبب الملف النووى، كما أنه يتعين عليه تحقيق مطالب الشباب الإيرانى ما دون الثلاثيين الذي يشكل حوالى 60% من المجتمع والذي يطمح فى إيجاد عمل وتقليل نسبة البطالة وخط الفقر.


































