نازحون سوريون بسبب الحرب يحطون الرحال فى مدارس حمص

الجمعة، 07 يونيو 2013 10:54 م
نازحون سوريون بسبب الحرب يحطون الرحال فى مدارس حمص اللاجئون السوريون
حمص (رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى أحد أحياء مدينة حمص، التى دمرتها الحرب، توفر مدرسة التعليم للأطفال بينما تؤوى المدارس الثلاث الأخرى عائلات فرت من القتال فى المناطق المجاورة منذ أكثر من عام.

وكان معظم النازحين وعددهم 1200 يقيمون فى الفصول الدراسية يعتقدون أنهم سيبقون هناك لبضعة أيام عندما ظنوا خطأ أن العنف سينتهى بسرعة.

لكن مع امتداد الأسابيع إلى شهور ترسخ نظام جديد يمكن فيه للنساء فقط الخروج إلى الشارع فى حين يعيش الرجال فى خوف من الاعتقال وينتعش اقتصاد المقايضة وتزدهر روح الابتكار.

وقالت نازحة، تقيم بإحدى المدارس طلبت عدم ذكر اسمها كغيرها من النازحين الذين يخشون الانتقام: "الحال هنا يشبه إلى حد ما سجنا كبيرا". وأغلب المقيمين فى المدارس التى تقع فى منطقة تسيطر عليها القوات الحكومية فى حمص من المعارضين للرئيس بشار الأسد.

ويقول الهلال الأحمر العربى السورى إن حوالى أربعة ملايين شخص نزحوا داخل البلاد بسبب الانتفاضة التى اندلعت منذ أكثر من عامين، ولا تظهر أى علامات بعد على تراجعها.

ومع تدهور الوضع الإنسانى حذرت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، من أن نصف السوريين أى ما يزيد على عشرة ملايين شخص سيحتاجون إلى مساعدات بنهاية العام، ودعت إلى تقديم تمويل عاجل قيمته خمسة مليارات دولار قالت إنه أكبر مبلغ تطلبه على الإطلاق لمساعدات.

وحمص التى تبعد عن دمشق 140 كيلومترا إلى الشمال هى ثالث أكبر المدن السورية وأحد مركز الانتفاضة، حيث شهدت معارك ضارية دمرت 17 حيا من أحيائها البالغ عددها 21.

ويتواصل القصف والمعارك داخل وحول المدينة فى المناطق المضطربة. وإلى الجنوب شنت قوات الأسد هجوما مضادا ناجحا استعادت خلاله السيطرة على بلدة القصير هذا الأسبوع لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت ستزحف شمالا إلى حمص أم ستتجاوزها.

ويجعل القناصة وأعمال الخطف والقتل بغرض الانتقام التحرك فى معظم أنحاء حمص مغامرة خطيرة. ومن الصعب تحديد من يقف وراء هذه الإعمال وسط فوضى الحرب، حيث يلقى السكان الموالون للحكومة باللوم على المعارضة المسلحة بينما يلقى الطرف الآخر باللوم على القوات الحكومية.

وبين الحين والآخر ربما يخرج أحد الرجال متسللا من المدرسة ويحاول عبور المدينة المدمرة لمعرفة ما إذا كان الوضع آمنا للعودة إلى منازلهم المهجورة. لكن من الواضح أن الوضع ليس كذلك.

وقالت فاطمة، وهى أم لأربعة أطفال كانت تعيش فى منطقة البياضة القريبة: "لم نسمع شيئا عنهم مرة أخرى. لقد اختفوا".

ويترك الخطر الكامن سكان المدرسة فى حالة من عدم اليقين ويسعون بقدر استطاعتهم للبقاء على قيد الحياة يوما بعد يوم.

ويقول أطباء متطوعون إن من الصعب الحصول على طعام طازج، وإن أعراض نقص الفيتامين بدأت تظهر على بعض الأطفال، بينما تعانى الأمهات من نقص شديد فى حليب الأطفال، ويمثل المرض تهديدا آخر.

ويزيد معدل الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدى الوبائى "أ"، حيث لم تعد اللقاحات المدعمة التى تقدمها الحكومة متوفرة كما انتشر مرض الليشمانيا وهو مرض طفيلى تسببه لسعات ذباب الرمال.

وللتصدى للمرض الذى يمكن أن يسبب الحمى ومشكلات فى التنفس والقرحات والالتهابات الجلدية تمكن عدد قليل من السكان ومعظمهم مهندسون عاطلون عن العمل من صنع آلة لمكافحة الحشرات.

وقال أحد المنظمين: "ذهبنا إلى البلدية وتوسلنا إليهم ليعطونا المبيد الحشرى ولحسن الحظ كان لديهم القليل فى المخازن. وكانت فترة صلاحيته تنتهى بعد شهر واحد."

وسعة الحيلة عامل مشترك فى حياة سكان المدارس إذ استعانوا بالنجارين والحدادين من الرجال النازحين لبناء مساكن فى فناء المدرسة وتأثيث مساكن نصف جاهزة للسماح لعائلات نازحة بالاستقرار فيها.

ونظرا لصعوبة الحصول على النقود يحصل العمال على مستحقاتهم بنظام المقايضة. شرح أحد المنظمين ذلك قائلا: "تصنع لى إطار النافذة وأصنع لك الباب".

ولا يبرح أغلب الرجال المدرسة خشية توقيفهم عند نقطة تفتيش حكومية يتعين عليهم عندها إبراز بطاقات هوياتهم. وتوضح البطاقات المنطقة التى ينتمى إليها صاحبها، وبالتالى فمن ينحدرون من مناطق متوترة معروفة بإيوائها للمعارضين المسلحين يواجهون الاعتقال فورا والاستجواب.

وعندما بدأت الأسر الفارة من القتال فى الضواحى القريبة الوصول إلى الأحياء التى كانت ثرية فى السابقة أدرك بعض السكان المحليين أن إقامة هؤلاء سوف تطول. وقررت معلمة من سكان المنطقة تدعى عزة عدم إعطاء هؤلاء أى صدقات وسعت بدلا من ذلك لمساعدتهم فى كسب بعض النقود.

وقالت: "لا تشترى لهم سمكة ولكن علمهم كيفية الصيد". وأضافت: "لذلك أعلم بعض النساء التطريز وحرفا فنية ونظمنا ثلاثة معارض حتى الآن وبعنا أعمالهن".







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة