فى أيامنا الخوالى كنا نحفظ جدول الضرب ونُجيب كالعباقرة.. فى بداية الأمر كان لنا نصيب شديد الاحمرار من عصى المؤدبين وبمرور الأيام يصبح الألم بردا وسلاما.. إلى أن يستعان بالثلوج من أجل إصابات أكبر نتيجة لزائر جديد وهى "القسمة".. هى عملية حسابية تعلو على تكهنات الخاطبة من أجل توفيق "راسين فى الحلال" إعمالا لمبدأ القسمة والنصيب.. نتيجة تلك العملية الحسابية الاجتماعية تزيد عن إصابات مدرسى الرياضيات للطلاب.. لأنها تصل لإصابات تُعالج فى شهور.. أو إعاقات إن سمحت "المقسوم عليها بالعفو عن الذى أقسم " بعدما انهارت قوى المسكين أمام حنوها وصبرها.. مؤكد تعلمون نوع هذا الصبــــر!
نعود للقسمة الرياضية.. من منـــا ينسى علامة القسمة حين تسير معتزة ثم بطرقة قاسية من أقلامنا تنحنى سمعا وطاعة لتستقبل الأرقام الرباعية والخماسية وتبدأ مرحلة انصهار الطالب معها.. خذ أول رقم اجعله يدور حول نفسه حتى يجد نصيبه وإلا فالعصا قبل الجزرة.. وخذ ما يليه وتحقق من قدرته هو الآخر على الدوران طويلا وأنــت قبلهما وهكذا.. ثم سرعان ما يصعد على مسارح دفاتر الطلاب يتمايلوا ويتبختروا مثلما يفعل تشابلن ليلحق قبعته من أيادى الجمهور..بذلك نكن قد وفقنا الأرقام فى الحلال.
أما توفيقات الخاطبة للنصيب.. قد تخطأ.. فمع الأيام يتغير نصيب بعض المتزوجين وعيونك لن ترى إلا كدمــــات لامعة عريضة تعلو جبين الخاطبة المظلومة.. ربما لم تعى جدول الضرب جيدا !
إذن تجنبا لإصابات الخاطبة.. لماذا لا نغير نحن طريقة البحث عن النصيب بين الأرقام.. فمثلا إن جُنت إحدى الطالبات وأرادت أن تغير المقامات فى القسمة وتجعل الرقم الكبير محل الرقم الصغير.
وستكون نظرية رياضية ستقلب الدنيا وسينحنى البَرجل وأصدقاء طفولته من عائلة السلم الهندسى وعلامة الطــــــــــرح خاصة " هى علامة صغيرة لا تتعدى الثلاث سنتيمترات ولكن لها دور مجتمعى جبــــــــار حين تأكل من مرتب المواطن".. سيعلنون جميعهم تضامنهم مع النظرية فى ميدان التحرير.
فلنثبت إذن صحة السبق الرياضى.. عندنا مثلا أسرة كريمة مكونة من سبعة أفراد الأب وأربعة أولاد.. والأم.. السيدة الفاضلة بشخصين.. تجنبا للإصابات المفاجئة.. الأب يتقاضى شهريا ألفين جنيه مصرى يتيم.. نعم يتيم.. أنا حضرت بنفسى جنازة المغفور له والده.. من قبل ما يقرب من ستين عاما، لا أكذب!
المهم حين نود القسمة الطبيعية ألفين على سبعة ستعطى نتيجة لن تُرضى أطراف النزاع على المرتب.. كما حدث فى الثلاثين من يونيه الماضى.. لكن حين يهجم السبعة أفراد على ظهر الألفى جنيه ستحطم وتمزق أهراماتها التى هى سبب فى تنازع أهل البيت.....وتستلم للحرب وتكون النتيجة ....ألفين إلى صفر .....
وهذه النظرية ستغير حركة صعود وهبوط الأسهم دون مصاعد كهربائية....وبهذا تتوفر الكهرباء...وسترحل السندات ...لا أعلم الى أين....؟!....وسيأتينا الاقتصاد الوطنى يتغنى بأغانى الربيع بعدما يخلع ديونه وأشواكه وستزيد تكلفة القنابل المسيلة للدموع ....لأنه لن يكون لمسئوليك حاجة لها ....ستنشأ علاقة رضا بين الحاكم والمواطن ......سيحسدون عليها....!!
وستفاجئ بأبيك منشرحا ضمن نجاح أبنائه فى مادة الرياضيات..وضمن ابتسامة " ست الكـل ".. فهى من ستقِسم.. وتُقَسم..أيضا.
وعلى وزن قديم لأحد أبيات جدنا الشاعر ....المتنبى رحمه الله....أتوسـل إليكم أن تنسوا هذا القول....
إذا رأيت جيوب أبيك ترتعِد ....فلا تظنن أن أبيـك يدخِــــر
ألقاكم مع نظريات أحـــــدث ....
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
samah mostafa
حين تنحرف القسمه و تفرز نظريات كاتبه مستنيرة الفكر و المنطق
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد محمود
جميلة الفكرة