تحدث المؤرخ والصحفى الكندى جوين داير عن أزمة سد النهضة، وقال إنها ستجعل مصر تواجه أزمة غذاء مروعة فى غضون 10 أو 15 عاما على الأقل خاصة فى ضوء زيادة عدد السكان.
وسخر "داير" من مهزلة اجتماع قادة الأحزاب السياسية مع الرئيس مرسى لبحث قضية سد النهضة الإثيوبى، وعلق قائلاً: "احترسوا فالميكروفون مفتوح".. وركز تحديداً على ما قاله أيمن نور، رئيس حزب غد الثورة، من اقتراح بدعم مصر لقوات تحارب النظام الإثيوبى، ونشر تقارير زائفة عن استعدادات حربية.
وقال داير فى مقال له بموقع "sentinel source" إن كل دارسى الجغرافيا السياسية يعرفون أسطورة تحكى أن مصر حذرت سراً حكومات دول منبع النيل بأنها ستبدأ القصف لو تم بناء السدود على النهر بدون إذنها.
وتحدث المؤرخ الكندى المقيم فى لندن عن الجدل الذى أثير منذ إعلان إثيوبيا الشهر الماضى عن تحويل مجرى النيل الأزرق من أجل بناء مشروع "سد النهضة"، والذى أثار اعتراض مصر لأنها تعتمد كليا على مياه النيل فى الزراعة.
ويقول "داير" إن مصر حتى الآن تستورد حوالى 40% من احتياجاتها الغذائية، ولا يزال عدد سكانها يزداد بشكل سريع، وإذا كانت كمية المياه القادمة من نهر النيل تقل بشكل ملحوظ، فإن المصريين سيعانون من الجوع.
ووصف سد النهضة بأنه أول اختبار حقيقى لمدى تسامح مصر مع بناء دول المنبع للسدود، وقال إن الخزان الذى تقيمه إثيوبيا سيأخذ 63 مليار متر مكعب من المياه، وحصة مصر السنوية 55 مليار متر مكعب، بذلك، حتى لو استغرقت إثيوبيا خمس سنوات لملء الخزان، فهذا يعنى نقص 20% من حصة مصر فى مياه النيل على مدار خمس سنوات، وحتى بعد هذا سيكون هناك خسارة سنوية كبيرة بفعل التبخر.
وتوقع "داير" أن تستمر الأزمة المتعلقة بسد النهضة عدة سنوات لأنه لن يتم الانتهاء من بناء هذا السد قبل عام 2015 على أقل تقدير، إلا أنه أشار إلى أن مصر والسودان ستواجهان مشكلة أخرى، فبحلول عام 2025، ستحاول مصر إطعام 96 مليون شخص، وهو ما سيكون صعب للغاية حتى فى ظل حصتها الكبيرة الآن من مياه النيل ووارداتها الغذائية الحالية.
وبدون المياه، فإن الخيارات الوحيدة المتاحة أمام مصر هى أن تفقر نفسها بواردات غذائية هائلة أو المجاعة، مالم تقرر الذهاب على الحرب، لكن حتى خياراتها فى هذا الأمر ليس جيدة تماما.. والسبب لا يعود فقط إلى أن دول المنبع بعيدة جدا عن مصر، لكنها تحظى أيضا بدعم قوى من الصين التى تمول أغلب السدود التى يتم بناؤها أو التخطيط لها.
وعلى النقيض، فإن مصر تنكرت لحليفتها الولايات المتحدة، وربما تجد واشنطن مترددة فى إعادة التوصل، وحتى لو استطاعت حكومة القاهرة التغلب على نفورها من واشنطن، فلماذا ستريد أمريكا مواجهة مع الصين حول مصر؟.
وختم "داير" مقاله قائلا: "لن يكون هناك حرب على الأرجح، وستواجه مصر نقض غذاء مروع خلال 10 أو 15 عاماً".
مؤرخ كندى: مصر ستواجه أزمة غذاء مروعة خلال 10 أو 15 عاماً بسبب سد النهضة الإثيوبى.. وأمريكا لن تدخل فى مواجهة مع الصين التى تمول السدود لتأييد موقف القاهرة فى النزاع على مياه النيل
الجمعة، 07 يونيو 2013 01:25 م