أبرزت إذاعة "صوت أمريكا" زيادة التوتر بين مصر وإثيوبيا، بعدما بدأت أديس أبابا فى تحويل مجرى النيل الأزرق لبناء سد النهضة، وأشارت إلى أن إثيوبيا تقول إنها ستواصل بناء السد على الرغم من الانتقادات الماضية.
وتحدثت الإذاعة عن استدعاء الخارجية الإثيوبية للسفير المصرى محمد إدريس، بسبب التعليقات التى أدلى بها سياسيون فى اجتماع مع الرئاسة حول سد النهضة.
ونقلت "صوت أمريكا" عن دينا مفتى، المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، قولها إن بلادها تشعر بالاندهاش من لهجة المسئولين المصريين وقالت: "سواء كانت هذه الدعاية القادمة من هذا الجانب هى موقف الحكومة أم لا، فقد طلبنا التوضيح، لقد اندهشنا لأن بعض مسئولى الحكومة وقادة الأحزاب وقادة المجتمع المدنى كانوا يتحدثون عن إثيوبيا بشكل عنيف وقد فاجأنا هذا.. ونحن ننتظر التقليل من حدة هذه اللهجة فى وقت قريب للغاية".
وتابع تقرير "صوت أمريكا": "على الرغم من أن بناء سد النهضة بدأ منذ عامين إلا أن التوتر بين مصر وإثيوبيا لم يظهر إلى العلن، إلا عندما تم تحويل مجرى النيل الأسبوع الماضى، حيث قالت الحكومة فى القاهرة إنها لم توافق على بناء السد وتعهدت بمنعهم من تقليل حصة مصر من المياه، بينما قالت المتحدثة باسم الخارجية الإثيوبية إن بلادها لن تأخذ فى الاعتبار وقف بناء السد، وأوضحت أن هذا أمر لا يمكن التفكير فيه. وأضافت: سمعنا صوتين، الأول رجعى يعود للقرن التاسع عشر، وصوت آخر مستقيم يتطلع للتعاون وللعلاقات الطيبة، ونأمل أن يسود الصوت المستقيم.
وقالت "صوت أمريكا" إن ما قاله قادة الأحزاب والإعلام أثار مخاوف بشأن عمل عسكرى محتمل، إلا أن وندوسين ميشاجو، الخبير فى شئون النيل، يقول إن هناك سيناريوهات أخرى مرجح حدوثها بشكل أكبر قبل حدوث أى تدخل عسكرى، مشيرا إلى أن السيناريو الأول هو اللجوء إلى مبادرة حوض النيل، والجلوس على دائرة مستديرة ومناقشة الأمر تحت مظلة هذه المبادرة، والسيناريو الآخر هو قبول تقارير خبراء اللجنة الدولية، وهناك سيناريو ثالث يتعلق بالذهاب إلى المحاكم الدولية ووضع الأمر على الطاولة.
أما مهارى تاديل، الخبير الاستشارى الدولى المقيم بإثيوبيا، فيقول إن العمل العسكرى غير مرجح بشكل كبير، إلا أنه يعتقد أن السد سيكون الهدف الأول لو استمر الوضع فى التصاعد، ومضى قائلا إنه لو حدث القصف، فإن مصر ستستهدف بشكل أساسى السد، فهذا هدف واضح على الأرجح لهم، أو أن يرسلوا وحدات كوماندوز، حسبما أشارت بعض وثائق ويكيليكس، لمحاولة تقويض استقرار المنطقة المحيطة بالسد، والرد من الجانب الإثيوبى سيكون بشكل مشابه باستخدام القوة الجوية وشن أكبر عدد من الهجمات الممكنة على المصالح المصرية.
وختمت صوت أمريكا تقريرها قائلة إن مسئولى إثيوبيا لم يقولوا ما إذا كانوا قد شددوا الأمن حول السد، وقالوا فقط إنهم يتابعون التوترات المتصاعدة مع مصر عن كثب وبعناية.
"صوت أمريكا" ترصد زيادة التوتر بين القاهرة وأديس أبابا.. المتحدثة باسم الخارجية الإثيوبية: اندهشنا من لهجة المصريين وننتظر التقليل من حدتهم فى وقت قريب جدًا.. خبراء: القضية قد تذهب إلى المحاكم الدولية
الجمعة، 07 يونيو 2013 10:55 ص