لأول مرة يتم دعم 9 أنواع من الأدوية الجديدة لإدراجها ضمن بروتوكولات العلاج على نفقة الدولة ليستفيد بها مريض السرطان الذى لا يعانى فقط من آلام المرض ولكن يعانى من ارتفاع سعر هذه الأدوية الموجهة الجديدة والتى قد يصل سعرها لأكثر من 19 ألف جنيه.
ويمثل مرض السرطان من أهمّ أسباب الوفاة فى جميع أنحاء العالم، فقد تسبّب هذا المرض فى وفاة 7.6 مليون نسمة ويعتبر سرطان الرئة والمعدة والكبد والقولون والثدى وراء معظم الوفيات التى تحدث كل عام من جرّاء السرطان.
وفى مصر أكدت الدراسات أن مرض سرطان الثدى يتصدر قائمة أمراض السرطان فى مصر بواقع 42 حالة لكل 100 ألف من السكان يليه سرطان الكبد والتى تعتبر مصر من أعلى المعدلات العالمية للإصابة بة نتيجة تزايد معدلات الإصابة بفيروس سى، فهل هذه الأدوية ستنهى معاناة مريض السرطان من الحصول على علاجه بالمجان وهل تعتبر هذه الأدوية كعلاجات فعالة لبعض أنواع الأورام السرطانية؟
يقول الدكتور هشام توفيق أستاذ علاج الأورام بطب طنطا عضو اللجنة الفنية العليا لمناقصات الأدوية أنة تم تدعيم 5 أنواع من أدوية علاج مرضى السرطان بالإضافة إلى 3 أنواع أخرى كان قد تم دعمها منذ 6 أشهر ليصل عدد الأدوية المدعمة إلى 8 أنواع والتى كان يصل سعرها لآلاف الجنيهات مما كان يمثل عائقا أمام المريض المصرى فى تناول كورس العلاج الذى يحتاجه من ضمنها دواء "تايكرب" لعلاج سرطان الثدى تم تخفيض سعره من 4297 جنية إلى 2373 جنية بنسبة خصم تصل إلى 50 % ودواء آخر يسمى "افينتور 10 ملجم " لعلاج سرطان الثدى والكلى تم تخفيض سعره من 19 ألف جنية للكورس إلى 7550 جنيها ودواء آخر "سبرايسل" لعلاج سرطان الدم تم تخفيضه من 17 ألف جنية إلى 5600 جنيه.
وتم التفاوض على نسبة كبيرة من العلاجات الموجهة الحديثة للأورام وتم النجاح فى الحصول على نسبة خصومات لم يسبق لوزارة الصحة المصرية الحصول عليها مثل دواء "نكسفار " لعلاج سرطان الكبد والكلى بنسبة خصم 50% ودواء آخر يسمى "فاكتيبكس" لعلاج سرطان القولون بنسبة خصم 40%.
ويشير إلى أنة تعتبر مصر من أكثر دول العالم إصابة بسرطان الكبد نتيجة لانتشار فيروس سى بين أفراد المجتمع المصرى حيث تصل نسبة الإصابة بفيروس سى لأكثر من 12%، وأعلى نسبة إصابة فى مصر هى سرطان الثدى ثم سرطان القولون ثم الرئة وسرطانات الدم فى المرتبة الرابعة.
وأكد أنة فى الطريق لتخفيض عدد آخر من الأدوية المتعلقة بعلاج السرطان حيث أن هذه الأدوية لم يسبق توفيرها للمريض المصرى بنفس تلك الأسعار من قبل وتم توفير هذه الأدوية لمريض نفقة الدولة فى كافة الجهات الحكومية عن طريق التواصل مع قطاع المجالس الطبية المتخصصة المسئولة عن قرارات نفقة الدولة وسيتم تنفيذها فى المناقصة الجديدة.
وأوضح أن هذه الأدوية الحديثة يتم اختيارها بدقة لعلاج أنواع مختلفة من السرطان والتى تفتح أفاقا جديدة لإمكانية شفاء الكثير من المرضى المصريين حيث أنها تقلل من ميزانية الدولة تجاه مرضى الأورام.
كما أنة يتم اختيار أدوية علاج السرطان بدقة بهدف تحقيق مبدأ الصيدلة الاقتصادية والذى يعتمد على تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الأدوية عن طريق استخدامها طبقا للخطوط الاسترشادية والبروتوكولات العالمية لعلاج الأورام وهذا ما أكده أحد الخبراء المتخصصين فى الصيدلة الاقتصادية بمنظمة الصحة العالمية.
وهذه العلاجات الموجهة الحديثة أحدثت طفرة فى طرق وأساليب العلاج فى بعض الحالات المستعصية من الأورام الخبيثة مثل سرطان الثدى وسرطان القولون وأورام الكبد وهى تحسن من أورام القولون المنتشر و"النكسفار" يعتبر العلاج الأكثر شيوعا فى علاج أورام الكبد وقد يعطى لبعض حالات أورام الكبد بعد استئصالها جراحيا.
أما الدكتور طارق هاشم أستاذ علاج الأورام بكلية الطب جامعة المنوفية واحد أعضاء اللجنة الفنية العليا لمناقصات الأدوية فيقول نحاول أن يحصل مريض الأورام على الخدمة الطبية المناسبة التى تتماشى مع الخطوط الاسترشادية العالمية بأقل أسعار ممكنة بحيث لا يكون ضغطا على ميزانية الدولة وهذا من خلال ممارسة ضغوط على شركات الأدوية لتخفيض سعر الدواء وكذلك الدعم من خلال المواطنين والجمعيات الأهلية حيث نقوم بدورنا كأطباء فى هذا المجال بالضغط الشديد على الشركات للمساهمة فى تخفيض سعر الدواء بأقل من الأسعار العالمية وهذا من مصلحة المريض وأيضا نسعى إلى تفعيل قانون التامين الصحى والذى سيكون من أكثر الناس المستفيدة منة هم مرضى السرطان والأمراض المزمنة .
ونوه إلى أن هذه الأدوية تقوم بعلاج السرطان وقد حققت طفرة وحسنت نتائج علاج المرضى فالعلاجات الموجهة قللت المعاناة التى كان يعانيها المريض من الآثار الجانبية الخطيرة للعلاج الكيميائى وقللنا الاعتماد الكلى علية وبالتالى قللنا الآثار الجانبية الناتجة عنة بإضافة هذه العلاجات الموجة وحققت نسب نجاح أعلى وهذا طبقا للإحصائيات العالمية.
ويرى الدكتور طارق أن هناك مشكلة نعانى منها وهوتنوع بروتوكولات العلاج التى تختلف من مكان لآخر ونحاول أن نوحد البروتوكولات العلاجية لعلاج السرطان بحيث لا احد يحيد عنها.
ويطالب الدكتور طارق بضرورة تبنى خطة قومية لمكافحة فيروس "سى" السبب الرئيسى لسرطان الكبد فى مصر كما تم القيام بحملات أثناء انتشار مرض البلهارسيا.
وأوضح الدكتور هشام الغزالى أستاذ علاج الأورام بطب عين شمس رئيس الجمعية الدولية لأورام الثدى وأورام النساء، أن الأبحاث والإحصائيات أثبتت أن أورام الثدى تمثل أعلى نسبة بين السيدات فى مصر وتعتبر مصر من أكثر دول العالم إصابة بسرطان الكبد ويليه سرطان الرئة فى الرجال ثم أورام القولون.
وتعتبر العلاجات الموجهة من العلاجات الهامة للغاية فى علاج بعض هذه الأمراض ولكن هذه الأدوية لا يتم إعطاءها لكل المرضى ولكن كل مريض له شروط معينة حتى تسمح بتناول هذه الأدوية فمثلا أورام الكبد لا يمكن استخدام علاج النكسفار فيها إلا فى أورام المرحلة Child A" حيث لا يؤدى إلى أى استجابة فى المرحلة "Child B , C" كما يجب أن لا يتم إقرار الدواء إلا من خلال فريق طبى متكامل من أساتذة علاج الأورام والأشعة التداخلية وأساتذة جراحة وعلاج الكبد، حيث يمكن الاتفاق خطة علاجية لتقرير علاج نكسفار "السورافينيب" أو غيره.
ويوصى باستشارة الفريق الطبى وبجعل صرف هذه الأدوية الموجهة من خلال فريق طبى متكامل وليس من خلال طبيب واحد.
ونأمل أن يتم توفير وتعميم هذه الأدوية ليس فقط لمرضى وزارة الصحة ولكن لجميع المرضى الذين يعانون من الأورام حيث يعتبر بعض أسعار هذه الأدوية أكثر غلوا من بعض الدول المجاورة.
وأكدت الدكتورة ابتسام سعد الدين أستاذ علاج الأورام بكلية الطب جامعة القاهرة عضو الجمعية الأوروبية والأمريكية للأورام أن الأدوية الحديثة التى تسمى بالعلاجات الموجهة تم تدعيم وتوفير عدد منها من 6 أشهر لمرضى السرطان بقرارات على نفقة الدولة مثل علاج "هيرسبتين "لعلاج بعض أورام الثدى والحالات التى يوجد بها الجزيئات التى تستجيب لهذا العقار وعقار "ماب سيرا " فى علاج حالات الأورام الليمفاوية كذلك تم توفير عقار"تاسيجنا" فى علاج أمراض الدم مثل اللوكيميا المزمنة وكذا عقار "سوتينت "لعلاج أورام الكلى وهذه الأدوية تندرج تحت باب علاج موجة عالية التكلفة وقد تم توفيرها للمرضى غير القادرين دون أن يتكلفوا أى شىء.
والأدوية هى مسجلة بوزارة الصحة وتعالج أورام محددة ولكن لا يناسب جميع المرضى هذا النوع من العلاج ولكن مجموعات معينة من المرضى طبقا لشروط معينة منها مرحلة الورم ونوعه وحالته ففى حالة سرطان الكبد المرضى الذين يعانون من التليف، أو الاستسقاء لا يناسبهم تناول العلاج الموجة، وبالتالى سيكون مناسبا لفئة معينة من مرضى الأورام فقط.
وأشارت إلى أن المرضى الذين حالتهم المرضية متقدمة فأنه يصعب علاجهم بمثل هذه الأدوية، ولكن لهم خطوطا علاجية أخرى، والذى يحدد العلاج الفريق الطبى المتخصص، فلابد من العلاج المفصل لكل مريض على حدة Personalized Cancer Therapy.
سرطانات الكبد والثدى والقولون والرئة والدم تهدد حياة المصريين.. و9 أدوية جديدة تدخل منظومة العلاج على نفقة الدولة.. وأطباء: العلاجات الموجهة قللت معاناة المرضى من آثار العلاج الكيميائى
الجمعة، 07 يونيو 2013 04:14 م