من باب الإنصاف وإحقاقاً للحق، لابد أن نتصارح بالحقيقة حتى وإن كانت مُرّة، دون تحامل أو مغالاة وبمنتهى الموضوعية والأمانة الفكرية، ولا يمنعنا تأييدنا للرئيس أن نغمض أعيننا عن أخطائه وإخفاقاته بل تذكيره وتقويمه دائماً، ولا يجب أن نُلقى باللائمة الكاملة على قوى المعارضة وجبهة الإنقاذ رغم قناعتى التامة أن المعارضة المصرية تمثل أحد أسباب المشكلة وليس الحل كما هو المفترض، لما تمارسه من تفزيع وإرهاب للمجتمع لمجرد كراهية التيار الإسلامى عامةً والرئيس مرسى وجماعة الإخوان المسلمين خاصةً، وعدم تقديمها حلولاً جوهرية جذرية وحقيقية بدلاً من انتهاج سياسة لطم الخدود وشق الجيوب على فضائيات الفتنة ووسائل الإعلام المختلفة.
وإذا نظرنا للصورة العامة ولكامل الكوب نظرة واقعية هادئة دون تشنج أو تعصب لهذا أو ذاك وبعيداً عن الحسابات الحزبية الضيقة لإعلاء المصلحة الوطنية بالأساس، نجد أن الرئيس محمد مرسى قد أخطأ فى معالجة عدة ملفات القاسم المشترك فيها هو غياب الرؤية الواضحة والشفافية الكاملة، مما ساهم فى حالة من الضبابية وعدم الرضا وفقدان الثقة أيضاً لقطاع ليس بالقليل من الشعب المصرى تجاه قيادته المنتخبة نتيجة لغياب المصارحة والشفافية فى تقييم المشكلات والأوضاع الحقيقية دون تهوين أو تهويل، وأول هذه الملفات :
1-عدم مصارحة الشعب بالوضع الاقتصادى العصيب الذى نمر به وما يجب فعله فى الحال لتجنب الانهيار وإشراك المواطن فى حل الأزمة حتى يكون مستعداً لأى إجراء، وبالتالى كان يجب ربط الأحزمة وتطبيق إجراءات تقشف فورية على الجميع مؤسسات وأفراد كما فعل الرئيس البرازيلى "لولا داسيلفا" منذ 10 سنوات بدلاً من الاستجابة للاعتصامات والاحتجاجات الفئوية بالحق والباطل دون تحقيق أى معدلات إنتاج أو تنمية حتى تتحسن الظروف.
2- الإفراط فى إطلاق الوعود البراقة تدغدغ مشاعر البسطاء وخاصة من الأميين والفقراء الذى يأملون حل مشكلاتهم بضغطة زر أو أوامر رئاسية وتحقيق نتائج سريعة وجنى ثمار فورية لتخفيف معاناتهم.
3- غياب الشفافية والمصارحة إزاء تآمر بعض قوى المعارضة الداخلية التى تمارس دوراً تحريضياً إثارياً بهدف إسقاط الدولة وليس النظام فحسب والهدف تفزيع المواطن من التيار الإسلامى والحيلولة دون وصوله مرة أخرى للحكم حتى لو كان عن طريق الديمقراطية التى يتشدقون بها ويعبدونها.. رغم إعلان الرئيس فى أحد خطاباته صراحةً بحجم المؤامرة التى تُحاك ضد الوطن وأنه سيقدم المتآمرين للعدالة.. فكنا نريد من الرئيس إعلان الأسماء لاسيما بعد تجرؤهم عليه شخصياً ونعته بأحط الأوصاف على صفحات الصحف وشاشات فضائياتهم الموجهة.. وكذلك إعلان أسماء من رفض تولى المسئولية فى رئاسة الحكومة أو بعض الحقائب الوزارية لأن الوقت عصيب وغير مناسب.. ثم يتهمون الرئيس بالاستبداد والاستحواذ والتكويش لصالح جماعة الإخوان.. حتى يعرف الشعب من يتاجر بهمومه
والاكتفاء بالمعارضة المكتبية المكيفة وسب الرئيس وجماعته على شاشات الفضائيات وصفحات الجرائد.
4- الإصرار الغريب على التفاوض مع صندوق النقد الدولى على قرض زهيد بقيمة 4,8 مليار دولار على الرغم من أن أى قارئ بسيط للاقتصاد يدرك أن الاقتصاد الوطنى لا يقوم على القروض وفوائدها المتراكمة على كاهل المواطن البسيط.. وأن صندوق النقد الدولى يكبل إرادة الدول بقروضه.. فكما قلت سابقاً أن الحل الآن فى سياسة التقشف.. وتحمل الدولة حكومةً وشعباً المسئولية بدلاً من استجداء الخارج الذى يكبل إرادتنا ويصادر قرارنا ويرهن مصائرنا لصالح مصالح الدول الكبرى.
5- غموض الرئاسة المريب مع قضية الضباط الملتحين والحكم القضائى بعودتهم للعمل, وتعنت وزير الداخلية مع قضيتهم ورفضه تنفيذ الحكم وتطبيق القانون بل وتحديه للسماح لهم بالعودة إلاّ على جثته وحتى لو حُبس على حد زعمه فى حوارٍ تليفزيونى.. مما يوحى لأى مراقب عادى أن الوزير يحتمى بالرئيس, مما يفرض علينا سؤالاً خطيراً : كيف لا يسمح الرئيس الملتحى (الذى خرج من جماعة دعوية بالأساس) بعودة ضباط ملتحين للعمل لاسيما بعد تصريحه بحقهم فى إطلاق لحاهم وذلك قبل توليه السلطة؟! ورفضه مقابلتهم بينما يقابل الفنانين الذين لا يزالون على العهد من الولاء لنظام المخلوع!.
6- لين الرئيس المفرط فى غير محله وعدم شدته حيث تكون الشدة والحسم.. حيث كان من المنتظر انتهاز الرئيس وجود فراغ تشريعى بعد إعلان المحكمة الدستورية العليا بحل مجلس الشعب المنتخب (14- 6 -2012) واستغلال إعلان 12 أغسطس الذى بموجبه تمت إقالة المشير طنطاوى والفريق عنان وحل المجلس العسكرى الذى اغتصب سلطة التشريع بإعلانه الدستورى المكمل أو المكبل(17 -6 -2012).. لتحقيق مطالب وأهداف الثورة فى تطهير القضاء والشرطة وتجفيف منابع الثورة المضادة فى كافة مؤسسات الدولة بامتلاكه سلطة التشريع.. فقد كانت فرصة ذهبية سانحة لتعديل مسار الثورة لصالح الشعب.
تلك ملفات نأخذها على الرئيس تحتاج مزيدا من الشفافية والمصارحة حتى يضع الشعب أمام مسئولياته ويدرك حجم المخاطر والعقبات التى تواجه الوطن دون تهوين أو تهويل.. ورغم أننى من مؤيدى الرئيس أمارس دورى بأمانة فى التقويم والنصح ولا يمنعنى ذلك من النقد البنّاء وإبداء الملاحظات والإشارة إلى الأخطاء حتى لا تتحول إلى خطايا وكوارث يستحيل حلها والتعامل معها إذا لم يأخذها النظام على محمل الجد.. حتى لا نقع فى مستنقع النفاق والتأييد الأعمى بالحق والباطل.
الرئيس محمد مرسى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
علاء
هل له عذر
عدد الردود 0
بواسطة:
ايهاب صلاح
بس
عدد الردود 0
بواسطة:
واحد غلبان
بلاش رأى المصريين ........... شوف رأى الاجانب ايه
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
نحن نثق في الرئيس
عدد الردود 0
بواسطة:
abdelhameid
ماهو الحل
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد مصطفى
ضلال الكاتب * الكاتب الضال