المستثمرون فى الأسهم يعودون إلى مصر

بعد أن ابتعدوا فترة لالتقاط الأنفاس بدأ المستثمرون الدوليون يعودون إلى الأسهم المصرية، إذ يرون أن هناك مبالغة فى الإقبال على بيعها وسط تجدد المؤشرات على عدم الاستقرار السياسى والمخاوف بشأن العملة.

وقفز مؤشر الأسهم المصرية المقومة بالدولار على مؤشر ام.اس.سى.آى بنسبة 4% الشهر الماضى متجاوزا أداء ام.اس.سى.آى للأسواق الناشئة الذى تراجع بنسبة 4% والذى تعتبر مصر مكونا فيه إلى جانب الصين والبرازيل وروسيا والهند.

وتراجعت المخاوف المتعلقة بالاضطرابات السياسية والاجتماعية ومساعى الحكومة التى يقودها إسلاميون للحصول على قرض بقيمة 4.8 مليار دولار من صندوق النقد الدولى والتى كانت تؤثر على السوق فى وقت سابق هذا العام.

وقال بول كلارك، الذى يدير صندوقا أفريقيا جديدا لحساب مؤسسة أشبرتون، إن من المرجح أن يكون لمصر وزن كبير فى الصندوق.

وأضاف "البعض يعتبرها خطرة لكن تمشيا مع مستويات الخطر العالية تراجعت الأسعار، وهذا يشكل فرصة لتحقيق قيمة".

وتابع "نتطلع إلى شركات لا تكون معرضة للمخاطر السياسية المحلية وقد ينتهى بنا الحال بتخصيص حصة 20% فى محافظنا للأسهم المصرية".

ولم يحدد كلارك أسهما بالاسم، لكن عددا من المستثمرين أوصوا بشركات مثل أوراسكوم للإنشاء والصناعة وأوراسكوم تليكوم.

وارتفع سهم أوراسكوم تليكوم إلى أعلى مستوياته فى أربعة أعوام ونصف العام وسط حديث عن عرض شراء فى حين استقر أداء أوراسكوم للإنشاء منذ الانتفاضة التى أطاحت بمبارك وتسعى الشركة الأم المدرجة فى هولندا للاستحواذ عليها.

ويشير المستثمرون إلى امتداد أنشطة الشركات المصرية إلى الخارج فى مناطق منها أفريقيا التى تشهد معدلات نمو سريعة وإلى ثقافة الريادة فى المشروعات وفرق الإدارة القوية.

وتقييم مؤشر مصر على ام.اس.سى.آى منخفض عند مكرر أرباح سبع مرات وفقا لبيانات داتا ستريم بالمقارنة مع متوسط الأسواق الناشئة عند مكرر أرباح عشر مرات ما يجعل الأسهم المصرية أرخص للشراء.

وخفض المستثمرون فى المتوسط تعرضهم لمصر فى العام الماضى حسب ما أوردته بيانات ليبر.

ويظهر متوسط 621 سوقا ناشئة أو صندوقا إقليميا أعلنت تعرضها للأسهم المصرية هذا العام نسبة تخصيص 1.1 بالمائة لمصر بالمقارنة مع 1.6 بالمائة قبل عام.

وبالنسبة لبعض المستثمرين مازالت المخاطر تفوق الفرص.

كما أقبل المستثمرون على البيع هذا الأسبوع قبيل احتجاجات مخطط لها يومى 30 يونيه الذى يمثل ذكرى مرور عام على تولى الرئيس محمد مرسى السلطة. والبعض يشعر بالقلق من أن تتحول المظاهرات الى العنف.

وقال جيمس سايم مدير الصنادى فى جيه.او هامبرو كابيتال منجمنت "مصر لديها بعض الفرص المثيرة للاهتمام، لكن الشكوك تحيط بكل من وضع الاقتصاد الكلى والوضع السياسى التشريعى ومصر تشبه الآن سوقا ناشئة جديدة أكثر منها سوقا ناشئة".