الروائى الألمانى كريستوف بيترس: لا يمكن للمسلمين أن يحكموا ألمانيا.. أنا ضد المقارنة بين هتلر والرئيس المصرى .. محمد مرسى لأن هتلر كانت لديه أيديولوجية

الجمعة، 07 يونيو 2013 09:04 م
الروائى الألمانى كريستوف بيترس: لا يمكن للمسلمين أن يحكموا ألمانيا.. أنا ضد المقارنة بين هتلر والرئيس المصرى .. محمد مرسى لأن هتلر كانت لديه أيديولوجية الكاتب والروائى الألمانى كريستوف بيترس
حاوره - وجدى الكومى تصوير - سامى وهيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأدب والإسلام، هما ما يشغلان بال هذا الرجل، إنه الكاتب والروائى الألمانى «كريستوف بيترس»، الذى زار مصر منذ 17 عاما، فى بداية التسعينيات، وسط مواجهات نظام مبارك مع الإرهابيين، والجماعات الجهادية والجماعة الإسلامية، ليكتب رواية بعنوان «غرفة فى دار الحرب» تصدر ترجمتها بهذا العنوان قريبا عن المركز القومى للترجمة، فى مصر، «كريستوف» اعتنق الإسلام منذ 17 عاما، مثل بطل روايته، وتعرف على إحدى الطرق الصوفية فى برلين، وأحب طقوسها، عندما التقيت «كريستوف» للمرة الأولى فى وسط القاهرة أثناء زيارته التى نظمها له معهد «جوته» الألمانى، هذه الأيام، للإشراف على ورشة ترجمة لمجموعة من قصصه القصيرة، المرتقب صدورها أيضا عن دار «صفصافة»، سمعت منه كلمات «الحمد لله» و«إن شاء الله» تتخلل عباراته الإنجليزية، أو الألمانية، عن قصة اعتناقه الإسلام، وكيف يرى المشهد كأجنبى، بعد وصول تيارات الإسلام السياسى للحكم بعد الثورات العربية فى مصر وتونس، كان لـ«اليوم السابع» معه هذا الحوار.

عما تدور أحداث روايتك التى كتبتها فى مصر؟
- كانت هناك أحداث إرهابية فى القاهرة وحى إمبابة، فى أوائل التسعينيات، حينما زرت القاهرة فى ذلك الوقت، فكتبت رواية عن شاب ألمانى، متورط فى الاتجار بالمخدرات، والخمور، يقع فى حب فتاة مصرية، ويشعر بالرغبة فى اعتناق الإسلام من أجلها، تدور الأحداث بالرواية التى تصدر ترجمتها قريبا عن المركز القومى للترجمة هنا فى مصر، عن رحلة هذا الشاب الألمانى، الذى يتعرف على جهاديين، فى مصر، يعرضون عليه الجهاد فى فلسطين، أو البوسنة، ويتحول هذا الشاب، بطل روايتى، إلى مغرم تماما بالفتاة المصرية، لكنها ترفض هذه العلاقة، نظرا لتورطه مع هؤلاء الإرهابيين، فيواصل الشاب طريقه، ويتورط فى أعمال إرهابية مثل الهجوم على السائحين فى الأقصر، لقد استفدت من هذه الأحداث التاريخية، فى الرواية.

متى دخلت إلى الإسلام، فى هذا الوقت، أم بعدها، وهل قلت رأيك فى هذه الجماعات الإرهابية فى هذا الكتاب؟
- قدمت الرواية بشكل منحاز، وبحيادية تامة، دون أن أتعاطف مع طرف ضد الآخر، فلم أتعاطف مع الشاب الإرهابى، أو مع الجماعات الجهادية، كما لم أدعم بالطبع فكرة قتل الناس، من أجل هذه المعتقدات، أما دخولى للإسلام، فتم على خطوات، لم أستصدر أوراقا رسمية من الأزهر، كنت أبحث دائما عن إجابات عديدة للأسئلة الصعبة التى كانت تتردد داخلى، بدأت بالكاثوليكية، وذهبت إلى ديانات أخرى، لكنها لم تصلح، وانتهى بى المطاف إلى الإسلام بعد العديد من البحث، كان الموضوع بالنسبة لى خطوة خطوة، ولم يكن سريعا، أو متعجلا، كما أننى نطقت الشهادة، وبدأت أصلى خمس مرات، وأصوم رمضان، وأؤدى الزكاة، وأتلو الأذكار اليومية، صباحا ومساء، وذهبت للعمرة عام 2010، وأنا سعيد جدا بإسلامى الآن.

فى ظنك كيف ترى مشكلة العالم الإسلامى، هل هى تطبيق المسلمين لتعاليمه، أم فشلهم فى تحسين صورتهم أمام الميديا الغربية؟
- فى الحقيقة ليست هناك مشكلة تتعلق بالإسلام كدين على الإطلاق، خلقنا الله مختلفين، وقال الله سبحانه وتعالى فى سورة «المائدة»: «ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم»، هذا فى الآية رقم 47 - وأخرج تليفونه المحمول قائلا: «إننى أحتفظ بنسخة من القرآن الكريم هنا»، لقد خلقنا الله أمما مختلفة، ولدينا اختلافات داخلية، لدينا سنة وشيعة، ومأثورات تاريخية، ومشاكل معلقة بسبب الاستعمار، فى رأيى، الحقيقة أن الإسلام، تمت الإساءة له، واستخدامه عمدا، لقتل الناس، وتصنيفهم، هذا كافر، وهذا مؤمن، والجميل فى القرآن وهو الكتاب العظيم المقدس الوحيد الذى لدينا، لمن يقرأه بعناية ويفهمه، سيجد فيه إقرارا من الله بالاختلاف الكثير داخل المجتمعات، ولا يوجد دين آخر فى العالم به هذه الفكرة، إنه مكتوب فى القرآن ولكن لا أحد يقرأ أو يفهم.

هل تظن أن بمقدور الإسلام أن يحكم العالم كله، أو أن يتم انتخاب حكومة مسلمة مثلا لحكم ألمانيا؟ وهل يمكن تطبيق الشريعة فى كل مكان؟
- إنه مكتوب أيضا فى نفس سورة المائدة، الآية «46» التى تقول: «وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله»، من الصعب أن يتم انتخاب حكومة إسلامية فى مجتمع غالبيته ليست من المسلمين، ما هى الشريعة، الشريعة لها مفاهيم كثيرة، وتطبيقها يختلف، هناك قوانين واضحة، منها مثلا قطع اليدين حال السرقة، ولكننى لم أر أناسا مقطوعة الأيدى فى السعودية، فهل هذا يعنى نهاية السرقة من هذا المجتمع، بالطبع هناك أمور كثيرة تمنع قطع الأيدى، ومنها مثلا الحالة الصحية للسارق، وتطبيق العدالة فى المجتمع، وغيرها من الأمور، كما أن الإسلام ألزم المجتمعات غير المسلمة بتطبيق ديانتها، واتباع قوانينها، كما أن القرآن أمرنا ألا نتجسس على جيراننا، إذا كانوا يخطأون، فعلينا أن نستر عوراتهم، ولا نفضحهم، طبعا هذا يخالف الوهابية المتطرفة.

هل تأمل أن تعيش فى وطن مسلم، تحكمه حكومة مسلمة، وتطبق الشريعة، وهل من الممكن أن يحدث هذا فى «ألمانيا»؟
- لا يمكن أن يحدث هذا فى ألمانيا، لأن هذا يتطلب غالبية مسلمة، وغالبية الشعوب هى التى تقر قوانينه، فالمجتمعات الأوروبية هى التى تقر قوانينها، وأنا إذا رغبت فى العيش فى وطن مسلم، لسافرت إلى مجتمع إسلامى، ما يهمنى أن أعيش فى وطن مسالم، أنا أعيش فى ألمانيا، لأنى كاتب ألمانى، أستطيع أن أكسب رزقى هناك من الكتابة، فليس لدى الفرصة لأتكسب رزقى من الكتابة، فى أى مجتمع إسلامى.

هنا فى مصر، البعض يتخوف من أن يقود الرئيس المصرى محمد مرسى، المجتمع إلى فاشية إسلامية، والبعض يعقد مقارنات بينه، وبين «هتلر» نظرا لأن كليهما كان منتخبا؟

- هنا نقطة مهمة، للأسف تتم الإساءة للدين الإسلامى، من أجل تحقيق ديكتاتوريات جديدة، وفى الواقع لم أقرأ الكثير عن جماعة الإخوان المسلمين، وليس لدى رؤية واضحة عن الوضع فى مصر، لكن من الصعب عقد مقارنة بين محمد مرسى، وأدولف هتلر، لأن الأخير كان لديه «أيديولوجية» وكان لديه أفكار صعبة، جعلته يقتل الناس، وانتخابه يدل على أن الديموقراطية ليست هى الحل دائما، مع ناخبين غير متعلمين، أو مع مجتمع جاهل، يجب أن تعلم الناس أولا، قبل أن تمنحهم الديموقراطية، وهذا ما حدث مع «النازية».





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة