عبد الرحمن يوسف

من المسؤول؟

الأربعاء، 05 يونيو 2013 12:10 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من المسؤول عن تدهور علاقاتنا بدول أفريقيا؟.. إجابة السؤال ليس الهدف منها الدفاع عن أحد، ولا نبش الماضى ولا فتح الجراح، ولكن نحن فى ورطة كبرى، ولا بد أن نفهم وأن نتعلم، لأن ما يحدث لمصر الآن سببه أن بعض ساسة الماضى قرروا أن ينقلبوا على حقائق الجغرافيا والتاريخ، وكأنهم يصارعون القدر، وها هى النتيجة يتحملها جيلنا قليل الحظ!
المسؤول الأول عن تدهور علاقاتنا مع دول أفريقيا هو من قرر أن يقلص بعثات الأزهر من وإلى أفريقيا، وأن يقلص المنح التى يمنحها للطلبة الأفارقة فى الأزهر والجامعات المصرية، وهو من قرر أن يصعِّر خده لحركات التحرر الوطنى الأفريقية.. إنه الرئيس الراحل محمد أنور السادات. السادات هو أول رئيس مصرى يتصرف عمليا طبقا لمقولة «وإحنا مالنا ومال أفريقيا»! سيحاول بعض الناس أن يقنعك بغير ذلك، ولكن للأسف إنها الحقيقة، هذا ما حدث فى النصف الثانى من سبعينيات القرن الماضى بحجة تقليص الميزانيات، وبحجج أخرى واهية، والحقيقة المرة أن ذلك لم يكن إلا خضوعا للهيمنة الأمريكية التى ركَّعَت الرئيس السادات، وركَّعَتْ مصر كلها، فتركنا أفريقيا ملعبا فارغا.فى الوقت الذى كانت مصر تسحب قوتها الناعمة من أفريقيا كانت إسرائيل تدخلها بخشونة، فترصد مئات الملايين من الدولارات لكى تحاصر مصر من حديقتها الخلفية، فاشتغلت أجهزة مخابراتها على بناء علاقات أفريقية قوية لكى تتحكم فى مياه النيل، ومنذ ذلك الحين، وإسرائيل تشعل حروبا فى أفريقيا، وتقيم أنظمة وتسقط أخرى، كل ذلك بالتعاون مع الأمريكان، وكان من نتائج ذلك أن أصبح السودان سوادانين «حتى الآن»، وها هى مياه النيل تكاد تصبح فى قبضة الآخرين ونحن مشغولون فى تمزيق البلد بين الإسلاميين والليبراليين.

عصر مبارك لم يكن أكثر من امتداد لعصر السادات، ومحاولة اغتيال الرئيس المخلوع فى أديس أبابا عام 1995 جعلت مبارك يتصرف بكل الصلف والغرور والحماقة الممكنة مع الدول الأفريقية ومنها دول المنبع، وبعد أن كانت مصر فى حالة جفاء أو قطيعة مع أفريقيا أصبحت وكأنها فى حالة عداء أو حرب باردة!

كل ذلك وإسرائيل ما زالت تعمل. حين قرأت لأول مرة فى حياتى عن محاولات إسرائيل للتسلل إلى منابع النيل كنت فى المرحلة الإعدادية على ما أذكر، أى منذ ما يزيد على ربع قرن، ومنذ ذلك الحين لم يتحرك أحد، ولم نر أى جهاز من الأجهزة التى تصدعنا بالحديث عن «الأمن القومى» يتحرك، بل كانت أعينهم لا ترى خطرا على الأمن القومى سوى فى حركات المقاومة، والنشطاء السياسيين، وحركات المعارضة الشبابية، أما ملفات الأمن القومى الحقيقية، فقد تركوها لإسرائيل، هذه هى الحقيقة العارية، أما كيف نواجه ذلك؟ فهذا أمر آخر نتحدث عنه قريبا بإذن الله.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

واحد صعيدى

كلامك يجعل القلوب تنزف دما ...... لأنه فى الصميم

عدد الردود 0

بواسطة:

بهاء الدين قراقوش

السادات؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

عدد الردود 0

بواسطة:

الدكتور أشرف البربرى

حجة البليد هى إالقاء المسؤلية عن الأنظمة السابقة ! أما الفشل و العك الحاضر فلا تذكره !

عدد الردود 0

بواسطة:

الدكتور أشرف البربرى

حجة البليد هى إالقاء المسؤلية عن الأنظمة السابقة ! أما الفشل و العك الحاضر فلا تذكره !

عدد الردود 0

بواسطة:

عيسى خيرى

واخرتها

عدد الردود 0

بواسطة:

سيد المصرى : واحد من الشعب

العلاقات بين الدول تعتمد على المصالح يا أخ ! و ليس على بعثات الأذهر و منح الطلبة الأفارقة

عدد الردود 0

بواسطة:

سيد المصرى : واحد من الشعب

العلاقات بين الدول تعتمد على المصالح يا أخ ! و ليس على بعثات الأذهر و منح الطلبة الأفارقة

عدد الردود 0

بواسطة:

ali

صدقت

وما زال الوضع على ما هو عليه لم يتغير شيء

عدد الردود 0

بواسطة:

Adel Aziz

Comment

Your father is responsible

عدد الردود 0

بواسطة:

Yassin Al-Saba3

إخوات الوالد ربنا يهديه!

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة