تحية طيبة وبعد
ما لى أراك قد انحرفتى عن الطريق، وأصبحتى لى بئس الرفيق، لم أعد أشعر أنك نفسى التى كانت شفافة فى يوم من الأيام، أشعر أنى غريب النفس، أحن لتلك الأيام التى كنت فيها قريبا من ربى، بالله عليك أخبرينى متى كانت آخر مرة أمسكت فيها مصحفاً أقرأ بعض الآيات التى بها يطمئن قلبى؟! متى كانت آخر مرة جرى ذكر الله على لسانى؟! متى كانت آخر مرة حرصت فيها على صلاة الفجر؟! أشعر أنى غريق فى بحر لا أعرف له قرار!
لقد أخذتك الدنيا فى غمارها وشغلتك عما ينجيك من يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، وأنت تظنين أن أيامك فى الدنيا طويلة، قد غرك طول الأمل وتسويف التوبة وأن الله غفور رحيم، ألم تعلمى أن أيامك فى الدنيا معدودة وأن الموت لن يخبرك بقدومه حتى تستعدين له بالتوبة، وأن الله غفور رحيم لكن رحمته سيكتبها للذين يتقون، وأنتى من تقوى الله بعيدة !!!!
يا نفسى اعلمى بأن كل ما يشغلك الآن هو من فتنة الدنيا وتزينها لمن يجرون ورائها، فلا تغترى بالدنيا وتنشغلى بها عن العمل ليوم ينظر المرء ما قدمت يداه، لقد نظرت فى يومى هذا فوجدتك فى صلاة الفجر صفر، وفى قراءة القرآن صفر، وفى ذكر الله صفر، فكيف تقولين بعد ذلك أن الله غفور رحيم وقد سمعت مقولة تقول: " رجاؤك رحمة من لا تطيعه خذلان وحمق " فكيف تكونى فى معصية الله مقيمة ثم تنتظرين من الله رحمته ؟؟؟!!!
نفسى العزيزة، لسان حالى ينادى ربى :"قصدتك من كل الجهات مناديا أجرنى من القيد الذى شد معصمى، أعدنى لنفسى كم تغربت حائرا أحن لضوء فى سمائك منعمى " نعم أشعر أن كثرة الذنوب قد صنعت قيدا يشدنى بعيدا عن طاعة ربى، أخبرينى ماذا عملتى من الخير حتى إذا أقبلت على ربى أقدم ذلك العمل بين يدى ؟!! ولى سؤال أخير أرجومنكى أن تجيبينى عليه بكل صدق: " لوأن رسول الموت حضر الآن فهل أنتى مستعدة للقائه أم أن الدنيا أنستكى حساب هذا اليوم فيا حسرتى على عمر ضيعته فى غير طاعة الله ؟!!!!
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة