اعتمد المشاركون فى المؤتمر الدولى الخامس للوزراء وكبار المسئولين عن التربية البدنية والرياضة المنعقد فى برلين قائمة موسعة من التوصيات تتعلق بمكافحة الفساد والغش فى مجال الرياضة، وتبادل المنافع الاجتماعية الاقتصادية للرياضة على نحو أكثر إنصافاً وضمان الانتفاع بالرياضة بوصفها حقاً أساسياً للجميع.
يشدد إعلان برلين على أن الرياضة هى حق أساسى للجميع، بغض النظر عن الأصل الاثنى أو الجنس أو العمر أو العجز أو الخلفية الثقافية والاجتماعية أو الموارد الاقتصادية أو الميول الجنسية. كما يؤكد الإعلان على التهديدات التى تتعرض لها النزاهة فى مجال الرياضة جراء الجرائم المنظمة عبر الحدود الوطنية، وتعاطى المنشطات، فضلاً عن حالات الغش فى المسابقات الرياضية والفساد التى باتت، شأنها شأن الرياضة ذاتها، ظاهرة عالمية.
وقالت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة فى كلمتها الافتتاحية أمام المؤتمر يوم الأربعاء 29 أيار/ مايو الجارى:"إن هذه الأمور لا تمثل مسائل قانونية فحسب، بل إنها تشكل قضايا سياسية جد خطيرة تخصنا جميعاً، وذلك لأنه ما من بلد يستطيع بمفرده التصدى لها على نحو فعال. فلقد باتت الرياضة ظاهرة عالمية؛ ومن ثم فإن استجابتنا يجب أن تكون هى الأخرى استجابة عالمية".
إن التوصيات المحددة العديدة الواردة فى هذا الإعلان التى تخص مسائل الانتفاع والاستثمار والنزاهة إنما ترمى إلى تحسين وتعزيز التعاون الدولى بين الحكومات وكافة الأطراف المعنية بالرياضة فى هذه المجالات. وينصب التركيز بقوة فى هذه الوثيقة على ترسيخ ممارسة الرياضة فى المدارس وضمان استيعاب المعوقين وكذلك المنتمين إلى الجماعات المحرومة. كما ينطوى الإعلان على نداءات لتحسين إدارة الأنشطة الرياضية، وتحقيق مزيد من الشفافية فى ما يخص الدعوة إلى إقامة المسابقات الرياضية الكبرى واستضافتها، فضلاً عن تحديد نهوج مختلفة لتنظيم مثل هذه الفعاليات. كما يتعلق الأمر فى الإعلان بتبادل البيانات البحثية والممارسات الجيدة بشأن التربية البدنية والرياضة، والتعاون فى الكشف المبكر عن حالات الغش واتخاذ تدابير للوقاية والرقابة، وذلك بما يتوافق مع القوانين الوطنية والدولية.
ويتضمن الإعلان كذلك نداء موجهاً إلى الحركة الرياضية لإقرار سياسة عدم التسامح نهائياً، ولاسيما فى ما يخص مكافحة تعاطى المنشطات وحالات الغش فى المسابقات الرياضية، فضلاً عن اعتماد لائحة تأديبية فعالة تتناسب مع الغرض الذى فُرضت من أجله ومجموعة من التدابير الوقائية.
وأخيراً، يدعو الإعلان الدول الأعضاء فى اليونسكو إلى تكثيف جهودها من أجل تنفيذ الاتفاقات والوثائق القانونية القائمة، مثل اتفاقية اليونسكو الدولية لمكافحة المنشطات فى مجال الرياضة، كما يدعو المنظمة إلى اقتراح أنشطة للمتابعة والمراقبة.
قامت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، مع السيدة أنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية، بافتتاح المؤتمر الدولى الخامس للوزراء وكبار المسؤولين عن التربية البدنية والرياضة رسمياً، وذلك يوم الأربعاء 28 أيار/ مايو الجارى. ويُعتبر هذا المؤتمر بمثابة تتويج لسنوات عديدة من المفاوضات؛ وقد ضم وزراء للرياضة وممثلين عن حكومات أخرى من ما يربو على 130 بلداً. وانضم إلى هؤلاء جميعاً مشاركون تابعون لهيئات تُعنى بتطبيق القوانين وخبراء وباحثون ومنظمات غير حكومية معنية بمجال الرياضة.
وجدير بالذكر أن المؤتمر الدولى الأول للوزراء وكبار المسئولين عن التربية البدنية والرياضة عُقد فى مقر اليونسكو فى باريس،عام 1976، وتركزت فعالياته على تطوير أنشطة التربية البدنية والرياضة التى أصبحت فيما بعد هدفاً تعليمياً ذا أولوية لليونسكو. ثم عُقدت الدورات اللاحقة للمؤتمر فى موسكو، عام 1988، ثم فى بونتا دل استى، عام 1999، ثم فى أثينا، عام 2004.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة