كاتب سودانى لـ"الرئيس مرسى": أنت تضلل الرأى العام بمصر والسودان.. ويؤكد: الحكومة تريد استخدام ملف سد النهضة لتعيد بناء الأرضية الشعبية لها فى الشارع.. والطاقة القادمة من إثيوبيا للسودان هى جسر الإخاء

وصف الكاتب السودانى " الطاهر ساتى" تصريحات الرئيس المصرى محمد مرسى أمس أثناء عرض الدكتور خالد القزاز - سكرتير الرئيس مرسى للعلاقات الخارجية - تقريراً كاملاً عن سد الألفية وآثاره السالبة على حصة مياه مصر وكهرباء السد العالى، بأنه يضلل الرأى العام عندما وصف الرئيس المصرى بأن الضرر الذى يقع على مصر من بناء سد النهضة أقل ضرراً من السودان، مؤكدا أن السودان ليست دولة مصب حتى تتأثر بانحصار حجم المياه الصادرة إليها.

وتساءل الكاتب فى مقاله بصحيفة "الركوبة" السودانية عن تقرير مستشار الرئيس عن آثار السد على مصر، متسائلا لماذا إذن يدخل السودان فى تحليله لأزمة السد، ولماذا يحشر الرئيس مرسى السودان فى أزمته _ على حد تعبيره.

وأوضح الكاتب وجهة نظره فى تعامل الحكومة المصرية مع أزمة حوض النيل بأنها تستغل الملف لتعيد بناء الأرضية الشعبية لها فى الشارع المصرى، حيث قال: "منذ أسبوع ونصف، حكومة الإخوان بمصر لا تسعى فقط إلى جر السودان ليخوض لهم معاركهم ضد إثيوبيا، بل تستغل حدث تغيير مجرى النيل استغلالا حزبياً يُعيد الأرضية الشعبية التى فقدها الحزب وحكومته".

ووصف الحكومة المصرية بالأنظمة "الافرو عربية" التى تشغل شعوبها بصناعة الأوهام، وذلك لصرف الشعب المصرى عن الأزمات الداخلية ونهج الإخوان المسلمين فى مصر.

وتابع: "الحكومة المصرية لم تتفاجأ بهذا السد قبل أسبوع، بل هى على علم بكل مراحلها منذ خمس سنوات أو أكثر، ومن الغريب الآن كل هذا الحديث المثار عن سد النهضة"، مضيفاً أن حكومة مرسى غلفت الحدث بالإعلام المفاجئ ليصدم به الرأى العام المصرى ليخرجه من صدمات سعر الدولار وأزمة الوقود وتفجير الكنائس ونشاط البلطجية وغيره من إنجازات الإخوان – على حد وصفه.

وختم الكاتب السودانى مقاله متسائلاً عن سبب خداع حكومة الإخوان للشعب المصرى الآن قائلاً: "طبيعة الأرض بأثيوبيا ليست بسعة حجز مياه لحد التأثير على مصر والسودان، وكل الخبراء أجمعوا على ذلك، فالسد لإنتاج الكهرباء فقط لا غير"، مؤكداً أن تضليل الحكومة المصرية لشعبها أمر لا يعنيهم لكن ما يعنيهم كسودانيين هو عدم جر السودان إلى معارك وهمية.. قائلاً عن فوائد السد لبلادهم: " سد الألفية لا يضر السودان، كما عقب الرئيس مرسى بل ينفع حيث سيعمل على تخفيف مخاطر الفيضان على المدن والأرياف المقابلة للنيل الأزرق، فالطاقة الكهربائية القادمة من إثيوبيا هى جسر الإخاء المرتقب بين الشعبين".