أن تسير وتستشعر أن هناك أحد يراقبك، يعد خطواتك، يحصى ما أنت فى من نعم، شىء يدعو للقلق والتوتر، لذلك، أغرس ما فى يدك من خير فى أرض محبتك كأنك لم تغرس شتلاتك من قبل، كما لو لم يكن هناك أحد يراقبك، أسعى إلى ما تسعى إليه كأنك لست فى حاجه إلى المقابل المادى، واستشعر قيمة ما تقوم به من عمل، وأعشق الحياة وأحب من حولك كأنك لم تتوجع وتتألم من رد فعل من تحب، فليس العيب فى الحب ولكن فيمن يحب.
يقول مارك توين: "أعمل كما لو كنت لست بحاجة إلى المال، أحب كما لو كنت لم تتأذى فى الحب من قبل، أرقص كما لو لم يكن هناك أحد يراقبك."
أقدم على عملك برؤى مختلفة كأنك لم تفشل من قبل ولا تجعله من ضمن الخيارات المتاحة لك، فهناك أشياء تفعلها ولكنها لا تحقق ما تريد، ثق أنها تبعدك عن ما تريد، لذلك، أعمل وسر كأن أحد لا يراقبك سوف تجد نفسك حتماً وصلت إلى مكانة لم يصل إليه احد غيرك، فمن يتتبع خطى العامة لن يصل أبعد مما وصلوا إليه وقد لا يصل.
فإنصاتك لفكرة الفعل ورد فعله، قد يدخلك فى غياهب الهذيان، فكثير من الأعمال العظيمة باتت رهينة لرد الفعل، لكونها تستشعر أن أحد هناك يراقبها، فكثير من الأعمال أصابها الشرخ، بل انهارت جدرانها بسبب كلمة هدامة.
يقول وارن بافيت :" يستلزم الأمر 20 سنة لبناء سمعة طيبة، وخمس دقائق لتدمير هذه السمعة. إذا فكرت من هذا المنظور، فستؤدى أشياء كثيرة بشكل مختلف."
تستطيع بالفعل أن تؤدى عملك وتقضى يومك بشكل مختلف، إذا أدركت حقيقة الشيء الذى تؤمن به وصدى رد فعله بداخلك لا من الآخرين، ذلك يكسبك مناعة ضد معاول الهدم لا من منظور أن هناك أحد يراقبك، لأن ذلك قد يفسد جمال عشقك وعملك وفعلك ورؤيتك وقد يغير من اتجاه بوصلتك.
فقط راهن على أهدافك وأحلامك فهى الوحيدة التى سوف تحدث بداخلك التغيير الذى تستهدفه وتنشده، فحلمك حياة، حاول أن تجعله واقع ملموس يراه الناس، يستشعرونه بل يسمعون صوته يغرد يردد صداه فى كل مكان وزمان.
يرى تونى بوزان أن الإنسان يجب أن يبرمج نفسه ايجابياً من أجل الهدف الإيجابى، بمعنى لا تبرمج نفسك على أن لا تمرض بل برمج نفسك من أجل أن تتحسن صحتك متصوراً نفسك بصحة جيدة. لا تبرمج نفسك على أن لا ترسب، بل على أن تنجح متصوراً هدفك...
كذلك برمج نفسك على أن لا أحد يراقبك فيما تقوم به من عمل حتى تشعر بالارتياح والحرية.
حب كأنك لم تحب من قبل، صلى صلاتك كأنك لم تدرك الخشوع من قبل،أغفر وأرحم وسامح كأنك لم تدرك قيمة الخصال العظيمة فى حياتك من قبل، أستشعر نعم الله عليك كأنك لم تتدبرها من قبل. ....
ذلك يعطيك البراح فى الحياة واكتشاف الذات وتناغم الكون، لتكتشف وتنبهر بأشياء عظيمة لم ترها وتستشعرها من قبل، كأنك لم تعش من قبل.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Mostafa
Dear All
عدد الردود 0
بواسطة:
سامح لطف الله
كلام ممتاز