لأعوام طويلة ظلت قناة الجزيرة الإخبارية محتفظة بمصداقيتها لكونها تنقل الخبر لحظة بلحظة بحيادية تامة، مما جعلها تتصدر الساحة الإعلامية لفترة طويلة، ولكن مصداقيتها بدأت فى الهبوط بداية من أحداث ثورة 25 يناير حيث تبين أنها تتبع سياسة التحريض والتحيز، وبعدها انحازت لجماعة الإخوان المسلمين، ثم تجاهلت أخبار الثورة التركية التى اندلعت مؤخرا وانتهت رحلة عدم مصداقية الجزيرة بعدما نشر على موقع "الجزيرة نت" أن شركة "إيبسوس" أجرت إحصائية فى 21 بلدا عربيا بين مجموعة سكانية عشوائية أوضحت أن الجزيرة هى الأولى عربيا، والحقيقة أن "إيبسوس" تغطى 11 بلدا فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فقط فيما يتعلق بالدراسات الإحصائية لنسب المشاهد التليفزيونية.
وأعلنت قناة الجزيرة أنها لا تزال تتصدر القنوات الإخبارية العربية من حيث نسبة المشاهدة بناء على دراسة أعدتها مؤسستان متخصصتان فى الإعلام، وأضافت فى بيان أن مؤسستى "إيبسوس" و"سيغما" أجرتا فى مارس الماضى دراسة أكدت "تفوق الجزيرة بنسبة المشاهدة اليومية على القنوات المنافسة فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث قدر الفارق بين مشاهديها والقنوات المنافسة الأخرى مجتمعة بـ34 فى المائة".
وشملت الدراسة 21 بلدا عربيا وتطرقت إلى القنوات الإخبارية فقط وقال أكثر من 25 مليونا إنهم يشاهدونها مقابل 14 مليونا ونصف المليون يشاهدون قناة العربى.
جاءت هذه النتائج فى الوقت الذى تؤكد فيه مواقع إخبارية كثيرة انخفاض نسبة مشاهدى الجزيرة بشكل كبير خاصة بأحداث الأزمة السورية وقبلها دول الربيع العربى، كما أن الوكالة الفرنسية نشرت خبار يؤكد أن الجزيرة الفضائية هى الأولى عربيا من حيث المشاهدة، ثم قامت بنفى الخبر عند تأكدها من عدم صحته.
كما أكد الخبير الإعلامى ياسر عبد العزيز أن استطلاعات المشاهدة والمصداقية والتحقق من الانتشار الخاصة بالوسائل الإخبارية فى المنطقة العربية لم تصل لدرجة مناسبة من الدقة، وبالتالى المصداقية ويعود جزء من أسباب ذلك إلى الجهات القائمة بالاستطلاع والوسائل المستخدمة، وجزء آخر لطبيعة الجمهور المستهدف بالاستطلاع، وفيما يتعلق بقناة الجزيرة قال عبد العزيز أن القناة لاعب أساسى فى مجال البث الإخبارى العربى، وأضاف أنه من الواضح أن الطريقة التى تعاملت بها الجزيرة مع ثورات الربيع العربى أفقدتها الكثير من المصداقية والثقة، لكن الجزيرة ستظل تحتل مكانة فى مقدمة الفضائيات العربية الإخبارية لوقت ليس قصير بسبب تقنياتها العالية وفرق عملها المنتشرة حول العالم وكوادرها المدربة، لكن سياستها المستخدمة فى تغطية الخبر تنقص من رصيدها بشكل كبير، وهذا لا يدعو للفخر، وأشار إلى أنه يجب على الجزيرة أن تتخلى عن هذه السياسة فى تغطية الأحداث والتى سخرتها لصلاح أجندات سياسية معينة.
كما أضافت الخبيرة الإعلامية دكتورة هويدا مصطفى أن فقدان الجزيرة مصدقتيها يرجع للسياسة التحريرية التى تنتهجها فى تغطيتها الأحداث والتى أدت لتراجع نسبة مشاهدتها، وأشارت إلى أنه لا يمكن لأحد أن يخدع المشاهدين فى الوقت الحالى، فالتطور التكنولوجى جعل التأكد من أى خبر أمراً بسيطاً، كما أن وجود ضيف فى الأستديو ينحاز لرأى معين دون أن يكون هناك طرف آخر معارض له أصبح أمرا غير مقبول.
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد
الجزيرة