أبدت حركة حماس الفلسطينية اليوم، الثلاثاء، موقفا مغايرا ومتناقضا تماما لموقفها الذى أعلنته أمس تجاه تكليف الرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبو مازن) مهام تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة لرامى حمد الله، رئيس جامعة النجاح الوطنية فى نابلس، حيث أعلنت الحركة اليوم أن حكومة حمد الله ستكون عاملًا أساسيا لوحدة الشعب والشراكة الوطنية الحقيقية، وبالأمس اعتبرت حماس أن القرار بمثابة انحياز عن التوافق الوطنى.
وصرح اليوم الدكتور يوسف رزقة، المستشار السياسى لرئيس الوزراء الفلسطينى فى الحكومة المقالة، برئاسة إسماعيل هنية، أنه يتمنى أن تكون حكومة رامى حمد الله عاملًا أساسيا لوحدة الشعب والشراكة الوطنية الحقيقية.
وقال رزقة فى تصريح صحفى مساء اليوم: "تعتبر حكومة حمد الله عاملا مساعدًا على استعادة وحدة الشعب الفلسطينى، لأن حمد الله رجل أكاديمى ليس له سابق خلاف مع الفصائل الفلسطينية".
وأضاف رزقة "تأتى هذه الحكومة فى مرحلة صعبة ودقيقة"، مؤكدًا على تعاون الحكومة الفلسطينية مع حكومة حمد الله الجديدة، فى إطار تحقيق المصلحة الوطنية الفلسطينية.
وطالب، حمد الله بعرض حكومته على المجلس التشريعى لحصولها على الموافقة الشرعية وفق القانون.
ودعا رزقة إلى إحياء النظام السياسى الفلسطينى، الذى اعتبره البعض "ميتًا" وفق قوله، مُعربًا عن أمله فى إطلاق سراح المعتقلين السياسيين فى سجون السلطة الفلسطينية بالضفة المحتلة.
ويبدو أن تصريحات حركة حماس بخصوص تشكيل حكومة فلسطينية جديدة خلفا لحكومة الدكتور سلام فياض المستقيل، تحمل الكثير من المداعبة السياسية خاصة أن تصريحات اليوم تأتى متناقضة تماما مع تصريحات أمس، التى جاءت على لسان سامى أبو زهرى، المتحدث الرسمى باسم "حماس"، الذى قال إن قرار الرئيس محمود عباس تكليف رامى حمد الله بتشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة يعد "انحيازا عن التوافق الوطنى"، مطالبا بتشكيل حكومة كفاءات وطنية بموجب إعلان الدوحة واتفاق القاهرة.
وقال المتحدث، إن الحكومة الجديدة لا تمثل الشعب الفلسطينى بالمطلق، معتبرًا إياها "غير شرعية، لأنها لم تأخذ الشرعية من المجلس التشريعى".
وأوضح أبو "زهرى"، فى تصريح له مساء أمس، أن قرار تشكيل الحكومة الجديدة "خروج عما جرى الاتفاق عليه فى لقاءات القاهرة بين حركتى حماس وفتح".
ودعا إلى ضرورة العمل على تطبيق ما جرى التوافق عليه فوراً، والحرص على إنهاء الانقسام السياسى، مطالبا السلطة "بضرورة الالتفات إلى تحقيق المصالحة وعدم الاستجابة للضغوط الخارجية"، على حد قوله.
وكان الرئيس محمود عباس قد كلّف رامى حمد الله رئيس جامعة النجاح الوطنية بتشكيل حكومة مؤقتة بعد فشل سلام فياض فى الحكومة السابقة وعودة الاحتجاجات فى الضفة المحتلة.
تناقض فى تصريحات حماس حول قرار أبو مازن بتشكيل حكومة جديدة برئاسة رامى حمد الله.. اليوم تقول إن الحكومة ستساعد على استعادة وحدة الشعب الفلسطينى.. وبالأمس تعتبر القرار بمثابة انحياز عن التوافق الوطنى
الثلاثاء، 04 يونيو 2013 07:50 م