أصدر حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، بيانًا لما تشهده الساحة الثقافية من توترات، أشار فيه إلى أنه يراقب عن كثب التطورات المقلقة والمريبة التى تجرى على الساحة الثقافية المصرية منذ التعديل الأخير فى حكومة الدكتور هشام قنديل، والذى أتى بالدكتور علاء عبد العزيز وزيرًا جديدًا للثقافة، وبعيدًا عن أن هذا الوزير لا يملك الحد الأدنى من المؤهلات المطلوبة لهذا المنصب, فهو لا تاريخ حقيقى له على الإطلاق فى العمل الإدارى أو العمل الثقافى وليست له أيضا ً أية إنجازات علمية أو أكاديمية تذكر.
وقال الحزب نجد أنه منذ اليوم الأول لتواجده بالوزارة لا شاغل له سوى محاولة التخلص من جميع الأصوات المعارضة لحكم مكتب إرشاد "جماعة الإخوان المسلمين" الذى منه يتلقى تعليماته وأوامره. وجاء ذلك على هيئة إنهاء انتداب من هم كانوا يتولون مناصب قيادية بالأجهزة والمؤسسات التابعة للوزارة والمعروفين بمواقفهم ضد السلطة الإخوانية، وعلى رأسهم رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، ورئيسة دار الأوبرا المصرية، بالإضافة إلى التهديد والوعيد الذى يصدر منه ضد أكاديمية الفنون ورئيسها، وربما يكون هو التالى.
وفى الوقت الذى يظهر فيه نواب تيارات الإسلام السياسى بمجلس الشورى ويطالبون بسن قانون لمنع مجموعة من الفنون مثل الباليه على اعتبار أنها فنون مثيرة للغرائز يتفضل السيد الوزير بمقابلة وفد من الساسة ينتمى إلى نفس ذلك التيار ليجرى معه مباحثات واجتماعات تتعلق بمصير ومستقبل الثقافة المصرية.
وفى مشهد أصبح من المعتاد تتجاهل حكومة الدكتور هشام قنديل ومؤسسة الرئاسة فى عهد الدكتور محمد مرسى احتجاجات الأغلبية الكاسحة من مثقفى وفنانى مصر الذين يطالبون بإقالة الدكتور علاء عبد العزيز لانعدام الكفاءة أولا ً ولأنه ثانيا ً لم يجلس على مقعد الوزير إلا بسبب مقال كتبه فى "بوابة حزب الحرية والعدالة" بغرض تشويه سمعة المعارضة وتمجيد حكم "الإخوان المسلمين" لمصر.
ولذا يجدد الحزب رفضه التام لسياسة تفضيل أهل الثقة على أهل الكفاءة وشغل شخصيات معينة لمناصب مفصلية وقيادية دون استحقاق وفقط لأنهم بطريقة أو بأخرى قدموا فروض الطاعة والولاء للجماعة وذلك كله بغرض الاستحواذ على السلطة وإسكات الأصوات المعارضة نهائيا ً وتغيير هوية الدولة من خلال تشويه المكونات الثقافية للدولة المصرية والشعب المصرى تشويه عمدى.
ويحذر "حزب التحالف الشعبى الاشتراكى" من أن المساس بالثقافة المصرية والعبث بها بأى شكل من الأشكال وتحت أى مسمى من المسميات يعتبر مساسا ً بالأمن القومى لهذا البلد وتعدى مباشر على حرية المواطنين فى التعبير عن أرائهم التى تخالف سياسة الفصيل الحاكم فى المرحلة الحالية.
ومن ثم يعلن الحزب تضامنه الكامل مع فنانى ومثقفى مصر فى نضالهم ضد وزير الثقافة الجديد المستبد وتأييده لكافة الخطوات التصعيدية التى سيتخذونها ومشاركته فى أية فعاليات ستنظم لهذا الغرض الآن أو فى أى وقت لاحق لما يرى أن الثقافة المصرية هى صلب ووجدان هوية الشعب المصرى ومعبرة عنه ولا يجوز لأى شخص أو فصيل كان محاولة فرض نفسه عليها أو صبغها بلون مغاير للونها الأصلى لمجرد أنه يراه مناسبًا. فالثقافة المصرية تضرب بجذورها فى عمق التاريخ وهى بالتالى أكبر من أى تصور سياسى أو أيديولوجى وملك لكل فرد من أفراد الشعب وسيظل كفاحنا هذا مستمرا ً ليس فقط إلى أن يرحل الدكتور علاء عبد العزيز ويترك هذا المنصب لمن هو آهل له ولكن أيضا ً إلى أن تتحرر المنظومة الثقافية المصرية من كافة الضغوط التى تتعرض لها حاليا ً وتحصل هى الأخرى على المكاسب التى نتمناها جميعا ً من ثورة الخامس والعشرون من يناير.