عندما يسقط نظام على يد حراك ثائر، نجد أن من يؤجج النار ويصطلى بها هى الأنظمة، أيا كان نوعها من حيث الفساد أو الصلاح، ولعل ما يثير التساؤل هل مجابهة الثورة بالقوة هو الخطأ المتكرر الذى أسقط به كل نظام تواتر على أن يكون ظالما فاسدا؟.
قد يكون رأى الكثيرين أن هذا لا مراء فيه فاستخدام القوة يولد نار الثأر والاستماتة فى سبيل بلوغ الهدف، حيث لم يعد هناك ما يبكى عليه الشعب الثائر أو يحرص على بقائه، وهذا لا أختلف معه، ولكن ما يجول بخاطرى أنه حتى لو كان النظام قويا صالحا فإنه لا يقوى على احتواء مثل هذا الاختيار، إن كانت الشعوب قد قررت ذلك.
فالشعب حين يقرر أن يثور لن يشفع لنظام أيا كان مدى قوته أو صلاحه، أن يصمد، هذه حقيقة يدعمها التاريخ، ولكن هنا يمكن أن نضع قاعدة مفادها.. أن الشعب حين يثور لا ينفع النظام قوته أو صلاحه.. فالشعب كان ظالما أو مظلوما لا بد أن يحترم لأنه سيد والنظام خادم.. وحين يغضب السيد لا ينفع الخدم الندم.. أما الحل الغائب فهو.. المصالحة.. المصارحة.. إنفاذ شرع الله.
