بدا احتفاء المعارضين للرئيس المصرى محمد مرسى بوجود سيدة "منتقبة" بينهم، خلال المظاهرات الداعية لإسقاطه والتى انطلقت قبل أيام ويتوقع أن تصل ذروتها اليوم الأحد، وكأنها رسالة تؤكد أنهم ليسوا ضد الإسلام أو المتدينين، وأنهم يحظون بتأييد كافة طوائف الشعب، بما فيها المنتمين للتيار الإسلامى المعروف بتأييده لمرسى.
غير أنه لم يمر وقت طويل قبل أن يرد داعية إسلامى، من أبرز أنصار الرئيس، بأن مظاهرات المؤيدين أيضا تضم "سافرات" يرتدين (التى شيرت والجينز)، فى ما بدا وكأنه هو الآخر يقول إن المؤيدين ليسوا "إسلاميين فقط " أو متطرفين ضد "الحرية الشخصية".
واعتاد بعض مؤيدى الرئيس من التيار الإسلامى اتهام بعض معارضيهم بأنهم "علمانيون" ويعارضون مرسى وجماعة الإخوان المسلمين التى ينتمى إليها "كراهية" فى الإسلام ذاته، فى حين اعتاد معارضون للرئيس اتهام بعض مؤيدى الرئيس بأنهم "يتاجرون" بالإسلام لكسب أصوات الناخبين.
ولهذا كان مشهد مشاركة سيدة منتقبة فى المظاهرات المؤيدة للرئيس المصرى فى ميدان رابعة العدوية (شرقى القاهرة) عاديا، لكن الغريب أن تشارك فى مظاهرات مناهضة له أمام قصر الاتحادية بمصر الجديدة (شرقى القاهرة) مساء السبت.
ورفضت هذه السيدة المنتقبة التى رفضت الحديث لمراسل الأناضول غير أن السيدة التى كانت تمشى بجوارها كشفت عن قصتها.
وقالت بعد أن طلبت عدم الكشف عن هويتها، "حرصا" على رفيقتها المنتقبة،: "هذه السيدة خادمة عندى ولكن زوجها رفض مشاركتها فى المظاهرات فنصحتها بالنقاب حتى تستطيع المشاركة ولا يستطيع زوجها كشفها".
وتابعت السيدة، وقد رسمت ابتسامة عريضة على وجهها تعبيرا عن سعادتها باحتفاء المشاركين برفيقتها، "هذه الفكرة مكنت خادمتى من المشاركة وفى نفس الوقت وجهنا رسالة أن هناك فئات "متدينة" تناهض الرئيس مرسى، وهذه هى عقلية المرأة المصرية".
ويدعى كل فريق من المؤيدين والمعارضين وقوف كل فئات الشعب المصرى إلى جانبه.
وقال المؤيدون إن هناك نساء "غير ملتزمات" يشاركن فى المظاهرات المؤيدة للرئيس والمستمرة منذ أيام بميدان رابعة العدوية (شرقى القاهرة)، كما قال الداعية خالد عبد الله، أحد أبرز أنصار الرئيس، إن من بين المتظاهرات المؤيدات لمرسى "نساء يرتدين التى شيرت والجينز"، مشيرا إلى أن المشاركة لا تقتصر على المتدينات وحدهن.
ويوزع كل من مؤيدى ومعارضى الرئيس المصرى صورا ومقاطع فيديو لأدائهم الصلاة فى ميادين الاعتصام، فيما يبدو محاولة لكل منهما لتأكيد نبل أهدافه؛ وشرعيتها، وكونه قريب من طبيعة الشعب المصرى الموصوف بالتدين.
وتترقب مصر بقلق، عصر اليوم، مظاهرات تدعو إليها قوى معارضة، والمعروفة إعلاميا باسم مظاهرات 30 يونيه، للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة، بدعوى "فشل" مرسى فى إدارة شؤون البلاد على مدار العام المنصرم من حكمه.
وفى المقابل تعتزم قوى مؤيدة لمرسى التظاهر فى الوقت نفسه بهدف التأكيد على "شرعية" مرسى، وللمطالبة بأن يستكمل مدته الانتخابية والمقدرة بأربع سنوات "ليأخذ فرصته كاملة".
ووقعت بالفعل اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين فى الأسبوع الأخير، أسفرت عن مقتل 9 أشخاص وإصابة العشرات فى عدة محافظات.
معارضو مرسى يزهون بالسيدات "المنتقبات" وأنصاره بـ"السافرات"
الأحد، 30 يونيو 2013 12:38 م