معصوم مرزوق

عصا موسى وشومة مرسى

الأحد، 30 يونيو 2013 06:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكتب هذا المقال قبل يوم 30 يونيو، وكنت أود أن أتحدث فيه عن ظاهرة «تمرد» التى أراها من أنبل وأشرف الظواهر التى شهدتها مصر فى العصر الحديث، وهى اختراع شبابى بامتياز، إبداع مصرى لا يختلف كثيراً عن تلك القفزة الهائلة التى قام بها شباب جيلى عندما عبرنا جدران الخوف واليأس وهزمنا الهزيمة فى السادس من أكتوبر 1973.. ولكننى وجدت أن خطاب مرسى الأخير يلح على إلحاحاً كى أعقب عليه بما تيسر، وربما بلغة تتناسب مع مقام الخطاب وما جاء فيه من تصريح وتلميح، رغم أن أقدر من يقوم بذلك فى نظرى هو الإعلامى باسم يوسف، ولم لا إذا كان مرسى نفسه قد حاول أن يتفاكه ويلقى النكات مثل تساؤله الظريف عما إذا كان قد تم بيع الأهرامات، ويبدو أنه كان يشير دون قصد إلى إحدى خططه فى مشروع النهضة.
جاء الخطاب مخيباً للتوقعات، فلم يقدم الرئيس تفسيراً مقنعاً لفشله فى تحقيق أى هدف من أهداف الثورة، أو حتى أى جهد لتحقيق المصالحة الوطنية.. وفى النهاية كانت محاولته فى ختام الخطاب دغدغة مشاعر القوات المسلحة مكشوفة، وإن لم تتضمن اعتذارا عن تصريحات أهله وعشيرته التى تواترت فى ازدراء الجيش المصرى، وخاصة ما نسب إلى البلتاجى من تصريحات يعير فيها الجيش بنكسة يونيو.
الموجودون فى قاعة المؤتمرات هم أهله وعشيرته.. كالعادة هم المخاطبون دون الشعب، وكأن الرجل لم ير أو يسمع بالحشود خارج قاعة الاجتماع، رغم أن قطاعاً من شعب مصر كان يتوقع ويتمنى أن يبادر الرئيس بمبادرة تحقن الدماء أو حتى يرفع الغطاء السياسى عن العنف والإرهاب وخاصة فيما يسمى بحشد «لا للعنف» الذى أشاد به مرسى شخصياً، رغم صيحات الحرب التى ارتفعت فيه.. كان يمكن له أن يدخل التاريخ إذا أعلن أنه يستجيب للإرادة الواضحة التى أفصح عنها توقيع الملايين لتمرد، ولكنه للأسف كان لا يرى ملايين من شعبه، ولا حتى يريد أن يقتدى بسوار الذهب فى السودان الذى ترك الحكم طواعية بعد عام.
لقد امتلأ الخطاب بالتهديد وخاصة ضد وسائل الإعلام، وكأنه يشارك فى حملة التحريض التى اعتاد عليها صلاح أبوإسماعيل، وإشارته إلى ملاك هذه المحطات قد يعنى النية لابتزاز رجال الأعمال، فإما أن يسيروا على الخط وإما.. لا إشارة للمحطات الدينية أو للمحطات الرسمية التى تخضع بالكامل لسيطرة وزير إعلام لا يخفى تحزبه وتعصبه. وقد اهتم مرسى بتوجيه رسالة إلى الشباب بما يشبه ما قاله بن على فى تونس (أنا فهمتكم) ولكنه فهم متأخر عن موعده ولا يبدو أن أحداً يصدقه، ومن ناحية أخرى جاء خطابه إلى المعارضة عاما بلا أى معنى (إنشاء)، وكأنه لم يفهم بعد أن عزوف المعارضة عن دعوات حواره كان لفقدان النظام مصداقيته بعد تكرار العهود التى لم يتم الوفاء بها.
باختصار فإن الخطاب لم يكن سوى نموذج آخر للاستهانة والتعالى، فلا توجد إشارة لحركة تمرد «رغم حديثه عن الشباب»، ولا توجد إشارة لمذبحة الشيعة الوحشية التى تسبب فيها التحريض الذى تم أمامه فى الاستاد.. لا يوجد ما يستحق التعليق عليه حقيقة، لأنه خطاب استكبارى يتعالى على الأزمة الحادة التى تواجه المجتمع فى اللحظة الراهنة.. إنها حالة إنكار بامتياز.. ومع ذلك إذا سألت أهل الخير من الحكام «إيه العبارة.. بنزين مفيش.. سولار مفيش، فرحة مفيش» يقوم يقول لك «يعنى يا خويا كان مع الريس عصا موسى»، وهى إجابة حاسمة قاطعة لقول كل خطيب، ولا يمكن لأى مواطن أن يفتح بقه أو ينطق.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عبد الله

اللهم انصر عبادك فى مصر

عدد الردود 0

بواسطة:

زيكو

زئير الشعب

عدد الردود 0

بواسطة:

مديحة مصطفى

يا رب سلم مصر

عدد الردود 0

بواسطة:

القائد الأعلى للتحالف الشعبى لحماية الشرعية

۩۞ 30 يونيو . إنتصار الشرعية فى مواجهة الغوغائية ۩۞

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة