عبد العزيز مجاور يكتب: سنة كفاية

الأحد، 30 يونيو 2013 12:06 ص
عبد العزيز مجاور يكتب: سنة كفاية الرئيس مرسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بكل ما تعنيه الكلمة من معنى (محبط)، وبكل ما تحمله من مشاعر (محبط)، كيف يقوم الطبيب بالتشخيص الجيد، فيقول لك إن حرارتك تخطت الأربعين، وتحليل الدم يظهر الإصابة بفيروس خطير، وعلاج هذا الفيروس معلوم لدى، ولا مجال لتأخيره بعد الآن فالحالة متأخرة و(سنة كفاية) فتبتسم وترى أن الطبيب سيكتب لك العلاج حالاً ولن يتوانى عن إخراج المشرط من جيبه ليستأصل الداء، وإذا به يمسك وردة جميلة ليعطيك إياها هدية ويقول سنقاتل الفيروس بالحب.

هذا ما فعله للأسف الشديد الرئيس محمد مرسى فى خطابه بمناسبة عام من توليه الحكم، لقد كان يخطب وفى خلفية المسرح دماء تسال فى المنصورة ومسجد محاصر من قبل خطابه، ولم يتم فك حصاره إلا بعد انتهاء الخطاب بساعات، وإذا به يهدد بأنه سيقوم بإجراءات استثنائية لحفظ الأمن، وحدد من يقوم باستئجار البلطجية بالاسم والعنوان فما الذى يمنع من اعتقالهم؟، وإلى متى سنظل نشخص فى المرض دون أن نحصل على الدواء؟.

والغريب حقاً أن المعارضة التى تسببت فى قتل الشباب فى الاتحادية وفى المنصورة وغيرها من مدن مصر، والتى أشار إليها فخامة الرئيس بالورود لم يعجبها هذا الورد وألقت به فى وجه الجميع، فرفضت الخطاب المتسامح وطالبت بالمزيد من التنازلات.

لقد انتظر رجل الشارع العادى إجراءات تحميه من البلطجية ولم ينتظر أن يستمع إلى أسمائهم، فهو يعرفهم جيداً ويراهم وهم يحملون المولوتوف والخرطوش ويقتلونه ويروعون أبناءه، ولكنه لم يجد إجراءات عقابية لهم بل وجد تدليلاً جديداً للمعارضة التى رفضت كل المحاولات السابقة، فإذا بالرئيس يطلب للمرة العشرومية عمل مصالحة وطنية، ولا أدرى مع من تكون هذه المصالحة؟ وإذا به أيضاً يشير لتعديل الدستور، ويا ليته قال إن الشعب هو الذى وافق على الدستور ولن تأتى التعديلات إلا من مجلس منتخب يمثل هذا الشعب.

ثم هل مسلسل البراءة للجميع يتم فى الخفاء أم يعلمه الجميع؟ ما الذى يمنع من تطهير القضاء؟ ألا تستطيع أن ترسل التشريعات المناسبة لمجلس الشورى سعادة الرئيس؟

سيدى الرئيس أن كنت تظن أن هذا العلاج سيجدى نفعاً مع من يحمل السلاح وتحميه قنوات فضائية تبرر القتل والسحل ومحاصرة المساجد.. فللأسف لقد أخطأت العلاج.

إن المعارضة التى تبرر العنف وترعاه، والإعلام الذى يتخطى كل حدود مهنة الإعلام لن يتوقفوا بكثرة التهديد والإنذار...كفى إحباطاً سعادة الرئيس ولنرى خطوات جادة لمواجهة هؤلاء وإلا ستحمل فى عنقك كل الدماء التى سالت وتسيل ولا تجد من يدافع عنها، سعادة الرئيس أظن أن صبر وحلم سنة كفاية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة