د. هانى أبو الفتوح يكتب: ليلة ثورة جديدة

الأحد، 30 يونيو 2013 07:05 م
د. هانى أبو الفتوح يكتب: ليلة ثورة جديدة مظاهرة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليلة الأحد تلاتين يونيه 2013 الموافق 21 شعبان 1434 ليلة تاريخية فالمحروسة كعروسة فى ليلة دخلتها، ولكنها ليست ككل الليالى فالجو حار رطب ودرجة حرارة الصباح تعدت الستة وثلاثين درجة، والمتوقع بدءا من عصر اليوم أن يزداد لهيب الجو ورغم انخفاض الحرارة مساء إلا أن المتوقع أنها ستصل لدرجة الغليان، وربما الانصهار لأن المنتظر هو الوصول إلى محطة الانكسار.

ومصر بكل محافظاتها فى مدنها وقراها ونجوعها وكفورها تنتظر مساء هذا اليوم على أحر من الجمر ولكنه انتظار متباين متداخل معقد مخيف مرعب لبعض التيارات ومحمل بالأمل المجهول من تيارات أخرى وبين الخوف والأمل انقسمت مصر وانقسم شعب مصر.

فقاهرة المعز لم تعد هى القاهرة التى عرفناها تجمع الأمة وتوحد الشتات بل هى تبكى الفرقة وتئن من أبنائها وقد ذهب فريق ليحتل ميدان رابعة العدوية وبه وجوه ساخطة متحفزة تتسلح بالسلطة وتستقوى بالحكم وتدعى أنها السيد والقيم على كل الشعب لأنها النظام ومريديه فخرج منها من يهدد بالسحق وخرج من يتهم الآخرين بالكفر والعلمانية والخروج على الشرعية ومحاربة الدين.

وعلى القرب منهم فريق حالم يوجه أنظاره صوب قصر الإتحادية وكل أمله أن يخرج ساكنه ويبعده عن مقعده الذى وصل إليه بشق الأنفس وبخداع البلهاء والبسطاء واكتشف بعد عام أنه لم يكن العريس المنتظر والفارس المأمول فرأى أن مرور عام يكفى وزيادة بعد أن تجرع خلاله كل ألوان الخداع والزيف والتضليل.

رجل واحد كان بيده أن ينزع فتيل الحرب منذ شهور مضت بأن يعدل بين أبنائها لكنه آثر أن ينحاز لمن أحب ومن أتى به، ومن ارتوى من نبعه وتناسى يوم الحساب ويوم العرض حين يسأل أمام الله عن كل روح تزهق وعن كل نقطة دم تسيل، من أجل كرسى هناك من يريده أن يجلس عليه إلى أبد الآبدين لأنه ميزهم وجعلهم شعب الله المختار وفريق رأى فيه الظلم الذى لابد له من نهاية وقد تفنن فى نزع كل أقواس الصبر منهم وشحذ الهمم ضده حتى الرمق الأخير فأصبح الليلة محاصرا فى قصره لا يدرى ماذا ستصنع به الأقدار وأى رياح ستقذف به، هل إلى خارج القصر أم إلى داخله أم من القصر إلى القبر.

هو أيضا مجهول لا يعلم غده من أمسه ولا يدرى إلى أين تحمله الرياح بعد أن فشل فى خمد الفتنة ونزع الفتيل بل انبرى متدثرا بعض الشجاعة أمام الأحبة من الأهل والعشيرة متناسيا ناسيا أن الوطن أكبر من كل من بالقاعة وليس وطن الجماعة وكفى.

نعم الليلة لن تكون النهاية لكنها البداية فهل هى ليلة ثورة جديدة أم ليلة التصحيح أم ليلة انتهاء الحلم أم ليلة اليقظة والنور، الذى لابد له من شروق والشروق لابد له من فجر، ولا فجر إلا بعد ظلام وكلما كان الظلام دامسا كان نور الفجر أسطع وكان الأمل أكبر مع تباشير الصباح، فيا أيها الفجر الجديد رفقا بالعروسة، ورفقا بالمحروسة فإنها تنتظر فجر النور لكنها لا تطلب الفجر محملا بالدماء وفتح القبور.





مشاركة




التعليقات 7

عدد الردود 0

بواسطة:

د لمياء الشاعر

سلم قلمك الحر

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد ابو سويلم

دام ابداعك ياصاحب الكلمه الحره الشريفه ....!!!!!!

عدد الردود 0

بواسطة:

سيف الحق ادريس

مصر في الميادين

عدد الردود 0

بواسطة:

شاكر رفعت بدوي

عود حميد

عدد الردود 0

بواسطة:

محيي حسين

مصر اليوم في عيد

عدد الردود 0

بواسطة:

معتز البسيوني

ثورة الدم على ايد الاخوان

عدد الردود 0

بواسطة:

هدى عبد الفتاح محمد

ااخر كلمتينفيا أيها الفجر الجديد رفقا بالعروسة، ورفقا بالمحروسة فإنها تنتظر فجر النور لكنه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة