رغم حدة الأزمة وحالة الاستقطاب السياسى فى مصر اليوم الأحد 30 يونيو، الذى حدده المعارضون للرئيس محمد مرسى يوما للاحتجاج ومطالبته بالرحيل وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، بينما يرى المؤيدون لاستمرار الرئيس ضرورة أن يبقى فى مقر الرئاسة حتى نهاية مدته.. إلا أن المبشر هو عودة الأمل لتصحيح مسار ثورة 25 يناير بتدافع التيارين سلميا، نحو تحقيق أهدف الثورة فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.
الرحلة من مدينة طوخ (40 كم شمالى القاهرة) إلى ميدان التحرير حوت العديد من التفاصيل المركبة التى تم رصدها منذ الصباح وقبل أن ينتصف نهار مصر المحروسة، واستغرقت ثلاث ساعات كاملة رغم زمنها الذى لا يتخطى الساعة الواحدة فى الأغلب، وهذه المرة ليس بسبب تكدس السيارات على طريق القاهرة/بنها الزراعى السريع الذى بدأ مهجورا إلا من سيارات قليلة تخرق حالة السكون، ولكن شيئا فشيئا أطلت الأسباب، فمحطة الوقود القريبة من قرية"السفاينة" بمدخل مدينة طوخ مغلقة، إلا أن أحد الشبان يقف غير بعيد عنها يبيع البنزين من برميل لسيارات تتوقف لتشتريه خارج الأسعار المعلنة.
واللافت أن إغلاق محطات الوقود على طول الطريق السريع كان السمة الغالبة اليوم رغم أنها كانت فى السابق وهى مفتوحة تشهدا تكدسا يتسبب فى إغلاق الطريق مرات عدة، ولكن هذه المرة لا رواد ولا وقود، وهذا ما فسره سائق السيارة الأجرة عندما سألته "إنت مونت منين النهارده؟ " فرد قائلا " فولت إمبارح علشان أعرف اشتغل النهارده".. وخلال الرحلة تأكد ماقاله السائق فمحطات الوقود متوقفة عن العمل.
وعلى جانبى الطريق ينتشر الفلاحون يضربون الأرض طلبا للرزق،رغم انهم غير بعيدين عن السياسة وما يحدث فى مصر الثورة، ويتبادلون الحديث والتحليل لخطاب الرئيس محمد مرسى الأخير بشكل يفوق ما يحدث على الشاشات الفضية.
وعلى مدخل مدينة قليوب لم تتغير صورة محطات الوقود إلا قليلا فواحدة من ثلاث محطات فقط تعمل، والملاحظ أنه لا زحام عليها نظرا لقلة حركة السيارات بشكل ملحوظ، وأخيرا وصلنا إلى مدخل القاهرة (المؤسسة) والتى لم يختلف الوضع بها إلا نسبيا ولكن لا يقارن بحركة السير الطبيعية.
أول ما لامس أذناى لدى دخولى محطة مترو أنفاق شبرا الخيمة الأغنية الوطنية: "فيها حاجة حلوة.. حاجة حلوة بينا.. حاجة كل مادا تزيد زيادة فيها إن..”. ، ونسمات باردة تنطلق من داخل المترو،وما أن دلفت داخل إحدى عربات المترو حتى بدأ نقاشا بين الركاب حول معاناتهم فى الطريق إلى القاهرة أو داخلها من المشكلات الحياتية.. وصل القطار إلى محطة كلية الزراعة التى شهدت احتجاجات وهتافات من عشرات الشبان،غالبا من الألتراس، يرددون هتافات ضد الرئيس محمد مرسى "إرحل. .إرحل" مع وجود عدد من أفراد الشرطة.
تواصلت رحلة قطار المترو إلى التحرير، وتواصل النقاش بن الركاب منتقدين دعاوى الاستقطاب والانقسام، داعين الله أن يحفظ مصر من كل سوء.. واختلفت طرق تعبيرهم عن الانتقاد فمنهم من طالب برحيل الرئيس، ومنهم من طالب بتصحيح مسار الثورة التى قام بها الجميع، وحذر البعض من تحول السلطة الحاكمة إلى معارضة لأغلبية الشعب الذى لا تشغله السياسة ولكن يطلب الحياة الكريمة والعدالة.
"م. عبدالله" يعمل بإحدى الشركات بالقاهرة، وكان فى إجازة فى بلدته بالأقصر، وعاد ليشارك فى تظاهرات ميدان التحرير، ولدى سؤاله عن سبب حضوره للتحرير قال "يرحل..عاوزين حد بجد يدير شئون البلد دي".. إلا أن عجوزا اشتعل رأسه شيبا بادر إلى القول "ليحفظ الله مصر، المصريون بطبعهم طيبون لايعرفون العنف،وان شاء الله غمة وهتزول".
توقف قطار المترو فى محطة"السادات" نزل معظم الركاب متوجهين إلى ميدان التحرير، حيث قال متحدث شاب من فوق منصة الميدان" أنا مش كافر أنا مش ملحد... يسقط يسقط حكم المرشد"، بعدها تم رفع آذان الظهر واصطف من كانوا فى الميدان لأداء الصلاة ،وفى الركعة الرابعة أمن المصلون على دعاء القنوت، طالبين من الله أن يحفظ مصر وأهلها من كل سوء.. المصلون سجدوا لله على أعلام مصر التى حولوها "سجادة".
الميدان فيه تنوع كبير يمتد من الأطفال للشبان والفتيات والرجال والنساء والعجائز والباعة الجائلين أيضا، رافعين أعلام مصر وكروتا حمراء، ومرددين هتاف "ارحل".
موضوعات متعلقة..
بدء توافد المتظاهرين على ميدان التحرير..والصحة تدفع بـ12سيارة إسعاف
"فرسان الميدان" تعتصم بالتحرير وأمام الاتحادية حتى رحيل النظام
مسيرة تطوف ميدان التحرير للمطالبة بإسقاط النظام
تزايد المتظاهرين بميدان التحرير.. وارتفاع أعداد الخيام
"عبده موته" ينضم لمتظاهرى التحرير ويهتف "الشعب يريد إسقاط النظام"
متظاهرو "التحرير" ينظمون مسيرة تطوف أرجاء الميدان
"الدستور" يقيم مستشفى ميدانيا بوسط "التحرير" لإسعاف المتظاهرين
مسيرة بـ"البرسيم" تطوف أرجاء ميدان التحرير
الطريق إلى التحرير: "مصر رغم الأزمة.. فيها حاجة حلوة"
الأحد، 30 يونيو 2013 03:06 م