على الرغم من أن يوم 30 يونيو، هو يوم عمل داخل وزارة العدل وبداية الأسبوع فقد "خلت الوزارة على عروشها من موظفيها" بعد أن تغيب أكثر من 253 موظفا دفعة واحدة فى معظم الإدارات التابعة للوزارة والبالغ عددها 14 إدارة خوفا من تعرض حياتهم للخطر خاصة وإنها بالقرب من مكان الإحداث بجوار ميدان التحرير بينما فضل البعض الآخر منهم المشاركة فى المظاهرات المعارض للرئيس محمد مرسى والمطالبة برحيله.
وتجولت "اليوم السابع" داخل وزارة العدل صباح اليوم المكونة من 14 طابقا وقامت بالدخول إلى مكاتب الموظفين الذين تغيبوا، ولأول مرة عن عملهم بسبب المظاهرات التى لا تبعد عنهم سوى نحو 500 متر فقط وظهرت المكاتب الخاصة بهم كمنازل الأشباح من خلوها وهدوئها بهذا الشكل.
وقال أحد الموظفين الحاضرين أن زملائه تغيبوا اليوم بسبب المتظاهرين فمنهم من فضل إلا يبرح بيته خوفا على حياته، خاصة وأن هناك توقعات بحدوث اشتباكات فى المظاهرات المجاورة لهم مما اضطره إلى عدم الحضور بينما رأى البعض الآخر منهم أنه عليهم المشاركة فى تلك المظاهرات لما لديه من مطالب يردون توصيلها كالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية.
وأضاف الموظف الذى فضل عدم ذكر اسمه بأن الوزارة أصدرت تعليمات بالحضور لجميع الموظفين وهو ما دفعه اليوم للحضور إلى الوزارة فى وقت العمل العادى إلا أنه غادر مبكرا عندما شاهد زملاءه لم يحضروا وهو ما حدث أيضا بالنسبة لزملائه الذين حضروا معه والذين بدأوا فى الخروج من الوزارة قبل مواعيد العمل بثلاثة ساعات، حيث تبدأ مواعيد العمل من الساعة الثامنة صباحا وحتى الساعة الثالثة عصرا.
أما بالنسبة للأعضاء الفنيين من القضاة والمستشارين فقد حضر المستشار أحمد سليمان وزير العدل وعدد من مساعديه فى الساعة العاشرة صباحا، بالإضافة إلى ما بين 5 إلى 8 قضاة فى كل إدارة من الـ14 إدارة فى الوزارة بينما تغيب الباقين عن الحضور ولم يمارس أى من الحاضرين أى عمل سوى الأعمال المستعجلة.
وقام المستشار أحمد سليمان بالدخول إلى مكتبه وظل فيه يتابع الأخبار عبر التليفزيون والتقى بعدها بعدد من المستشارين الذين أكدوا له بان الوزارة تغيب بها عدد كبير من الموظفين وبعض القضاة الفنيين.
وصرح مصدر مسئول بالوزارة بأن الوزير سيتعامل مع حالات الغياب للموظفين بشكل عادى ولن يتم توقيع أى جزاءات أو عقوبات عليهم ولكن سيتم احتساب من لم يحضر يوم غياب عادى ما لم يكن حصل على إجازة اعتيادية أو مرضية.
وأضاف المصدر أن الموظفين كانوا يخشون من وقوع مصادمات بين المتظاهرين وبعضهم البعض وهو ما دفعهم إلى عدم الحضور اليوم فى الوزارة وهو امر طبيعى وحق مكفول لكل مواطن أن يخشى على حياته وعدم تعريضها للخطر.
253 موظفا بوزارة العدل غائبون.. والوزير يتابع الأخبار من التليفزيون
الأحد، 30 يونيو 2013 02:32 م