جاء (الإخوان المسلمون) فى مصر للسلطة من خلال القفز على (الثورة المصرية) أعطاهم تنظيمهم الصوت الأعلى، فالإخوان هم الأكثر ضجيجا، وتقنياتهم الاتصالية وجيش الخبراء الذى يعمل معهم، وتمويلهم لتحزبهم الحماسى كلها خدمتهم، لكن كل هذا لا يعنى أنهم لا يواجهون عقبات وتحزبات وصراعات أخرى فى المساحة التى كسبوها من أحزاب المجتمع المدنى، وكنا نتوقع أن المطب الأول الذى سيقعون فيه هو الحال الاقتصادى المتفاقم الذى هو سبب الثورة المصرية، فإدارة الإخوان للأزمة الاقتصادية هى المحك، ولن يكون المحك ترابطاتهم الاستراتيجية مع إيران أو غيرها، فهذه لن تقدم ولن تؤخر فى الوضع الحالى الذى يتوق فيه الناس فى البلد كلها إلى إصلاح حقيقى للحال المعيشى والعدل.
الإخوان يملكون القدرة على التلون والتماهى لاحتواء الخصم، والدليل شغفهم بالسلطة، وما يقال عن مفاوضاتهم فى الخفاء مع قوى عظمى، كل هذا لا يعنى شيئا أمام المشكلة الاقتصادية المتفاقمة فالحرية شعار جميل لكنها لا تطعم خبزا.
الإخوان يستطيعون بكفاءة تمويل تنظيمهم، وموظفيهم، وربما ناخبيهم، ومنتخبيهم ومتظاهرين مؤيدين لهم بقدراتهم المالية الذاتية فقط؛ ولكن السؤال هل قرض صندوق النقد الدولى والودائع سواء من الدول العربية وغيرها ينقذ الاقتصاد المنهار فى هذا الوطن الذى يسعون لحكمه ويرفعون شعارات الإصلاح فيه؟ فمهما حاول الإخوان فهم فعلا يحتاجون إلى عقد من الزمن ما بين ترتيب خطط التنمية وتفعيلها فى حياة الناس للخروج من حال البطالة والفقر وتوفير الإسكان.
إن الاختبار الحقيقى لأحزاب الإسلام السياسى، هو تدبير معيشة الناس وتشغيلهم فالناس ثاروا بسبب الجوع، والحال الاقتصادى الفاسد، وهذه الثورة لن تتوقف ما لم ير الناس حالا من الانتعاش فى حياتهم فقد بلغ السوء مبلغه فى جيوش الشباب المصرى التى لا تجد لقمة العيش وتمنع من مواردها التى يحتكرها فساد مالى مستحكم.
أما وجهة نظرى الخاصة، فهى أن الإخوان مرحلة عابرة من مراحل التغيير مهما تماهوا مع الواقع وأنهم حلقة فى أحداث ستتلوها حلقة أخرى، لأن تأهيلهم السياسى، وتنظيمهم (التآمرى القديم والمزمن) ليس سلوكا سياسيا، ولن يجعلهم قادرين وبالعصا السحرية على حل مشكلات هذا الشعب العظيم الذى فى حال معيشية لا تسر.
الناس اليوم ترى الوجه الحقيقى للإخوان بعد زمن طويل من الغياب بقدرتهم غير المحدودة على التلون والتحول لمحاكاة الواقع، والناس تعرف أن الإخوان وطيلة الثورة كانوا غير حاضرين على الساحة حتى بدأت الأمور تتضح فكشفوا عن وجوههم فهم الآن فى الاختبار الحقيقى.
المرشد محمد بديع
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محسن
ظلمت نفسك
عدد الردود 0
بواسطة:
سدرة المنتهي
الإخوان المغفلين
عدد الردود 0
بواسطة:
أيمن
أحلام العصافير
عدد الردود 0
بواسطة:
lamartine lamartine
مصر الحبيبه
عدد الردود 0
بواسطة:
mohamed ahmed ibrahim
holland