تنطلق غدا، الثلاثاء، فعاليات الدورة الـ16 لمهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة، حيث يقام حفل الافتتاح فى قصر ثقافة الإسماعيلية، وسيكون حفلا بسيطا لن يتضمن عروضا فنية بل سيقتصر على استقبال ضيوف المهرجان المصريين والعرب والأجانب، وعرض فيلم الافتتاح البريطانى المميز «النصاب» أو The Imposter إخراج بارت لايتون، وينتمى الفيلم إلى نوعية تمزج الأفلام الوثائقية بالدراما الروائية، حيث يتابع شخصية النصاب فريدريك بوردين، وهو شاب فرنسى اعتاد انتحال شخصيات مزيفة، ويركز المخرج بارت لايتون فى الفيلم على أشهر القضايا التى تورط فيها بوردين، عندما توجه إلى عائلة أمريكية، منتحلاً شخصية ابنهم المراهق الذى اختفى منذ 3 سنوات، ويمزج الفيلم اللقاءات والمشاهد الوثائقية، مع اللقطات التخيلية المتوقعة قصة يرويها شخص محتال، بحيث يصل المتفرج إلى مرحلة لا يمكن فيها التمييز بين الحقيقة والخيال.
وسبق أن حصل الفيلم على عدد من الجوائز منها جائزة العمل الأول البارز لمخرج بريطانى ضمن جوائز بافتا البريطانية، وجائزة أفضل فيلم وثائقى وأفضل إخراج فى حفل توزيع جوائز الأفلام المستقلة البريطانية، كما حصل على 7 جوائز سينمائية أخرى من عدة مهرجانات حول العالم، بالإضافة إلى 10 ترشيحات لجوائز سينمائية.
أما مخرج الفيلم «بارت لايتون» فهو معروف بقدرته على التطوير البصرى، فقد أخرج العديد من الأفلام التسجيلية المبهرة للإذاعتين البريطانية والأمريكية، واستطاع بلوغ النهائيات فى مناسبات كثيرة كأفضل صانع أفلام وثائقية من الجمعية الملكية للتليفزيون، وفى مهرجان جوائز جريرسون لايتون الآن هو المدير الفنى لشركة الإنتاج البريطانية RAW.
وتبدأ عروض الأفلام من يوم الأربعاء وتستمر لمدة 5 أيام، وتشهد المسابقة الرسمية العروض العالمية الأولى لـ10 أفلام منها الفضاء «إيطاليا»، إلكترو شعبى «مصر»، 25/7 «صربيا»، ووقائع مواطن عادى «تونس»، بالإضافة إلى فيلمين فى مسابقة أفلام التحريك هما راندا «لبنان»، وفيلم لماذا لا تقتل الذبابة؟ «إيران»، وفيلم واحد فى مسابقة الأفلام القصيرة هو فردى «مصر».
وأعلن كمال عبد العزيز رئيس المهرجان أن 26 دولة تشارك بــ 54 فيلما تشارك فى المسابقات الرسمية، ففى مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة يشارك 10 أفلام منها الفيلم المصرى «البحث عن النفط والرمال» ويُعد هذا هو عرضه الأول فى مصر بعد جولات عديدة بالمهرجانات الدولية، وعرض الفيلم منذ عدة أيام بمهرجان السينما العربية فى أمستردام، حيث بدأت عروض المهرجان فى 26 مايو وتستمر حتى 5 يونيو.
الفيلم يقدم شخصية المؤرخ محمود ثابت، الذى ورث عن عائلته قصرا يرجع تاريخه إلى الفترة الملكية، ويقوم «ثابت» فى الفيلم بتتبع قصة صناعة فيلم «Oil and Sand»، وهو فيلم «8 مللم» قام والداه بتصويره قبل أسابيع معدودة من خلع العائلة الملكية المصرية فى انقلاب 1952، وتأتى أهمية موضوعه من مشاركة بعض أعضاء العائلة الملكية وحاشيتها بالتمثيل فيه، ويقوم ثابت بتجميع النسخة الأخيرة الناجية من الفيلم ويعيد بناء القصة خلف الفيلم والمشاركين فى صنعه والظروف السياسية التى أحاطت به.
كما يشارك بالمسابقة الفيلم الهندى «تشاد.. منطقة الفضاء» والفيلم الإيطالى «مدينة الفضاء»، والفيلم الإيطالى الإسبانى المشترك «أرواح الأسد»، والسورى الدنماركى المشترك «حكايات عن الحب والحياة والموت وأحيانا الثورة»، والدنماركى «فعل القتل»، والأمريكى «عندما تلتقى الجنة بالنار» والمصرى الفرنسى المشترك إلكترو شعبى والمصرى» والأردنى «عالم ليس لنا»، وفيلم ليال بلا نوم إنتاج لبنانى قطرى فرنسى.
أما مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة ينافس بها 13 فيلما هم الفيلم الإيرانى «ماشتى إسماعيل» والتركى «وجهان للوحدة» والألمانى «السيد سيبزينروبل» والتونسى «وقائع مواطن عادى» و«الفلسطينى» «غزة 36 ملى متر» والمصرى «بورتريه ذاتى»، وفيلم «الرجل بالداخل» إنتاج فرنسى كويتى، واللبنانى «الحارة» والإسبانى «حكاية لألم ودلين»، والمصرى «لبيدو»، وفيلم حياة حرة من بولندا والصربى «25 /7» والفيلم الأمريكى «إطعام خمسمائة».
وسيشهد المهرجان إقامة عرض خاص يوم الخميس المقبل للفيلم المثير للجدل «عن يهود مصر» للمخرج أمير رمسيس، والذى عرض مؤخرا فى دور العرض السينمائية، وذلك تقديرا من إدارة المهرجان لقيمة الفيلم وموضوعه المختلف.
الذى يتناول الطائفة اليهودية التى كانت تعيش فى مصر قبل الخمسينات من القرن الماضى.
وتعد الدورة المقبلة هى الأولى التى يتولى إدارتها المنتج والسيناريست محمد حفظى، ويعد المهرجان أحد أعرق المهرجانات فى العالم العربى وأول المهرجانات العربية التى تتخصص فى الأفلام الوثائقية والقصيرة، حيث بدأت أولى دوراته فى عام 1988، وقدم المهرجان الفرصة لصناع الأفلام من كل أنحاء العالم لعرض أفلامهم والتنافس بها فى تجمع فريد فى نوعه، وبجانب تخصصه الرائد فى الأفلام الوثائقية والقصيرة، ضم المهرجان لعدة دورات قسماً خاصاً للأفلام التجريبية، كما أقام مسابقة خاصة لأفلام التحريك والرسوم.