استمرارًا لحالة التصعيد التى يعيشها المشهد الثقافى، هذه الأيام، ضد الدكتور علاء عبد العزيز، وزير الثقافة، للمطالبة بإقالته، اعتراضًا على سياسته، فقد تقدمت الدكتورة كاميليا صبحى، رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، باستقالتها لمكتب وزير الثقافة.
وقالت كاميليا صبحى فى استقالتها التى انفرد "اليوم السابع" بنشرها "بعد عودتى من المشاركة فى منتدى باكو الدولى للحوار بين الثقافات ممثلة لوزارة الثقافة ومتابعتى بمزيد من الحزن والأسف ما آلت إليه أحوال الوزارة ومحاولتى خلال المنتدى طمأنة الرأى العام الدولى حول ما يحدث للثقافة فى مصر، وفى ضوء استمرار التصعيد ضد قيادات الوزارة دون طرح بدائل من شأنها الارتقاء الحقيقى بالعمل الثقافى وفى ظل عدم طرحكم لرؤية واضحة المعالم لإستراتيجية حقيقة للعمل الثقافى فى دولة بحجم مصر فإننى أوثر العودة إلى الصفوف الأكاديمية أستاذةً بجامعة عين شمس، لذا يرجى من سيادتكم التكرم بقبول استقالتى من رئاسة قطاع العلاقات الثقافية الخارجية التى شرفت كثيرًا برئاسته إلى جانب زملاء متفانين فى عملهم، حيث إننى لا أستطيع الاستمرار فى ظل أجواء مشحونة بالاضطراب وعدم الثقة تمكن من النهوض الحقيقى بالعمل فى وقت نحن أحوج فيه إلى الاستقرار ودفع البلاد إلى الأمام لقد كرم رئيس الوزراء هشام قنديل جميع الوزراء الذين شملهم التغيير الوزارى الأخير فى لافتة تنم عن تقدير الدولة لتحملهم مشقة المنصب وتبعاته فى ظل تاريخى شديد الدقة والتعقيد لم يسع للتقليل من شأن ما فعلوه أثناء أدائهم مهام وظيفتهم ولم يحاول النيل منهم".
واختمت الدكتورة كاميليا صبحى نص استقالتها بعبارة "الثقافة ستبقى أما نحن فعابرون على الأماكن".
ومن ناحية أخرى، كشفت الكاتبة عواطف الشربينى، مدير عام العلاقات العامة بدار الكتب والوثائق القومية، عن مفاجأة فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" وهى قيام اللجنة الإعلامية بوزارة الثقافة، بتحريف فحوى لقائهم مع وزير الثقافة، يوم الخميس الماضى، فى مكتبه، بمقر الوزارة بالزمالك، مؤكدةً أن البيان الصحفى الذى صدر عن اللجنة الإعلامية عارٍ تمامًا من الصحة.
وأوضحت مدير عام العلاقات العامة بدار الكتب والوثائق القومية، أنها قامت برفقة عدد من العاملين بالهيئة، بزيارة لمكتب الوزير لم تتجاوز الربع ساعة كانت بهدف إيصال وجهة نظر محددة وموقف واضح وشهادة حق لوجه الله تعالى فيما يتعلق بكم الاتهامات التى تطلق دون ضابط أو رابط على بعض الشخصيات فى دار الكتب سواء من الموظفين أو من القيادات. هذه الاتهامات التى لا يملك أصحابها سوى الصوت المرتفع بعبارات التطهير والمصلحة العامة والحديث المتكرر عن وقائع الفساد بالشبهة والظن والبحث عن كافة الوسائل للنقد والتجريح والذى أصبح يطلق جزافاً خاصة بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة وكأنما جاءت الثورة التى انتظرناها طويلاً للنيل من كل ما كنّا جميعا جزءاً منه ويقع هذا تحت مسمى الثورة والتغيير والتطهير.
وأضافت عواطف الشربينى، عضو لجنة ثقافة الطفل بالمجلس الأعلى للثقافة أنها حرصت على أن أوضح أن دار الكتب بها شخصيات كثر ومتميزون وأصحاب مشاريع فكرية وعلمية يعملون فى صمت دون النظر للآخرين ودون البحث عن أخطاء من خلال الشك والظن والاتهام. وتلك الرؤيا تأتى من خلال موقعها الوظيفى الذى يزيد عن ثلاثين عامًا ترقيت بها بدار الكتب حتى أصبحت مديرًا عامًا للعلاقات العامة.
وأكدت "عواطف" لقد حرصت فى هذه الزيارة على إعطاء كل ذى حق حقه فى هذا السياق المتشابك والذى اختلط فيه الحق بالباطل وعلى ألا يكون هناك حكمًا قاطعًا إلا بالمستندات والأدلة القاطعة وهذا ما أكّد عليه الوزير ووعدنا به. فهى شهادة حق على مرحلة كانت ومرحلة نعيشها ونأمل فى تجاوز عقباتها نحو غد أفضل.
وقالت "عواطف" الغريب أنه بعد هذه الزيارة وجدت أن عددًا من المواقع الإخبارية والصحف الإلكترونية ومن بينها "اليوم السابع" تناولت خبراً مشغوفاً بالصور لزيارتى وعددا من موظفى وقيادات دار الكتب لوزير الثقافة الدكتور علاء عبد العزيز وهى زيارة حقيقية لكن مضمونها الذى تناولته المواقع الإخبارية لم يكن صحيحاً وجاء بالافتراءات التى لا صحة لها على الإطلاق. فقد تناولت الصفحة الرسمية لحزب الحرية والعدالة وموقع (أخوان أون لاين) الزيارة بوصفها تأييداً للوزير وقراراته الأخيرة وهو ما يتنافى مع رؤيتى فى ظل هذه الطريقة التى تُعامل بها قيادات وزارة الثقافة والمثقفون والمبدعون، ومن هنا كان لزامًا علىَّ أن أوضح الموقف وتحديداً فى موقع "اليوم السابع" الذى أثق فى حياده وحرصه على الحقيقة المجردة.
يذكر أن البيان الصحفى لوزارة الثقافة قال إن الوفد المفوض عن دار الكتب والوثائق القومية أعرف عن ثقته الكاملة فى الدكتور علاء عبد العزيز فى تحقيق كل طموحات ومطالب العاملين بالوزارة، مؤكدين على دعمهم الكامل لتصورات الوزير إزاء محاربة أوجه الفساد داخل قطاعات وهيئات الوزارة المتعددة.
ومن جانبه أعلن وزير الثقافة، فى بيان صادر عن الوزارة، اليوم، أنه لن يتراجع عن دعم الثقافة والفن والإبداع مهما كان الهجوم ضده. وقال "عبد العزيز" إن الذين يقودون حملة ضدى أسألهم ماذا قدموا للثقافة ولجماهير مصر الواعية؟ فمصر بعد الثورة لا يجب أن تكون أسيرة مجموعة لم تستطع أن توصل الإبداع للمصريين بالشكل المؤثر على مدار سنوات طويلة.
وأضاف "عبد العزيز" الثقافة والفن والإبداع روح مصر التى لم ولن نسمح لأحد باغتيالها معنويًا ومن يظن أنه بمعارك وهمية سترجع الأمور إلى ما كانت عليه فى عهد النظام الذى قامت الثورة ضده فهو يحتاج إلى أن يراجع موقفه ويترك المستقبل للشباب.
وشدد الوزير على أن وزارة الثقافة تسعى للانفتاح على ثقافات العالم ليس العربى الذى نعتز به بل والإفريقى والغربى والأسيوى، وسنقدم فن وإبداع المصريين الذى سيعلن للجميع أن مصر لديها ثقافة متميزة.
وقال "عبد العزيز": لسنا فى حروب مع الفنون أو الثقافة بل داعمون لها وكل ما يروج لا يخلو من حملة تشويه مستمرة لن توقفنا عن دعم الثقافة والإبداع والفن ولكننا باختصار نحارب إهدار المال العام باسم الثقافة والفن.
وأضاف: "وزارة الثقافة ملك للمصريين ولمصر وفى القلب منهما المثقفون والفنانون ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن يجعلنا البعض نعيش لمصالحهم وهذا لن يحدث فنحن ندافع عن هوية الثقافة المصرية ولن يرجعنا كائنا من كان عن عودة مكانتها ودعم حقوق العاملين فيها".
وأشار "عبد العزيز" إلى أن العصور الوسطى وفزاعات الإسلام السياسى باتت ألفاظها وكأنها دمى تحركها مصالح ضيقة ليست فى صالح الثقافة المصرية، وقال: "ما يصفه البعض من إزاحة أو تدمير فهى مجرد عناوين براقة ليس لها مضمون، فقط تخفى حماية مصالح بعض مثقفى أيام النظام البائد"، مضيفًا: نريد بث روح جديدة فى جسد الثقافة الذى أماته البعض عمدا على مدار سنوات طويلة".
وأضاف: مكتبى مفتوح للجميع، ودعم ثقافة مصر وفنها هو أساس أى حوار ومستعدون لاستقبال رؤى كافية الأطياف المصرية على اختلافها بشأن دعم مستقبل الثقافة فى مصر.
ومن جانبهم أعلن عدد من المثقفين عن اتجاههم لمقاضاة وزير الثقافة بعد استغلاله لمقر الوزارة للدعاية الحزبية وذلك بعدما التقى "عبد العزيز" بأعضاء التوحيد العربى الإسلامى واستمرار وصفه لمعارضيه بـ"أبناء حظيرة فاروق حسنى".
هذا وقد علم "اليوم السابع"، من مصادر مطلعة من داخل وزارة الثقافة، أن الوزارة ستصدر خلال الساعات المقبلة قرار الدكتور علاء عبد العزيز، باختيار الدكتور خالد فهمى، أستاذ اللغة العربية بكلية الآداب جامعة المنوفية رئيسًا لدار الكتب والوثائق القومية خلفًا للدكتور عبد الناصر حسن.
كما علم "اليوم السابع"، من مصادر بدار الكتب والوثائق القومية، أن الدكتور خالد فهمى اجتمع فى تمام الساعة الرابعة من عصر اليوم بعدد من العاملين بالهيئة.
موضوعات متعلقة
مثقفون يتجهون لمقاضاة وزير الثقافة بعد استغلاله لمقر الوزارة للدعاية الحزبية.. "عبد العزيز" التقى بأعضاء التوحيد العربى الإسلامى ووصف معارضيه بـ"أبناء حظيرة فاروق حسنى"
بالصور.. لأول مرة دعاية حزبية لوزير ثقافة بمقر الوزارة.. "عبد العزيز" يتحدى المثقفين ويلتقى بأعضاء "التوحيد العربى" الإسلامى ويناقش تفعيل دور قصور الثقافة ويؤكد لهم: سأحارب الفساد
مفاجأة.. وزارة الثقافة تحرف تفاصيل لقاء "عبد العزيز" مع وفد العاملين بدار الكتب والوثائق القومية.. عواطف الشربينى: ذهبنا لندلى بشهادة حق فحولها إعلام الوزارة لتأييد ومساندة وزير الثقافة
ننفرد بنشر أسباب استقالة رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية
أنباء عن استقالة رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية
"عبد العزيز": أقول لمن يهاجمنى ماذا قدمت للثقافة؟
اجتماع لجبهة الإبداع لوضع خطة عمل عاجلة لإنقاذ الثقافة المصرية
"أبو سعدة": نعد لمشروع التنوع الثقافى بدلاً من متحف الآثار بروما
أنباء عن اختيار خالد فهمى رئيسًا لـ"الكتب والوثائق القومية"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة