فاجأتنا إثيوبيا بالإعلان عن تحويل مجرى النيل الأزرق إيذانا ببدء العمل الفعلى والجاد فى بناء سد النهضة العملاق وفاجأنا أكثر رد الفعل الرسمى المصرى الضعيف والواهن والمتهاون فى التعاطى مع الحدث وكان الأكثر إثارة هو حدوث تحويل مجرى النهر عقب عودة د. مرسى من إثيوبيا مباشرة وهذا الأمر يعنى لنا كمصريين أننا أمام أحد أمرين الأول أن المسؤولين الإثيوبيين قد تطرقوا للأمور مع د.مرسى وناقشوه وأطلعوه على ما سيتم خلال أيام قليلة والثانى أن المسؤولين الإثيوبيين تجاهلوا د. مرسى تماماً وأن موضوع السد شأن إثيوبى خاص بهم وقد اعتمد د.مرسى ومساعدوه على ما حاولت إثيوبيا تسويقه لنا من وهم بأنها لن تسبب الضرر لمصر والسودان وقد اعتبر د. مرسى ذلك وعداً حقيقياً وأن الإثيوبيين حتماً سينفذون الوعد متناسياً سوء استقبالهم له لدى قدومه لأديس أبابا ومر يومان على الحدث ثم ظهر لنا أول رد من مؤسسة الرئاسة ووزير الرى الذى أتحفنا حديثه عن الأزمة بقوله أن الخيار العسكرى مستبعد ونحن كمعارضة وإن كنا نرفض الحل العسكرى للأزمة إلا أننا مع البقاء على جميع الخيارات متاحة بما يحافظ على حقوق مصر فى مياه النيل. إن التعاطى الرسمى مع هذه الأزمة الخطيرة لم يكن هو المرجو والمأمول ويبدو أن إثيوبيا قد استغلت سوء الإدارة وضعف رد الفعل المصرى للبدء فى سد نهضتها فى مقابل نهضة خرافية لجماعة الإخوان وأصبحت بحق كلمة نهضة هى فأل سيئ للمصريين وأمام هذه الأزمة أصبح على الجماعة الحاكمة برئيسها وحزبها وجمعيتها ومكتب إرشادها على السواء أن تبادر ودون استبعاد أو استعلاء إلى مناقشة رؤية مصرية لحل هذه الأزمة وطرح كل البدائل المتاحة للتعامل معها وأن تتلاقى الأفكار وتمتد الأيدى وأن نستفيد من الموروث المصرى فى إفريقيا وهو كثير وأن ما فعله الزعيم الراحل جمال عبدالناصر لا يزال له الأثر الكبير فى إفريقيا وأن تعمل مصر على إقامة تنمية حقيقية بالقارة الإفريقية لتعظيم الاستفادة من الإمكانيات الهائلة للقارة وخاصة دول حوض النيل وهذه اللحظة الصعبة تقتضى منا جميعاً البناء على المشترك بيننا كمصريين وأن نبعد عن أى شىء يثير الخلافات فالأمر خطير وعلى كل منا أن يدرك دوره ومسؤولياته وليعلم الجميع أن الشعب المصرى لن يصبر كثيراً والتاريخ لن يرحم أحدا تهاون فى حقوق مصر.