التغير المناخى يجبر روسيا على إخلاء محطة أبحاث فى القطب الشمالى

الإثنين، 03 يونيو 2013 11:50 ص
التغير المناخى يجبر روسيا على إخلاء محطة أبحاث فى القطب الشمالى القطب الشمالى - أرشيفية
موسكو (د ب أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تستعد روسيا لإجلاء 16 عالما يعملون فى محطتها البحثية فى القطب الشمالى المعروفة باسم "نورث بول 40 " (إس.بى-40) بعد أن بدأت طبقة الجليد التى أقيمت عليها فى التصدع بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

ويقول فلادمير سوكولوف، رئيس البعثات الروسية للقطب الشمالى لوكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستى": " التصدعات تتزايد بشكل كبير".

وغادرت واحدة من أقوى كاسحات الجليد فى العالم "يامال"، التى تبلغ قوتها 75 ألف حصان وتعمل بالطاقة النووية ، فى طريقها إلى مورمانسك، لتصل إلى المحطة الطافية فى بحر بوفورت فى رحلة من المتوقع أن تستغرق حوالى 10 أيام لبدء عملية إخلاء ربما تستمر لثلاثة أسابيع. وأضاف سوكولوف "إننا نقترب من حالة طوارئ حقيقية".

وإلى جانب خطر فقدان أرواح و منشآت بحثية ، من الممكن أن يتسبب انهيار طبقة الجليد التى يصل سمكها ما بين 2 إلى 4 أمتار، فى تلوث الساحل الشمالى النقى بكندا جراء زيوت التشحيم والنفايات الخاصة بالمحطة.

ويقول فلاديمير شابروف، منسق برنامج الطاقة فى منظمة "جرينبيس روسيا" : "نأمل أن يدرك الكرملين أخيرا مدى خطورة مثل هذه الأعمال".

وكانت روسيا قد أخلت محطة أبحاث فى ظروف مماثلة عام 2010. وتقوم محطة (إس.بي-40) بدراسة التغيرات المناخية فى منطقة القطب الشمالى منذ أكتوبر 2012.

وتنشط روسيا أيضا على نحو ملحوظ فى القطب الجنوبي. ففى مطلع العام الماضى، تمكن علماء روس من الحفر عبر ما يقرب من 4 كيلو مترات من الجليد وصولا إلى بحيرة فوستوك فى القطب الجنوبى. ويعتقد الخبراء أن البحيرة تحت الجليدية انفصلت عن السطح منذ ملايين السنين.

وفى الوقت الذى يحذر فيه نقاد من أن النظام البيئى للبحيرة الذى لم يمس تقريبا يمكن أن يتعرض للتدمير، يأمل العلماء فى جميع أنحاء العالم فى رؤى جديدة لمواجهة تغير المناخ.

ولا تقتصر المصالح القطبية لروسيا على الأبحاث العلمية فقط - بل تستهدف أيضا احتياطيات النفط والغاز الطبيعى التى تتجاوز قيمتها مليارات الدولارات.

ففى عام 2007، نزلت غواصتان روسيتان صغيرتان إلى عمق 4261 مترا تحت الغطاء الجليدى وثبتتا علما روسيا مصنوعا من التيتانيوم للإعلان رمزيا عن حق روسيا فى منطقة "لومونوسوف ريدج" الغنية بالموارد الطبيعية تحت الماء، والتى تقسم المحيط المتجمد الشمالى إلى حوضين رئيسيين.

وقال ارتور تشيلينجاروف، قائد الحملة الروسية والممثل الرئاسى الخاص للتعاون الدولى فى القطب الشمالى والقطب الجنوبى "إن القطب الشمالى روسى".

وتقول روسيا إن سلسلة الأراضى المرتفعة هى جزء من جرفها القارى وتأمل أن توافق الأمم المتحدة على مطلبها. كما أن دول القطب الشمالى الأخرى - الولايات المتحدة وكندا والنرويج والدنمارك عبر سيطرتها على منطقة جرينلاند - لديها اهتمام بالثروات الطبيعية.

وبفضل ذوبان الجليد والتكنولوجيا الحديثة بات استخراج موارد القطب الشمالى التى كان يتعذر الوصول إليها فى السابق أمرا ممكنا بصورة أكبر من ذى قبل.

كما بدأ يظهر تأثير ظاهرة الاحتباس الحرارى على الملاحة. فمن شأن الممرات الملاحية الخالية من الجليد فى المحيط المتجمد الشمالى أن تقلل من مسافة الرحلات البحرية بين أوروبا وآسيا إلى حوالى 14 ألف كيلومترا فقط بدلا من 21 ألف كيلومترا حاليا ، والتى تشمل المرور عبر قناة السويس.

ويعلق شابروف ، الخبير فى مجال البيئة، قائلا: "يحب السياسيون أن يقولوا إن ذوبان الجليد يفتح آفاقا جديدة أمام طرق النقل واستخراج الموارد الطبيعية"، لكن هل نحن حقا بحاجة، لأن نضحى بآخر ما تبقى من مناطق بكر من أجل تحقيق الربح؟".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة