شريف الصاوى يكتب: يســألونك عن الثـــورة

السبت، 29 يونيو 2013 08:29 م
شريف الصاوى يكتب: يســألونك عن الثـــورة ميدان التحرير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشهد مؤلم حقا حين ترى عكاشة وأنصاره يتظاهرون أمام وزارة الدفاع مُنادين بالثورة وليس هذا المشهد وحسب ولكن مشاهد قيادات النظام السابق فى جميع المحافظات والقرى فأصبح كل رمز من رموز النظام البائد يحشد اتباعه فى القرى والمدن والاحياء الشعبية كى يُكملوا ثورة شباب مصر التى قامت فى الأساس ضدهم.

مشهد لم يكن يحلم به أحد رموز النظام البائد فى أكثر أحلامه تفاؤلا ومع الأسف انضم اليهم العديد من البسطاء الذين عانوا فى عهد مرسى وجماعته التى فشلت فى إدارة شئون البلاد طيلة العام السابق، مما جعل الكثيرين من البسطاء الذين لا يعلمون أى شىء عن الأحوال السياسية ولا الاقتصادية ولا يريدون حتى أن يعلموا إلا بمدى الزيادة أو النقص فى مستوى معيشتهم وفقط .

تلك الطبقة التى كان لها الفضل فى نجاح الإخوان فى كثير من الانتخابات مُستغلين حاجتهم لكثير من السلع والخدمات ورافعين برامج تحمل الشعارات والمشاريع الرنانة التى لا تتخطى كونها حبر على ورق .

كل هذا وأكثر من هذا بكثير حدث فقط بسبب شيئين رئيسين :
الأول غباء النظام الإخوانى الحاكم وأنانيته فى الاستيلاء على مقاليد الحكم واتباع سياسات إقصائية تنُم عن ضعف وعدم ثقة وعدم دراسة جدية لمشكلات البلاد وطبيعة الشعب المصرى بعد ثورة على نظام اقصائى آخر، بالإضافة إلى عدم وضع خطة مُسبقة للتعامل مع جميع الملفات التى تؤثر على مصر داخليا وخارجيا وعدم التصارح مع شعب مصر والاستمرار فى العمل السرى الذين اعتادوا عليه طيلة عهدهم .

والثانى هو ضعف المعارضة السياسية وعدم إبداء أى مقترحات واقعية على أرض الواقع أو تقديم البدائل لبعض المشكلات بل على العكس بدأوا فى اظهار عيوب النظام الإخوانى التى لا تخفى على أحد ويحاولون جاهدين لإسقاطه وفقط للاستيلاء على مقاليد الحكم والكلام هنا على البعض وليس الكل.

لو رجعنا بالذاكرة للوراء قليلا أيام ثورة يناير نجد أن الطرفين السبب فى فشل المرحلة الحالية من نظام ومعارضة لم يكونوا طرفا فى "بداية" ثورة يناير واشتركوا بعد علمهم بقوة شباب تلك الثورة أما شباب الثورة فهم الآن فى سجون مرسى أو خلف شاشات التلفاز يتابعون ويتحسرون على دماء إخوانهم التى ضاعت هباء دون أن يتحقق حتى حلمهم فى تغيير مصر للأفضل.

حين خرج الجميع ينادون بمطالب الثورة الثلاث من عيش وحرية وعدالة اجتماعية لم يكونوا وقتها طامعين فى سلطة أو حقيبة وزارية أو غير ذلك من صراعات سلطوية لن تأتى إلا بالفتن الطائفية وانشقاق الصفوف والفوضى العارمة فى البلاد التى عرضها مبارك كبديل لنظامه وها هى تتحقق.

بعد كل ذلك يسألونك عن الثورة ويزايدون عليها وينسب كل فصيل نجاحها إليه ويتناسون شبابها الذين ضحوا بكل غال ونفيس من أجل نجاحها وفى النهاية أتوا هم إلى مقاليد الحكم، يسألونك عن ثورة نادت بحق المواطن البسيط فى لقمة العيش وأن يجد قوت يومه الذى أصبح حلم لدى كثير من بسطاء هذا الشعب.

يسألونك عن ثورة نادت بالحرية وترى الآن شبابها فى سجون النظام الثورى والرئيس الثورى، يسألونك عن ثورة من أجل العدالة الاجتماعية فلا تجد حتى عدالة فى توزيع الدخل ولا الوظائف ولا المناصب ولا أى شىء إلا عدالة اجتماعية للأهل والعشيرة فقط.

يسألونك عن الثورة: قل هى أبعد ما تكون عنكم جميعا هى حلم تراه فى أسر الشهداء الذين رفضوا التعويضات وطالبوا بالقصاص وحلموا بمصر الأفضل وفقط كبديل لأرواح أبنائهم.

قل لهم هى الاتفاق على نقاط الاشتراك فى المصلحة العامة وفقط وتنحية كل نقاط الاختلاف جنبا حتى نعبر بمصر إلى الأفضل كرد الجميل لشهدائها، ثم بعد ذلك لينطلق كل فصيل فى نشر سياساته وأفكاره وعلى الشعب الاختيار.






مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

عبدالله صقر

يعنى أيه ثورة ؟

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة