العالم فى انتظار ما يحدث فى مصر يوم 30 يونيو، العالم فى انتظار ما تقوم به الأجيال من الشباب المصرى الذين حملوا عبء الثورة والمشغولين بالمستقبل، ويوم الحصار، هو يوم وصول الإخوان لسدة الحكم فى مصر بعد الثورة الأولى على نظام ينتمى لزمن مضى، فهذه الجماعة بعد وصولها للحكم أثبتت الأيام أنها حريصة على تمكين نفسها، وحريصة على خدمة الجماعة وأفرادها ومن ينتمون إليها.
الشباب لم يكن بعيداً عن المشهد وما يدور فى المحروسة وما تفعله الجماعة فى مصر، فكان يراقب ويتابع عن كثب ما يحدث وما تخطط له الجماعة، لدرجة أنها فى حركة المحافظين الأخيرة حاولت أن تجمع حولها التيارات الإسلامية الأخرى من خلال تنصيبها كمحافظين، وكأنها تتحدى شعب.
الشباب لم يهتم به أحد، وشق طريقاً آخر من أجل مستقبل أفضل يتمناه لمصر، فلم يشارك فى حوارات فاشلة، وبدأ فى حملة "سحب ثقة" من الرئيس الذى عد ولم يوف، بل فى الأساس سحب ثقة من جماعة اعتادت على الكذب والمكر، فحددوا ساعة الصفر يوم 30 يونيو 2013 لحماية مصر من غيابات الجب، فبدأ الشباب فى جمع توقيعات سحب الثقة، وبدأ النظام يعقد اجتماعات مع أحزاب إسلامية ليخرج من هذه الأزمة التى بدأت تحل عليهم، لكنهم لا يعلمون أنهم وقعوا فى خطأ المجموعة فالتفكير واحد ولم يكن هناك من هو خارج دائرة الاستشارة المعتادة ليستشيروه ويأخذوا برأيه.
نجح الشباب فى تجميع ما يقرب من 15 مليون استمارة سحب ثقة، فاقت ما حصل عليه مرسى فى جولة الإعادة، وفاقت ما حصل عليه مرسى وحمدين وشفيق فى الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة، نجح الشباب وسينجح فى كل ما يطرحه والطامة الكبرى أن العقلية مازلت لا تثق فى قدرات الشباب الذى قام بالثورة الأولى ويجهز لثورة ثانية، نجح الشباب فالتف حوله الجميع حركات ثورية وفنانون وأدباء ومثقفون وساسة.
تحمل الشباب ما لا تتحمله جبال، اتهموا بأنهم أعداء الإسلام، فى دعاء الشيخ محمد عبد المقصود فى صلاة المغرب بجمعة "لا للعنف" كان دعاؤه اللهم انصرنا على أعداء الإسلام، فكأن من يخالفهم ويختلف معهم عدو للإسلام، اتهموا بالتعاون مع الخارج، يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، فعندما ضاقت بهم السبل يذهبون هم لأمريكا يطلبون العون والنجدة يستغيثون بها، يجتمع خيرت الشاطر مع السفيرة الأميركية آن باترسون الخبيرة فى التعامل مع الجماعات الإسلامية، ليطلبوا النجدة بعدما تحققوا وتيقنوا أن تمرد هى الحل، فمن يتعاون مع الخارج ضد شعب؟، الشباب لا يعرف هذا ولم يستعن بالخارج ويعرض استمارات سحب تمرد على جهة وطنية "المحكمة الدستورية" ويتحرك بشكل سلمى لا يعرف العنف ولا التدريبات القتالية.
المشهد يؤكد أن 30 يونيو ثورة شعب ثانية يقودها شباب لمرة ثانية، ومهما خرج أنصار النظام فى مظاهرات لن تؤتى ثمارها، لأنهم يثورون فى ميدان، والشعب يثور فى ميادين، ولن تكون باترسون نصيراً لهم، فسترحل هى الأخرى كما رحل من قبلها، وسيأتى آخر يعرف يتعامل مع مصر المستقلة، وسترحل التى تتدخل فى شأن مصر وكأنها دولة محتلة، فتصريحاتها إهانات يومية، لن يقبلها شعب مصر، ولن تقبلها الثورة الثانية.
فى 30 يونيو هل يوفى الرئيس بوعده؟ عندما قال "إذا خرجت مظاهرات حاشدة تطالب بإسقاطى فأنا أول من ينزل بناء على إرادة الشعب"، لكنه لن يوفى بوعده، كما فعل من قبل، فحتماً 30 يونيو سيجعل القصر تحت الحصار.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة