
الإندبندنت
مصر لا تحتاج إلى ثورة ثانية.. على المعارضة العمل على إيجاد بدائل أكثر فعالية
قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية اليوم السبت، إنه بالرغم من المشكلات التى أحاطت بفترة حكم الرئيس المصرى، محمد مرسى، وبالرغم من أن جماعة الإخوان المسلمين تعمل بلا هوادة على تحقيق أجندتها الطائفية والأصولية، فإن إجبار الرئيس على الاستقالة لن يقدم حلا للأزمة، وأشارت الصحيفة إلى أنه على خصوم الحكومة أن يركزوا على العمل الجاد من أجل أن يجدوا بدائل أكثر فعالية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بالرغم من أنه لا يمكن إلقاء اللوم كاملا على عاتق مرسى فيما يتعلق بالمشكلات التى تعانى منها البلاد، فإنها قد تفاقمت من خلال الشخصية المثيرة للشقاق التى يتميز بها الإخوان المسلمون، وأكدت الصحيفة أن الرئيس مرسى اقترف أخطاء بلا شك حتى أنه أقر شخصيا بها خلال الأسبوع الجارى، مشيرة إلى الانهيار الاقتصادى المتمثل فى نفاد العملة الأجنبية، مما تسبب فى ارتفاع أسعار الوقود وأسعار الغذاء، والذى كان عاملا مهما، وفقا للصحيفة، فى اندلاع ثورات 2011، مشيرة إلى أن حتى الموارد المائية أصبحت مهددة بعد السد الذى تبنيه أثيوبيا.
وأكدت الصحيفة أنه بالرغم من أن الرئيس مرسى لا يتحمل وحده كافة هذه المشكلات، إلا أن سياسات الرئيس الخلافية والطائفية قد تسببت فى تفاقمها، وأشارت الصحيفة إلى أنه من المحزن أن الرئيس الذى وعد بأنه سيكون رئيسا للجميع خيب آمال المصريين، وهو ما تجلى من خلال مضى جماعة الإخوان فى تعزيز أجندتها الطائفية والأصولية، وهو ما أسفر عن مقتل ثمانية مسيحيين فى أبريل، ودفع أعداد كبيرة من الأقباط إلى الهجرة، بالإضافة إلى مقتل أربعة من الشيعة على يد مجموعة من الشيوخ السلفيين فى أعقاب أشهر من الخطاب المناهض للشيعة شارك به الإخوان المسلمون.
وأضافت الصحيفة أن إجبار الرئيس على التخلى عن الحكم لن يعالج تلك المشكلات، إذ أنه فاز بهذه الانتخابات بنزاهة، مشيرا إلى أن خصوم الحكومة بحاجة إلى التركيز على العمل الشاق من أجل تنظيم بدائل فعالة.

الفايننشيال تايمز
مرسى سمح لجماعته بالتلاعب به ويعمل كواجهة لها
قالت صحيفة الفايننشيال تايمز، إنه بدلا من أن يكون محمد مرسى رئيسا لكل المصريين، فإنه سمح لجماعته الإخوان المسلمين، التى أتت به إلى السلطة، بالتلاعب به لينتهج سياسات أدت لانقسام الشعب والنتيجة وصول الشارع المصرى للغليان.
وأشارت الصحيفة فى افتتاحيتها، اليوم السبت، إلى أن الانتقال من الديكتاتورية كان دائما أمرا فوضويا، لكن أداء مرسى كان فى غاية السوء، فربما ورث انهيار الأمن العام، لكنه بدلا من بناء توافق الآراء اللازم لمعالجة المشكلة فإنه سعى وجماعته لاحتكار السلطة، والسيطرة على مؤسسات الدولة مثل القضاء.
وتابعت الصحيفة، أنه بعد عقود من العيش فى الظلام ثم الصعود المفاجئ للسلطة، فإن مرسى بدا خلال خطابه الذى استمر أكثر من ساعتين ونصف، الأربعاء الماضى، مصابا بجنون العظمة، ومتعطشا للسلطة، فى حين أن ما تحتاجه مصر هو رجل دولة.
وبينما تدير جماعة الإخوان حكومة موازية، فإن مرسى عمل كواجهة للجماعة بدلا من العمل لصالح الشعب المصرى، فطالما يعتمد الإخوان على شبكات الضمان الاجتماعى الخاصة بهم، فإنهم ليسوا مضطرون لإصلاح نظام الدعم والوقود الذى يفلس البلاد.
مخاوف من تضخم عبء ديون مصر حذرت الصحيفة من أن التوترات السياسية تسبب تفاقم المخاوف بشأن عجز الميزانية الهائل فى مصر، وتضخم عبء الديون.
وأوضحت أن تكلفة التأمين على ديون مصر من مخاطر عدم السداد ارتفعت إلى مستوى كبير، حيث قفزت 12.5 نقطة أساس لتسجل مستوى قياسى جديد عند 887.5 نقطة أساس الثلاثاء، وذلك وفقا لمؤسسة ماركت البريطانية.
وتوضح الصحيفة، أن هذا يعنى تكلفة مصر 887.5 دولار سنويا ولمدة خمس سنوات، لتأمين عشرة ملايين دولار من ديون مصر، وهى خامس أعلى نسبة فى العالم بعد باكستان.
يأتى هذا بينما من المتوقع أن تحشد المعارضة أعدادا كبيرة من المحتجين ضد حكم مرسى وجماعة الإخوان المسلمين، هذا بينما تعهد أنصاره بما فى ذلك الجهاديين السابقين بالدفاع عن شرعيته وسحق معارضيه، وهو ما يثير الخوف من اندلاع مواجهات عنيفة فى أنحاء البلاد.