"الجارديان": الثورة المصرية على وشك "تدمير ذاتها"

رأت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن مصر على أعتاب "ثورة ثانية" قد تذهب بمكتسبات ما حققته "الأولى" فى يناير 2011 بدلا من استكمال تلك المكتسبات، فيما وصفته بـ"التدمير الذاتى" على حد تعبيرها.

ورصدت فى تعليق بثته على موقعها الإلكترونى مساء اليوم السبت تأهّب مئات الآلاف إن لم يكن الملايين للتظاهر فى شوارع القاهرة والمدن الكبرى غدًا الأحد للمطالبة برحيل الرئيس محمد مرسى بعد عام من انتخابه وترك إدارة البلاد لحكومة انتقالية.

وعلى الجانب الآخر، رصدت الصحيفة تأهّب مئات الآلاف أو يزيدون، بينهم عدد من غير المنتمين إلى جماعة "الإخوان المسلمين" الحاكمة، للاحتشاد فى تظاهرات مجابهة للأولى مطالبين الرئيس مرسى بالاستمرار فى منصبه رغم أى شىء.

ورأت "الجارديان" أنه بالنظر إلى كمّ الشحن الذى امتلأ به الجانبان وغياب الحلول الوسط عن طبيعة أجندة المعارضة، فإن المشهد مرشح لمواجهة جسدية على نحو ملحمى.

ورصدت فى هذا السياق تحذير قادة إسلاميين من اندلاع "حرب أهلية"، مشيرة إلى تقارير رصدت بالفعل اندلاع عنف دام وسط مخاوف وتكهنات من أن تتحول هذه المواجهات إلى فوضى عامة.

ورأت الصحيفة البريطانية أنه لا شىء أخطر من هذه الفوضى، إن وقعت، على المصلحة الوطنية المصرية ومطالب ثورة يناير 2011 من عيش وحرية وعدالة اجتماعية.

وقالت إن مصر، مهد الحضارة والقائد الطبيعى للعالم العربى، عندما ثارت ضد نظام الديكتاتور حسنى مبارك الذى استمر حكمه زهاء 30 عاما وأطاحت به، صار مفهوم "الربيع العربى" بفضل مصر حقيقة تتطلع إليها كافة الشعوب المضطهدة حول العالم (وليس العرب وحدهم)، فإذا ما انزلقت مصر اليوم إلى هاوية من الفوضى، فإن آثار هذا الانزلاق ستظهر على المنطقة بأكملها، كما ستنحسر آمال التحرير التى تتطلع إليها هذه الشعوب.

ورأت "الجارديان" أن المصريين فى حاجة إلى هدنة لالتقاط الأنفاس قد يتمكنون خلالها من الاتفاق على مبدأ واحد يتمثل فى إرادة الأفضل لوطنهم، وقالت إن السؤال الوحيد الذى يمكن طرحه فى هذا الصدد هو "كيف يمكن تحقيق ذلك مع الحفاظ على مثاليات الثورة ودونما الإضرار بمكتسباتها؟".

ودعت الصحيفة جميع الأطراف المختلفة بمن فيهم الرئيس مرسى وجماعة الإخوان المسلمين إلى السعى لاتفاق بشأن تسوية وطنية تاريخية تجمع كافة الأطراف حتى وإن بدت غير مرضية للبعض وذلك لاستكمال أهداف الثورة.

واختتمت تعليقها بالقول إن مصر لم تعد تتحمل الصراع الداخلى، مشيرة إلى أن العالم العربى يترقب اختيار المصريين، والربيع العربى الذى يعانى تعثرا ينتظر رؤية المثال الذى ستضربه مصر.