انتظر الشعب المصرى بشغف وترقب خطاب فخامة الرئيس محمد مرسى إلى الشعب المصرى قبل موقعه 30 يونيو، التى تم تحديدها من قبل القوى الثورية لرفع الكارت الأحمر فى وجه الرئيس الإخوانى، اختلفت الآراء قبل الخطاب من الناس من توقع أنه لن يأتى بالجديد ولن يتستفيد منه أحد سوى باسم يوسف، ومنهم من توقع أن يكون خطاب الرئيس فيه من الحلول والمقترحات ما تخرجنا من المأزق التى نحن على اعتاب الدخول فى نفقة المظلم، جاء الخطاب المنتظر وياليتنى ما سمعته، تحدث عن إنجازات لا علاقة لها بأرض الواقع. بدأ الرئيس محمد مرسى بالحديث عن الشرعية الدستورية فأيقنت أنه لن يستجيب لمطالب الشعب وليس لديه النية فى ذلك، يا سيادة الرئيس عليك أن تفرق بين الشرعية والمشروعية أما الشرعية فهى ملك للشعب يعطيها من يشاء، واعتقد أن شرعيتك مشكوك فيها، وعن المشروعية فهى قانونية تعطى لك بموجب الدستور والقانون ومن الراسخ لدى الجميع أن الشرعية تعلو المشروعية لذلك لا أرى فى حديثك عن الشرعية مبرر لأن الشعب هو من يحدد ذلك فهو مصدر السلطات، وهو من أتى بك إلى مقاعد الحكم، إذا كان لديك قناعة بشرعيتك فعليك النزول إلى الميادين فاتحا صدرك كما فعلت أثناء توليك السلطة، سيادة الرئيس تحدثت عن إنجازاتك خلال عام وكأننا لا نعيش فى محيط واحد اندهش جموع الشعب المصرى من هذه الإنجازات الواهمة فالمواطن البسيط العادى لا يشعر بأى تحسن فى ظروف معيشته منذ الثورة وحتى الآن سيادة الرئيس، إنجازاتك الحقيقة التى نسيت أن تتحدث عنها هو إعلان دستورى مستبد، استقطاب واضح فى الشارع المصرى، تمكين لأهلك وعشيرتك، فوضى وعدم أمن وغياب الآمان، انتشار البلطجة، الاعتماد على أهل الثقة، بجانب مشاكل واضحة فى البنزين والسولار والعيش وسد النهضة فى أثيوبيا وغير ذلك من الإنجازات، حديثك الدائم والمتكرر عن أنك القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس دستورى ومنتخب لمصر، وكأنك لا تصدق أمرا غريبا وشيئا عجيبا، سيادة الرئيس هناك من حاول عرقلتك ولكن الأغلبية كانت تدعمك فقط سياستك الإقصائية وأسلوب المكابرة والمعاندة هو من أفقدك تأييدا شعبيا جارفا، لا يهمنى أن تكون رجلا طيبا أو شرسا أو حتى شمشون الجبار قدر ما يشغلنى أن تكون رجل دولة تعى مشاكل شعبك وتسعى لحلها، تتعامل مع محيطى الإقليمى والعربى بما يخدم مصالحنا جميعا، سيادة الرئيس إلى متى ستستمر لغة فلول وبقايا النظام السابق، هل بقايا النظام يمنعوك من تحقيق برنامجك الانتخابى التى قطعته على نفسك لا أعرف؟ ما بين إنجازات واهمة ونجاحات لن يشعر بها المواطن البسيط وعناد وإصرار من الرئيس مرسى على عدم الاستجابة لجموع الشعب المصرى جاء خطابه الذى طال انتظره، جاء خطابه الموعود، سيادة الرئيس ليتك ما خرجت علينا بهذا الخطاب فمن كان يتعاطف معك أيقن أن الخروج يوم 30 يونيو أصبح حتميا، الانتخابات الرئاسية المبكرة التى ينادى بها الشعب مطلب وحيد ولن يقدموا فيه تنازلات، فلماذا لا تنطق بها من البداية وتريح البلد من عنف وصدام ومشادات بين مؤيديك ومعارضيك.
سيادة الرئيس إن السياسة نجس وأنتم أطهار فدعو السياسة أيها الأطهار، نستشعر الحرج ويبدو أنك تصر على الاستمرار، سيناريو الأيام القادمة صعب على الجميع ومصرنا هى الخاسر الوحيد.
لك الله يا مصر
محمود حسين قاسم يكتب: خطاب الرئيس ما بين اللاخطاب وإنجازات الوهم
الجمعة، 28 يونيو 2013 03:25 ص
صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة