نجوى طنطاوى

كلمنى بعد 30 يونيه

الجمعة، 28 يونيو 2013 07:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"كلمنى بعد 30 يونيه" جملة تسير على ألسنة المصريين كثيراً هذه الأيام عند مناقشة أى أمر يتعلق بقرار مستقبلى بيع شراء فرصة عمل أو حتى فرصة زواج، وكأن 30 يونيه سيكون يوم قيامة المصريين وليس يوم سيخرج المصريون للتعبير عن رأيهم.

من الآن حتى 30 يونيه وما بعده أيضا يجب أن نعيش حياة طبيعية نعمل بجدية، لا نؤجل قرارات يجب أن تتخذ، ونتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "لو قامت الساعة وفى يد أحدكم فسيلة فليغرسها"، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

إسلامنا يدعونا للعمل حتى آخر لحظة.. فما بالنا بيوم سيمر - بقدرة الله ورحمته – فلنطمئن، لأن الله لن يضيع مصر التى ذكرها فى كتابه العزيز واختار من بين جبال العالم جبل الطور بسيناء ليتجلى فيه ويكلم سيدنا موسى، لن يضيع الله مصر وسيمر 30 يونيه بسلام طالما أن الاتجاهين المؤيد لاستكمال الرئيس مدته والمعارض والمطالب بانتخابات رئاسية مبكرة أعلنا الالتزام بالسلمية، وعليهما تقع مسئولية الحفاظ على مصر والحفاظ على عدم اختراق صفوفهما من البلطجية الذين يحركهم الطرف الثالث الذى يعمل الآن بكل طاقته، وإن لم ينجح الطرفان فى الحفاظ على السلمية فعليهما تقع مسئولية إراقة الدم المصرى.

ولكن يبقى 30 يونيه بالنسبة للصحفيين يوماً مختلفاً، الصحفى سيكون عين المجتمع وضميره عند تغطية الحدث، وللصحفيين تجارب فى الأحداث السابقة استشهاد محمد محمود والحسينى أبو ضيف وإصابة عدد من الصحفيين بإصابات خطيرة وصلت إلى حدوث عاهات مستديمة وإلى الآن لم يتم التوصل ومحاكمة من استهدف الصحفيين.

حماية الصحفى فى الظروف الخطرة كانت موضوع ورشة عمل نظمها المجلس الأعلى للصحافة بالتعاون مع المجلس القومى لحقوق الإنسان وكان أحد الموضوعات الخلافية ارتداء الصحفيين المصريين لشارة يحميهم من الاعتداء أم يجعلهم مستهدفين أكثر؟

عرضت الأستاذة هدايت عبد النبى محاولات عمل معاهدة دولية لحماية الصحفيين تتضمن عدة بنود، أهمها حظر الاعتداء على الصحفى أو الاعتداء أو الخطف أو الاعتقال، وحظر أى اعتداء على المنشآت الإعلامية والمعدات، وحظر تشجيع وسائل الإعلام على العنف.

وفى حال وقوع اشتباكات مسلحة يتم عمل إنذار مبكر للصحفيين وتحديد ممر آمن للخروج، ومن بين المواد تحديد هوية الصحفى باعتماد شارة دولية يتم احترامها وعدم المساس بمرتديها "press" تتضمن الشارة خمسة أحرف، ولا تستخدم إلا للصحفيين ويتم وضعها بشكل مرئى ويتم الحصول عليها من النقابات المهنية أو من الاتحاد الدولى للصحفيين، وارتداء الشارة أمر متروك لحرية الصحفى.

تتضمن المعاهدة أيضا إلزام النقابات بتدريب الصحفيين على إجراءات السلامة للتقليل من المخاطر، وتنص المعاهدة على حق الصحفى فى التأمين والتعويض، حيث تقوم الدول الموقعة على المعاهدة والنقابات بعمل صناديق للتعويضات.

وتقوم على تنفيذ الاتفاقية لجنة صحفية دولية مقرها جنيف ولجان فرعية فى كل دولة تضم فى عضويتها صحفيين وخبراء.

لكن 30 يونيه سينزل الصحفيون المصريون لتغطية الحدث دون شارة ودون وسائل حماية (خوذة أو سترة واقية) ودون حماية قانونية، فالتشريعات الخاصة بالصحافة والصحفيين تخلو من أى مواد خاصة بالتأمين على حياة الصحفيين أو تعويضهم عن الإصابات وتعويض ذويهم عند ما يفقد الصحفى حياته.

وفى ظل هذا الوضع ليس أمام الصحفى، إلا اتباع مبادئ الأمن الذاتى بأن يكون نقطة خارج الصراع وليس داخله، أن ينسحب من المكان بسرعة عندما يستشعر الخطر فى هذه اللحظات الجرى كل الجدعنة، أن يكون بالقرب من المستشفيات الميدانية لضمان سرعة إسعافه إذا حدث له مكروه، وأن يكون على اتصال بالمركز الصحفى.

والأهم أن يضع حياته فى المقام الأول، فما فائدة أن يحصل على صور وتفاصيل ويعجز عن توصيلها لجريدته ولجمهور القراء.

وأن يجتهد فى الفصل بين دوره كصحفى محترف ينقل الصورة بكل أبعادها وتفاصيلها، وبين موقفه السياسى ليقدم تغطية متوازنة غير منحازة.

حماية الصحفيين وحقوقهم ليست مطلباً فئوياً، لان الاعتداء عليهم اعتداء على حق الجمهور فى المعرفة، وبالتالى قدرتهم على تكوين رأى مبنى على معلومات.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة