انتبهوا ايها السادة لصرخة جيش مصر وقادته الشرفاء وتحذيره من أن مصر على حافة الهاوية وعلى وشك الانزلاق إلى نفق الحرب الأهلية المظلم.
صرخة من مدرسة الوطنية والحياد، صرخة من رجال تركوا اللعبة السياسية طوعا وقناعة أمانة فى يد الشعب, صرخة من رجال لا يعرفون إلا حب مصر وشعب مصر, صرخة من رجال يفهمون معنى حرمة دم المصريين مهما كانت عقيدتهم أو انتماؤهم السياسى, صرخة من رجال لديهم المعلومات الكافية عن ما يدور داخل مصر وما يحاك ضدها من مؤامرات.
مطلب وطنى شريف من خير الأجناد على وجه الأرض, مطلب للقوى السياسية المتصارعة بضرور الحوار والمصالحة الوطنية الشاملة، وخاصة إن الانقسام والاستقطاب الذى يعانى منه الشارع المصرى قد وصل إلى أقصى مدى يمكن أن يصل إليه أى صراع سياسى فى أى بلد فى العالم.
مصر أكبر دولة تعانى من الاحتجاجات فى العالم على مدار عام من الحكم المدنى الوليد والضعيف فى ظل رئيس منتخب وحكومة شرعية ودستور بإرادة شعبية, معدلات خطيرة للاحتجاجات مليونية كل أسبوعين, وحوالى 500 مظاهرة أسبوعيا وحوالى 500 من الاحتجاجات الفئوية المشروعة أسبوعيا.
بالرغم من الانتخابات الرئاسية لاحظنا استمرار المرشحين الخاسرين فى المماحكة والمكايدة السياسية. خطاب دينى متطرف وخطاب سياسى لا ينطوى على أى حكمة أو عقل أو أى احترام لقواعد اللعبة السياسية. خطاب إعلامى لا يخلو من الأكاذيب والإشاعات والتهويل.
انفلات أمنى رهيب لا يريد أن يتوقف, انفلات أخلاقى لم تشهد مصر له مثيل من قبل. صراع داخل مؤسسات الدولة وصدام بينها أحيانا. حكومة عاجزة عن تلبية طلبات الجماهير الملحة ومجلس تشريعى لا يمتلك الرؤية المناسبة للمرحلة. مؤسسة الرئاسة لا تخلو من قرارات لا تدل إلا على التخبط والتردد وقلة الخبرة السياسة. أزمة اقتصادية طاحنة, بطالة وغلاء وتضخم وتراجع للعملة وبورصة مالية غير مستقرة بلاد تركها المخلوع خراب لأحزاب سياسية تم تربيتها فى حظيرة المخلوع، لا تمتلك الخبرة المناسبة للمرحلة الدقيقة والحرجة وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين التى تتحمل جزءا كبيرا من المسئولية عما نحن فيه.
بدأت الدماء تسيل من جديد, قتل على الهوية السياسية وقتل بسبب اختلاف العقيدة الدينية, حرق لمقرات الأحزاب, شحن طائفى ومذهبى بغيض, وعودة من جديد إلى صناعة التطرف.
بعد ساعات قليلة مصر ستقع فى فبضة جيوش البلطجية الهائلة وأطفال الشوارع المتورط فى تجييشها رموز النظام المخلوع الذين تورطوا فى مص دماء الشعب والفساد ونهب الأموال والأراضى ولديهم رغبة فى إعادة إنتاج النظام الذى خلعناه فى ثورة شعبية سلمية أبهرت العالم. طلبهم واضح إخراج مجرمى النظام السابق من السجون واستبدالهم بالحكام الجدد.
بعد ساعات قليلة ستنطلق مظاهرات القوى الثورية والقوى المعارضة إلى شوارع وميادين مصر والتى من المحتمل أن تاخذ شكل فوران شعبى كبير بسبب استمرار الفقر والبطالة وزيادة الأعباء المعيشية. هذه المظاهرات الكل متأكد من مشروعيتها كاحتجاجات سلمية مقبولة شرعا وقانونا، ولكن أيضا الكل متأكد من نهايتها المأساوية والكارثية والدموية.
الكل يحاول أن يطيل الفترة الانتقالية وتعطيل الانتخابات البرلمانية, الكل يتملص من الآليات الديموقراطية التى علمتنا إياها ثورة يناير, الكل يفضل الشارع ثم الفوضى ثم العنف والنتيجة إهدار كرامة ودماء المصريين.
الكل يتملص من احترام الإرادة الشعبية الحرة والنزيهة, ضاعت منا ثقافة التسامح والحوار والتفاهم, انتهت بالنسبة لنا مصلحة الوطن العليا ولم يبق إلا مصالح شخصية وحزبية ضيقة.
لا أستطيع أن أقول إن الشعب أصبح قادرا على إطفاء نار الفتن اليومية لأننا فقدنا احترام المبادئ السلمية لثورة يناير, واختلط الحابل بالنابل وفقدنا القدرة على التمييز بين ما هو ثورة وما هو ثورة مضادة.
مؤامرات كثيرة وهائلة فى ظل غياب لدولة القانون والعدل والمساواة الذى سيدفع فاتورتها الشعب ولا مفر من جر الجيش إلى معالجتها والسيطرة عليها ثم تقع الكارثة وهى توريط الجيش فى صراعات داخلية.
جيش مصر واع ويعرف معانى الوطنية وعقيدته هى حماية الشعب من أى اعتداءات خارجية أو داخلية. صرخة قادة قواتنا المسلحة ليست وليدة عاطفة ولكنها جاءت بناء على دراسات ومعلومات وتقدير موقف حقيقى بعقول لا تمتلك إلا الشرف والوطنية والشجاعة والشهامة. علينا الاستجابة الفورية لها والجلوس إلى مائدة الحوار والمصالحة بدلا من تحليلها من جانب كل طرف على ما يرضى هواه المريض, وخاصة أن الجيش لا مع هؤلاء أو هؤلاء ولكنه مع الشعب.
جيش مصر يريد ضبط إيقاع الشارع السياسى, ويحذر الساسة والإعلاميين والمتطاولين والمخربين. أنا شخصيا ومثلى الكثيرون نرى أن الشعب لا يمكن أن يحميه إلا الجيش فى ظل تراخى وتقاعس القوى الأمنية الأخرى, وفى نفس الوقت نرفض الرجوع إلى الخلف وتسليم الجيش مهمة إدارة البلاد وإدارة العملية السياسية من جديد, واعتقد أن ذلك تماما هو ما يريده الجيش.
جيش مصر هو المؤسسة الوحيدة التى نجت من التلوث بأفكار النظام البائد, جيش مصر يمتلك قوة وقدرة هائلة على البناء فى كل المجالات , والمؤامرات لا تخلو من جره إلى معمعة السياسة وتوريطه وهذا ما يرفضه الجيش.
جيش مصر هو الجهة الوحيدة القادرة على قطع أيادى المعتدين الذين يروعون الشعب, بدون تحزب أو تحيز. جيش مصر هو حامى الحمى وصانع الأمان والأمن والطمانينة, جيش مصر هو حامى الإرادة الشعبية, جيش مصر هو الجهة الوحيدة القادرة على حماية الدولة المصرية من الانهيار, بدون طمع فى سلطة أو منصب أو مال, لما لا وهو مدرسة الوطنية وحب مصر والموت فى سبيل رفعة مصر.
أهلا بجيش مصر فى كل ربوعها طالما أن السياسيين قد فشلوا وأعلنوا إفلاسهم ورفضهم للحوار والمصالحة وأعدوا الساحة وجهزوها للبلطجية والمجرمين. أهلا بجيش مصر ليحمى مؤسسات الدولة ويقطع دابر المخربين.
حفظ الله جيش مصر.
أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود سعد
انت راجل فاهم وعاقل في زمن قل فيه العقل
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عامر
هذا ما يتمناه اعدائنا
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري قوي
آخرة فساد شعب
عدد الردود 0
بواسطة:
ziad
لله الأمر
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد ربيع كفر الشيخ
بارك الله فيك دكتور عبد الجواد حجاب
عدد الردود 0
بواسطة:
م ممدوح فؤاد
لسه فيكى رجاله يامصر