الفاينانشيال تايمز: انعدام الخبرة والديكتاتورية يحطمان الثورة المصرية

الجمعة، 28 يونيو 2013 03:19 م
الفاينانشيال تايمز: انعدام الخبرة والديكتاتورية يحطمان الثورة المصرية مظاهرات ميدان التحرير
كتبت فاتن خليل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحدثت صحيفة الفاينانشيال تايمز البريطانية، اليوم، حول التعيينات السياسية الأخيرة التى قامت بها الحكومة المصرية، ووصفتها بـ"غير واعية بالتاريخ أو غير مدركة للواقع"، وذلك فى إشارة إلى تعيينات المحافظين التى اشتملت على تعيين عادل الخياط، محافظا للأقصر، وهو ما كان اختيارا غريبا، وفقا للصحيفة، خاصة أن الخياط عضو سابق بالجماعة الإسلامية الراديكالية التى قتلت السائحين فى الأٌقصر قبل 16 عاما.

وأشارت الصحيفة إلى حالة الغضب التى ثارت إثر هذا القرار، رغم أن الخياط شخصيا لم يتم اتهامه بالتورط فى أعمال العنف، خاصة أن الأقصر كانت تعانى من عدم إنعاش السياحة منذ الثورة التى اندلعت فى عام 2011، وتعهد مواطنوها بمنع المحافظ الجديد من تولى منصبه، ثم أعلن وزير السياحة عن استقالته من منصبه احتجاجا على تعيينه.

وحتى الجماعة الإسلامية التى أعلنت عن نبذها العنف فى 2003 وشكلت حزبا سياسيا بعد الثورة، أعلنت أن هذا الموقع ليس مناسبا الآن، ثم أعلن المحافظ استقالته حفاظا على الدماء المصرية، على حد قوله.

وبالنسبة لمنتقدى مرسى، أضاف ذلك نموذجا جديدا إلى انعدام الكفاءة الذى ميز فترة الحكم القصيرة لأول رئيس منتخب بالبلاد، والتى تميزت بمزيد من عدم الخبرة والحكم السلطوى، مما حطم الآمال بعصر جديد من الديمقراطية والازدهار، وفقا للمنتقدين.

وأضافت الصحيفة، أنه بعد عام فى السلطة تواجه جماعة الإخوان المسلمين صراعا لتحويل نفسها من جماعة معارضة غامضة ومقموعة إلى قوة سياسية ذات مصداقية، فيقول العديد من المنتقدين إن الرئيس مرسى وجماعة الإخوان قد أخفقوا فى إظهار أنهم قادرون على قيادة الدولة التى تعانى من ارتفاع مستويات الفقر والأزمات الاقتصادية.

وأشارت الصحيفة إلى أن تجليات الصعوبات الاقتصادية تتجلى فى كل مكان بداية من انخفاض احتياطى العملة الأجنبية الذى يؤثر على قدرة الحكومة على استيراد الوقود، وهو ما أدى إلى الانقطاع المتكرر للكهرباء وطوابير الانتظار الممتدة أمام محطات الوقود، مما أسفر عن زيادة الغضب الشعبى.

وأضافت الصحيفة، أن الشباب يستعد الآن لما سموه الموجة الثانية من الثورة، والتى تستهدف خلع نظام الإخوان المسلمين، وقد تمكنوا بالفعل من جمع ملايين التوقيعات فى الحملة التى عرفت باسم "تمرد"، والتى يتمنون أن تتمكن من خلع نظام مرسى وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وقد تبنت العديد من الحركات العلمانية والليبرالية مسعى تمرد للمظاهرات الحاشدة يوم الأحد أمام الاتحادية، فيما رد مرسى على ذلك بمحاولة جذب الفصائل المتشددة إليه بما فى ذلك الجماعة الإسلامية والتى هددت بسحق من يخرج يوم الأحد.

وفشل خطاب مرسى، يوم الأربعاء، والذى تضمن مزيجاً من التهديدات الضمنية مع إشارات إلى إمكانية تقديم تنازلات فى تقليل التوتر. وفيما يملأ الخطاب الغاضب الأجواء، يستعد المصريون لصدامات جديدة بين الإسلاميين والمسلحين الذين ينتمون للنظام السابق.

يقول خليل العنانى، من مركز الشرق الأوسط بواشنطن، "هناك احتمالات كبيرة بوقوع أعمال عنف، وأعتقد أنه آن الأوان لأن يدرك الإخوان أنهم لا يستطيعون أن يحكموا مصر بدون إجماع وبدون تقديم تنازلات وإقامة شراكة مع الجماعات السياسية الأخرى".

ويعتقد المحللون أن رد فعل جماعة الإخوان المسلمين تجاه الضغوط المتعلقة بالفترة الانتقالية كان من خلال الانغلاق على نفسها وتهميش الجماعات السياسية الأخرى.

وأضاف العنانى، "من السذاجة أن تحارب كافة الجبهات فى نفس الوقت، فهم فى السلطة ولكنهم فاقدون للسيطرة، فهم يواجهون الجميع فى نفس الوقت بداية من القضاء إلى وسائل الإعلام والنخب".

ولكن مراد على، المتحدث باسم جماعة الإخوان، قال إن معارضة مرسى تأتى أساساً من فساد الدولة العميقة، بالإضافة إلى السياسيين الانتهازيين الذين لا يقوون على المنافسة عبر صناديق الاقتراع، كما أن هناك مواطنين غير صبورين يرجعون مشاكلهم إلى أداء الحكومة وهم محقون.

وأضاف مراد على، "لقد كنا نعتقد أن المعارضة سوف تقف معنا ضد الفساد، ولم نتخيل أبدا أنهم سيضعون أيديهم فى أيدى الفاسدين لكى يقضوا على الحكومة، فقد قدمنا لهم مناصب بمجلس الوزراء ولكنهم رفضوا، ربما نكون قد اقترفنا بعض الأخطاء ولكننا لم نرتكب أية خطايا".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة