ماريو روسى، هو مهندس معمارى ومصمم مبانى إيطالى، جاء إلى مصر برفقة عدد من المهندسين الأوروبيين الذين استقدمهم الملك فؤاد خلال فترة حكمه، وقد لاقت المعيشة فى مصر قبولا لدى "روسى" وهو ما تجلى عقب ذلك فى اعتناقه للدين الإسلامى بعد اندماجه بالمجتمع المصرى.
كان "روسى" عاشقا للتراث المعمارى الإسلامى، وظل لفترة طويلة يتأمل هذا الفن ويستوعبه والعمل على إعادة تأسيسه بروح جديدة وعصرية إلى أن أجرت وزارة الأوقاف مسابقة عالمية لاختيار كبير مهندسى الوزارة وقد فاز "روسى" بهذه المسابقة وأصبح كبير مهندسى وزارة الأوقاف المصرية.
وقد تجلت عبقرية المصمم الإيطالى فى تصميماته لمسجد المرسى أبو العباس بالإسكندرية، والذى استغرق بناءه 16 عاماً مستخدماً العمارة الكلاسيكية الغربية والمملوكية وقد تأخر العمل فى البناء بسبب نشوب الحرب العالمية الثانية، وتم القبض على "روسى" آنذاك ولكن تم الإفراج عنه عقب ذلك كى يستكمل بناء المسجد.
وما لبث أن انتهى "روسى" من تشييد المرسى أبى العباس، حيث قام بعمل الرسومات والتصميمات لمسجد "العارف بالله" والذى يقع بمنطقة بحرى واستخدم به زخارف تمثل العمارة المملوكية.
وبمناسبة مرور مائة عام على وفاة القائد إبراهيم باشا نجل محمد على مؤسس الدولة المصرية الحديثة قام "روسى" بوضع تصميمات مسجد القائد إبراهيم بمنطقة محطة الرمل والذى يعد المسجد الأشهر، والذى انطلقت منه شرارة ثورة الخامس والعشرين من يناير كما يعد أحد أبرز علامات العمارة الإسلامية بالإسكندرية.
