إسماعيل عبد الهادى يكتب: قصر نظر الجماعات الإسلامية

الجمعة، 28 يونيو 2013 08:15 ص
إسماعيل عبد الهادى يكتب: قصر نظر الجماعات الإسلامية الرئيس مرسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مما يؤكد عدم حصافة الجماعات الإسلامية وقصر نظرهم السياسى وانعدام الخبرة لديهم هو تراجعهم المفاجئ عن عدم خوض انتخابات الرئاسة والزج بأكثر من مرشح للمنصب استبعد منهم ما استبعد، ثم جرت انتخابات الإعادة بين كل من الدكتورمحمد شفيق "المحسوب على النظام السابق" والدكتور محمد مرسى المنتمى للتيارات الإسلامية.

وأعلنت النتيجة فى ظروف يكتنفها الغموض بفوز مرشح الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسى العياط رئيساً للجمهورية، عقب ثورة الشباب فى الخامس والعشرين من يناير 2011م.

ولما كانت الساحة السياسية المصرية عقب الإطاحة بالرئيس السابق محمد حسنى مبارك كانت ملتهبة، وفيها الكثير من الاضطراب عقب فساد إدارى ضرب بأطنابه فى كل مؤسسات الدولة منذ ستين عاماً بدأ بثورة يوليو1952م، وظل مع تغير الأنظمة السياسية فى مصر على مدى الستين عاماً بين اللشتراكية وشيوعية المال العام وبين الرأسمالية والانفتاح الاقتصادى الذى أثرى فيه من أثرى وافتقر فيه من افتقر ثم نظام ثالث لم تتضح له هوية اقتصادية محددة، مما نستطيع معه القول أنه أخذ من هذا وذاك خصوصاً عيوبه مع النمو المضطرد لعدد سكان مصر ولم يكن هناك منظومة محددة لمجابهة تلك الزيادة، مما أوجد هوة سحيقة بين الطبقات لدرجة أن الطبقة الوسطى تلاشت ولم يعد لها وجود.

فى وسط هذا الزخم السياسى والظروف الاقتصادية المتردية فى عالم ينوء من حولنا بالاضطرابات والأخطار التى ليست مصر بمنأى عنها فكان من المتعين وعقب الثورة، أن يأتى رئيساً للدولة يتمتع بصفات خاصة ومميزات شخصية غير عادية وذو عقلية فذة يستطيع أن يجمع حوله كل المصريين فى صعيد واحد على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم الدينية ليقود السفينة إلى بر الأمان وسط تلك الأنواء والأجواء المعتمة، لا رئيس تابع وخاضع لجهة محددة معروفة سلفاً يأخذ منها الأوامر وتملى عليه القرارات ولا يستطيع فعل شىء إلا بعد الرجوع إليها، مما يعد ذلك نقصاً فى الأهلية القيادية لا يستطيع الشعب وهو فى هذا الجو الملبد بالغيوم أن يأمن على نفسه معه خصوصاً وأن الجماعة الإسلامية لم تخف تدخلها السافر فى أعمال الرئيس منذ بدء الترشح للمنصب، وحتى تمام إعلان النتيجة بل أن كل من ينتمى لهذا التيار اعتبر نفسه ذا صفة ومصلحة فى اتخاذ القرار وقد تبدى ذلك بوضوح من خلال الرد على حملة تجرد وما يعده الشعب للخروج يوم 30/6 فتجد كل من ينتمى للتيار الإسلامى يرغى ويزبد وكأن كل منهم المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية فيتوعد ويكيل الاتهامات ويصدر الفرمانات بل ويتعدى بالقول قدحاً على الجهات السيادية بالدولة، مثل القوات المسلحة والقضاء وغيرهما دون اكتراث وبصورة لم يسبق لها مثيل فى أى دولة أو أى نظام فى العالم.

ولما كان ذلك كذلك فإن الجماعة الإسلامية لو كان لديها بعد نظر حقيقى لكانوا نأوا بأنفسهم عن خوض انتخابات الرئاسة فى تلك الظروف الصعبة وتركوها لغيرهم ليتحمل عبء تلك المرحلة كأول رئيس مدنى منتخب عقب ثورة، ولكانت اقتصرت مشاركاتهم السياسية على مجلسى الشعب والشورى وليتركوا الشعب يحكم على أدائهم الحقيقى من خلال تجربتهم فى المجلسين، ومن ثم كان لديهم الأداة البرلمانية الفاعلة للمعارضة وإرساء القواعد الديمقراطية – هذا بفرض صدق نواياهم فى المشاركة السياسية الحقيقية الحقة – ثم بعدها كانوا دفعوا بمن شاءوا لشغل منصب رئيس الجمهورية أما وأنهم قد كشفوا النقاب عن وجههم بهذه السرعة فهم الذين حرقوا أنفسهم بأيديهم وعجلوا بنهايتهم ولن تقوم لهم قائمة، وبالتالى فقد خسروا ما كانوا قد أعدوا له من سنين نتيجة الرعونة والنهم والشره وعدم التعقل والروية أضف إلى ذلك إفتقارهم إلى الخبرة والحنكة السياسية ويحتاجون لإعادة جسور الثقة بينهم وبين الشعب إلى سنوات وسنوات قد تطول لتحقيق ما قد ضاع منهم وانقضى .. وبالتالى فلا يلومون إلا أنفسهم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة