مع اقتراب اليوم الموعود 30 يونيو ومع سخونة الأوضاع السياسية فى مصر، تواصلت أزمة الوقود فى محافظات الجمهورية بعد هدوء لم يستمر طويلا وكأن هناك أيادى خفية تسعى لاستمرار هذه الأزمة..
ففى الإسكندرية شهدت المحافظة شللا مروريا فى الشوارع الرئيسية منها، وذلك بسبب الطوابير الطويلة للسيارات على محطات البنزين، والتى تسببت فى ارتباك مرورى وغلق بعض الطرق الرئيسية بالمحافظة.
من جهة أخرى شكا سائقو ميكروباص الأجرة والتاكسى من صعوبة الحصول على البنزين والسولار والوقوف بالساعات فى طوابير طويلة أمام محطات البنزين، مما يضطرهم إلى رفع الأجرة على المواطن.
وفى شمال سيناء تواصلت بكل مدن المحافظة أزمة نقص الوقود ولم تكف الكميات المحدودة من البنزين والسولار، والتى وصلت فجر اليوم لبعض المحطات فى إنهاء الطوابير التى امتدت لمسافات زادت على 2 كم أمام كل محطة.
وقال سائقون وأصحاب سيارات ملاكى إنهم ينتظرون أمام المحطات لأوقات تزيد على 7 ساعات.
وعمت حالة من الغضب كل أنحاء المحافظة نتيجة تفاقم أزمة الوقود التى كان أبرز آثارها بالمحافظة زيادة تعريفة الركوب بين شمال سيناء والمحافظات الأخرى وبين المدن، وتعطل حركة سير غالبية المركبات وتوقف آبار الزراعة التى تعتمد على السولار كمصدر للطاقة.
وفى الوقت الذى أكد فيه المسئولون بمديرية التموين أن الأزمة طارئة وأنه تمت مخاطبة الوزارة بضرورة توفير احتياجات المحافظة فقد نشط المهربون فى بيع الوقود فى السوق السوداء بشكل علنى وبأسعار مضاعفة.
واعترف أحد المهربين لـ"اليوم السابع"، أنهم يحصلون على الوقود بعد نقله فى فناطيس على سيارات دفع رباعى من جنوب سيناء إلى شمالها ثم يتم بيعه إلى الأهالى.
وأضاف أن أزمة انعدام الوقود أفادت كثيرا مهربى الوقود عبر أنفاق رفح فبمجرد إغلاق الجيش لها وقعت أزمة النقص الداخلية والتى استفاد منها المهربون كثيرا، مؤكدا أن عمليات التهريب قائمة وهى التى تفيد فى حل أزمة الوقود بشمال سيناء.
وفى القليوبية استمرت أزمة البنزين والسولار بالمحافظة حيث تعطلت حركة المرور على أغلب الطرق بسبب تكدس السيارات أمام المحطات، فيما انتعشت السوق السوداء حيث وصل سعر اللتر إلى ٥ جنيهات وارتفعت تعريفة الركوب فى أغلب الخطوط بمدن المحافظة وسط غياب لرجال المرور، كما شهدت محطات البنزين تشابكا بالأيدى بين الأهالى بسبب الخلاف على الحصول على احتياجاتهم من البنزين والسولار.
وفى بنى سويف تدخلت قوات الشرطة للإشراف على توزيع البنزين وتنظيم طوابير السيارات والدراجات البخارية داخل محطة وقود مجاورة لقسم شرطة بنى سويف على ترعة الإبراهيمية وذلك بعد لجوء عدد من قائدى السيارات والسائقين إلى القسم والاستعانة بالقوات حتى يتمكنوا من الحصول على الوقود بعد سيطرة عدد من البلطجية عليه حيث قام العميد محمد أبو زيد مأمور القسم ومعه أكثر من 20 فردا من الأمناء والصف وجنود قوات الأمن بتأمين المحطة وتنظيم الصفوف والإشراف على عملية توزيع البنزين.
كانت محطة الوقود الكائنة فى بداية شارع الجمهورية قد شهدت تكدسا للسيارات والدراجات البخارية داخلها وخارجها فضلا عن امتداد الطوابير على جانبى المحطة التى تسببت فى إعاقة حركة السير بالمنطقة كما نشبت مشادات واشتباكات بين المواطنين بعضهم البعض ومع العاملين بالمحطة وبعض البلطجية.
وأكد محمد سيد، المحامى، أنه يقف بسيارته فى طابور طويل يضم أكثر من مائة سيارة من عصر أمس ونتيجة لأنها المحطة الوحيدة بمدينة بنى سويف التى مازال بها بنزين 92 بعد إعلان باقى المحطات نفاد الكمية الواردة توافد عليها قائدو السيارات ولكن وجود عدد من البلطجية وسماح العاملين بالمحطة لهم بالسيطرة على كميات كبيرة وتعبئتها فى جراكن على توك توك أكثر من مرة أدى إلى عدم تمكن المتواجدين فى الصفوف من الحصول على البنزين مما دفعنا إلى الاستعانة بقوات الشرطة.
وفى سوهاج تفاقمت أزمة المحروقات بكل مراكز ومدن وقرى المحافظة، حيث وصلت الأزمة أمس بالمحافظة إلى أعلى معدلاتها.
الطوابير بلغت الكيلو مترات مما تسبب فى حالة من الشلل التام أصاب حركة المرور، والتكدسات فى كل مكان كما أن محطات الوقود تحولت إلى ساحات للحرب استخدمت فيها العصى والشوم والسنج وصولا للمواسير الحديدية، وخلفت وراءها العديد من الجرحى منهم من يرقد بالمستشفى بين الحياة والموت، فقد شهدت محطة مصر للبترول بدائرة قسم ثان سوهاج، قيام أحد السائقين بالتعدى بالضرب على مصعب يوسف على قاسم 25 عاما، عامل المحطة باستخدام ماسورة حديد، وتم نقله إلى المستشفى مصابا بجرح بفروة الرأس، وفى مدينة طهطا شهدت بنزينة الراهب أحداثا مؤسفة حيث وقعت العديد من الاشتباكات بين السائقين باستخدام العصى والشوم والسنج بالإضافة إلى التشابك بالأيدى.
وعلى جانب آخر رفضت العديد من المحطات بأنحاء المحافظة استلام حصتها من المحروقات خوفا من الاشتباكات التى تحدث بها وتعرض حياتهم والعاملين للخطر.
أما وكيل وزارة التموين بسوهاج فأشار إلى أن أزمة البنزين الحالية مفتعلة وأن حصص المحافظة تصل بشكل شبه تام وتوزع بشكل منتظم على محطات الوقود.
وأضاف أن نسبة العجز فى بنزين 80 وصلت 11% فقط أما بنزين 90 فنسبة عجزه وصلت إلى 30% أما بنزين 92 فحقق زيادة 61%، أما نسبة العجز فى السولار فى المحافظة فتصل إلى 9% فقط، وأشار إلى أن التصرفات الخاطئة وتغول تجار السوق السوداء بالمحافظة هما السبب فى الأزمة.
من جانبهم طالب السائقون بسرعة تدخل قوات الجيش التى وصلت إلى المحافظة بدلا من تمركزها خارج المحافظة لحل المشكلة خاصة بعد أن أكدوا أنهم يقومون بشراء صفيحة بنزين 80 من خارج المحطات بمبلغ 110 جنيها.
من ناحية أخرى أكد مصدر مسئول أن الدكتور يحيى مخيمر محافظ سوهاج، على اتصال مباشر بمؤسسة الرئاسة لرفع تقرير عن أماكن الأزمات وأكثرها مشاكل والتى من شأنها التأثير فى يوم 30 يونيو.
وردا على أن السوق السوداء هى سبب الأزمة وأنها مفتعلة أكد مصدر أمنى أننا نفرض سيطرتنا على السوق السوداء ولا توجد سوق سوداء من الأصل لأن الكميات التى تصل المحافظة بلغت نسبة العجز بها على مدار هذا الأسبوع وحده من 25 إلى 35%وفى بعض الأوقات تتجاوز 60% وأننا طلبنا من التموين وشركات توريد المواد البترولية بأن تضخ الكميات بالمحطات قبل السادسة صباحا قبل حركة السيارات والسائقين وتكدسهم أمام المحطات، أما ما يحدث فهو وصول الكميات بعد الساعة الحادية عشرة صباحا الأمر الذى يجعل صداما بين السائقين والقائمين على المحطات.
هذا وقد شهدت محافظة سوهاج اليوم وأمس قيام السائقين بإغلاق الشوارع الرئيسية وإحراق إطارات السيارات اعتراضا على تفاقم الأزمة بالمحافظة.
شلل مرورى بالإسكندرية بسبب البنزين والسولار.. وشوارع شمال سيناء شبه خالية من السيارات.. وتفاقم الأزمة بالقليوبية.. ومأمور قسم ببنى سويف يشرف على توزيع الوقود.. والأزمة تصل إلى ذروتها بسوهاج
الخميس، 27 يونيو 2013 05:30 ص
زحام على محطات الوقود
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
دكتور مصطفي محمود
اين الحكومة