تقدم الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية فى الخطاب الذى ألقاه، مساء أمس، بكشف حساب للسنة الأولى التى أمضاها على عرش مصر.. فالخطاب الذى لاقى تأييداً وثناء من مؤيدى الرئيس، فى الوقت نفسه رفض معارضو النظام، كل ما جاء فى الخطاب جملة وتفصيلا.
ميدان التحرير هو ميدان الثورة، وغالباً ما يمثل الصوت المعارض للنظام فى مصر، كان له الصوت الأقوى مساء أمس، حيث احتشد الآلاف من معارضى النظام، لرفض خطاب الرئيس مرسى، "اليوم السابع" ترصد ردود فعل معتصمى ميدان التحرير حول ما جاء فى خطاب الرئاسة.
البداية سادت حالة من الاستياء بين المعتصمين، بسبب ما جاء بالخطاب، ووصفوه بالاستفزازى، وقالوا: "لا يرقى أبدا لخطاب رئيس أكبر دولة فى الشرق الأوسط"، حيث يقول مجدى الهوان أحد المعتصمين المستقلين، إن الخطاب فى مجمله لا يمكن وصفه إلا بـ"حكاوى المصاطب"، مشيرا إلى أنه عار على مصر أن يلقى الرئيس هذا الخطاب.
وأضاف الهوان لـ" اليوم السابع" أن مرسى تحدث كثيرا عن الصواب والخطأ، للدرجة التى جعلتنا نشعر بأن مصر عبارة عن بحث علمى فى يد باحث، ولم يتحدث عن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، لافتا إلى أنه لم يتحدث عن الشباب ومدى مشاركتهم فى الحياة السياسية.
ولفت الهوان إلى أن مرسى نصب نفسه ديكتاتورا من خلال تحدثه عن صفقة الطائرات التى تمت فى عهد الرئيس المخلوع، حيث إن ذلك ليس من اختصاصاته.
أما الدكتور ملاك حبشى أحد المعتصمين بالميدان فقال: "خطاب مرسى بالأمس كان استفزازيا، ولا يرقى أبدا لخطاب "شيخ قبيلة"، حيث تحدث كثيرا عن المحاكمات التى حصل فيها بعض رموز النظم السابق على أحكام البراءة، وتناسى أنه هرب من السجن إبان الثورة.
وأضاف حبشى، أن هناك تضاربا كثيرا فى الأرقام التى ذكرها مرسى، والخاصة بالسياحة وفرص العمل، قائلاً: "إنها كذب فى كذب"، وتحدث مع الشعب على أنه "جاهل ومغيب"، لافتا إلى أن الشعب أصبح واعيا ومن الصعب الاحتيال عليه.
وأوضح هشام العقارى مؤرخ القبائل العربية وأحد المعتصمين داخل الميدان، أن الرئيس مرسى تطرق فى خطابه لبعض رموز النظام السابق، فى الوقت الذى انتظرنا فيه أن يتخذ قرارات تصب فى مصلحة الشعب، مشيرا إلى أن الرئيس تحدث عن زيادة المرتبات فى عهده لأول مرة منذ 60 عاما، ولم يدرك أن أسعار السلع زادت فى عهده للمرة الأولى منذ 300 عام- على حد قوله.
وأضاف قائلاً: "مرسى اتهم النظام السابق بأنه السبب فى عدم إدارته للبلاد، وتحدث أكثر من مرة عن أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة، ورغم ذلك سنشارك فى مظاهرات 30 يونيو الجارى".
بينما قال مجدى المرشدى أحد المعتصمين بميدان التحرير، إن خطاب مرسى هو نوع من الهرتلة السياسية، ولا يرقى لخطاب ناظر العزبة الذى يخطب فى مزارعيه، مشيرا إلى أنه لم يتطرق فى حديثه عن الشباب، الذين هم وقود المستقبل، ونحن نطالب بأن يكون هناك ممثلا عن الشباب فى الحكومة القادمة.
ولفت على عثمان عضو اتحاد الشباب الثورة إلى أن خطاب مرسى بالأمس كان مخيبا للآمال، وزاد من حالة الاحتقان داخل الشارع المصرى، مضيفا أن الأرقام التى ذكرها عن السياحة غير صحيحة بالمرة، حيث ذكر أن السياحة زادت فى عهده بنسبة 9,2، لافتاً إلى أن خبراء الاقتصاد نفوا ذلك تماما، وقالوا أن نسبة السياحة انخفضت بنسبة 3.
ميدانياً يشهد ميدان التحرير حالة من السيولة المرورية من جميع الاتجاهات، بعد فتح مداخله فى الساعات الأولى من صباح اليوم، فيما تزايدت أعداد الخيام بشكل ملحوظ حتى بلغت 33 خيمة.
خطاب الرئيس فى مرمى نيران معتصمى التحرير..المعتصمون يصفون الخطاب بأنه استفزازى.. وناشطون: الخطاب لا يليق برئيس أكبر دولة فى الشرق الأوسط..وكلامه لم يقدم لنا جديدا وأشبه بحكاوى المصاطب
الخميس، 27 يونيو 2013 02:58 م