أكدت الجمعية الوطنية للتغيير أنه فى توقيت لا يحتمل الهزل، جاء خطاب الرئيس محمد مرسى، وسط حشد من أنصاره، والذى امتد حتى الساعات الأولى من صباح اليوم، مراوغا وفارغا من أى رؤية للمستقبل أو منهج للعمل، فيما حفل باتهامات مرسلة وتهديدات هزلية لمختلف أطياف المعارضة الوطنية، ليعكس افتقاره للمسئولية وعدم جدارته للحكم، بإصراره على التغافل عن الإرادة الشعبية الكاسحة فى طرح الثقة به والدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة للخروج بالبلاد من النفق المظلم الذى دخلته على مدى عام كامل من نظام حكم الإخوان.
وأوضحت الجمعية، فى بيان أصدرته اليوم، أن خطاب مرسى لم يأت بجديد، وبدا خلاله مغيبا فى محاولته خداع المواطنين بالحديث عن إنجازات وهمية لفترة عامه الأول فى الحكم، رغم ما يؤكده الواقع من فشل فادح فى الحفاظ على المقومات الأساسية للدولة وتوفير الاحتياجات الضرورية للمواطنين، فضلا عن المقامرة بدفع البلاد لاحتراب أهلى عبر ممارسات غير مسئولة تبث الفرقة وتؤجج الفتنة بين أبناء الشعب الواحد.
وأشارت الوطنية للتغيير إلى أن هذا الخطاب هو بمثابة إشهار إفلاس كامل لنظام حكم الإخوان، يسقط عنه أى شرعية، ويفتح المجال واسعا لنجاح الموجة الثانية من ثورة شعب مصر المجيدة فى 30 يونيو لاستعادة ثورتهم المختطفة وإسقاط نظام حكم الإخوان ودستوره الطائفى الباطل ومجلس الشورى الصورى، ونقل السلطة إلى رئيس المحكمة الدستورية وتكليف حكومة إنقاذ وطنى ثورية لقيادة البلاد خلال مرحلة انتقالية مدتها عام واحد يتم خلالها وضع دستور جديد يليق بمصر الثورة، تجرى على أساسه انتخابات رئاسية وبرلمانية لاستكمال مؤسسات الدولة.
وأعربت الجمعية عن ثقتها الكاملة فى التزام كل القوى الوطنية المشاركة فى الثورة بالحفاظ على ما تميزت به ثورة 25 يناير فى كل فعالياتها من سلمية وتوافق وطنى حرصا على تحقيق أهداف الثورة، كما تثق فى إدراك القوات المسلحة ومؤسسة الشرطة لمهامها الدستورية فى حماية أمن البلاد والحيلولة دون انهيار الدولة ومؤسساتها وتأمين المنشآت الاستراتيجية والحيوية، والانحياز الحاسم إلى المطالب العادلة لجماهير الشعب الساعية إلى استرداد ثورة مختطفة من جماعات خارجة على القانون بأحكام قضائية لا تقبل الإنكار.
وأكدت الجمعية ثقتها فى التزام كل القوى السياسية بتحمل مسئولياتها فى التصدى الحاسم لأى محاولات لشق الصف الوطنى من قوى تسعى للوقيعة بين الشعب وقواته المسلحة أو أبنائه فى مؤسسة الشرطة، وافتعال معارك وهمية بين قوى الثورة للحيلولة دون التوافق العام على خطوات عملية للخروج بالوطن من المأزق الحالى، والسعى الجاد لاستكمال خطوات بناء دولة القانون والحرية والعدالة الاجتماعية والتقدم تحقيقا لأهداف ثورة شعبنا العظيم.