طالب الشاعر الفلسطينى غسان زقطان الحائز على جائزة (جريفين) العالمية فى دورتها الأخيرة السلطة الفلسطينية بزيادة المخصصات للثقافة ووضع خطة ثقافية.
وقال زقطان اليوم الأربعاء "يجب إعادة النظر فى هيكلة ودور المؤسسات الثقافية ووضع خطة ثقافية على الأرض وليس على الورق مع أهمية تخصيص جزء معقول للثقافة من موازنة السلطة الفلسطينية التى تكاد لا تذكر فى الوقت الحالى."
ويرى زقطان (55 عاما) الذى منحه الرئيس الفلسطينى محمود عباس مساء أمس الثلاثاء وسام الاستحقاق والتميز بعد حصوله على جائزة (جريفين) عن مجموعته الشعرية "كطائر من القش يتبعنى" أن هناك جيلا جديدا من الشعراء الفلسطينيين الموهوبين يكاد يكون "أهم جيل فى تاريخ الثقافة الفلسطينية".
ونقلت الوكالة الفلسطينية الرسمية عن عباس قوله خلال تقليده الوسام لزقطان "إن الثقافة والشعر والأدب واحدة من ساحات نضالنا الوطنى بالغ الأهمية وأن المثقف الفلسطينى فى مختلف مجالات الإبداع لعب منذ بواكير الثورة الفلسطينية دورا طليعيا ومميزا فى ترسيخ صورة شعبنا الحضارية وعدالة نضاله."
وقال زقطان إنه استكمل فى عام 2008 مجموعته الشعرية التى فازت بالجائزة وترجمها الشاعر الفلسطينى المقيم فى أمريكا فادى جودة فى عام 2012 وصمم غلاف النسخة الإنجليزية الفنان الفلسطينى سليمان منصور.
وتقاسم جودة الجائزة مع زقطان وجودة صاحب خبرة كبيرة فى الترجمة وقد ترجم مجموعة من إشعار الشاعر الفلسطينى الراحل محمود درويش.
وقال زقطان إن لوحة الغلاف جزء لا يتجزأ من المجموعة وهى تمثل رسما لأرض متشققة من العطش يظهر فى وسطها طائر من الطين.
وأضاف أنه لم يتوقع الحصول على جائزة جريفين التى لا يتم الترشح لها وإنما تقوم مؤسسة جريفين الكندية بمتابعة ما يصدر من مجموعات شعرية مكتوبة بالإنجليزية أو مترجمة لها، تأسست جائزة غريفين فى عام 2000 وزقطان هو أول شاعر عربى يفوز بها.
جاءت النسخة العربية لمجموعة غسان زقطان فى 122 صفحة متوسطة القطع وبلوحة غلاف للفنان السورى نذير نبعة. وقد صدرت عن مؤسسة "الكوكب" المتفرعة عن دار رياض الريس للكتب والنشر.
وقد وردت قصائد المجموعة تحت عناوين رئيسية هى "تعلات" و"وحدى وأمامى النهر" و"الغريب فى ايقونته" و"كرم الروميات". واشتمل كل عنوان على عدد من القصائد.
وتمثل مجموعة "كطير من القش يتبعني" على ما يبدو وجوها متعددة لعالم واحد تطل فى صور من الوحشة والوحدة والمغيب وتفيض بشعور دائم بفوات الأوان.
وقال زقطان "أنا شاعر فلسطينى وبالتالى الهم اليومى الإنسانى موجود فى القصائد وبهذا أنت تقترب من فلسطين إنسانيا وحضاريا."
وتحمل هذه المجموعة الشعرية ذكرى خاصة لدى زقطان الذى قال "بعد أن انتهيت من كتابة هذه المجموعة فاجأنى محمود درويش بأن أخذها إلى المطبعة وعاد لى بأول نسخة منها والتى أهديتها إليه."
ويستعد زقطان لإصدار مجموعة شعرية جديدة بعد خمس سنوات من العمل عليها وقال إنه لم يضع عنوانا لها بعد.