وضع قرار "لجنة التخطيط الإٍسرائيلى" ببناء 69 منزلا جديدا بشرق القدس وزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى، الذى تولى منصبه ولديه عدد كبير من الطموحات العريضة مقدما تعهدات ربما لا يستطيع الوفاء بها فى موقف محرج، وأضاف إلى التحديات التى تواجه مساعى كيرى لإحياء عملية السلام، حيث كان الوزير يأمل أن يتم إحراز تقدم فى المفاوضات قبل اجتماع الجمعية العمومية المقبلة للأمم المتحدة والمقرر انعقادها فى سبتمبر المقبل.
ويواجه وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى منذ توليه السلطة العديد من التحديات خاصة وأنه قام بإلزام نفسه بعدد من الوعود الكبيرة التى ربما لا يستطيع الوفاء بها، وكان كيرى قد أكد بالأمس على ضرورة حدوث تقدم فى عملية السلام قبل اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة فى سبتمبر المقبل، قائلاً إن الوقت هو العدو الأول لعملية السلام، ولكن قبل وصول كيرى إلى إسرائيل، منحت لجنة التخطيط الإسرائيلى موافقة نهائية على بناء 69 منزلاً جديداً بشرق القدس.
وأثار هذا القرار حالة من الغضب بين الفلسطينيين مقدما إشارة واضحة على التحديات التى تنتظر كيرى فى هذه الزيارة إذ قالت حنان شعرواى، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، لوكالة الأنباء الفرنسية: "إسرائيل ترسل رسالة تلو الأخرى لكيرى بأن المستوطنات هى ردهم على أى مبادرة للسلام".
فيما أدان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وكبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، إعلان إسرائيل عن السماح ببناء المنازل قبل زيارة كيرى مقارنا بين هذه الخطوة وما حدث فى عام 2010 عندما وافق وزير الداخلية الإسرائيلى على بناء مشروع ضخم للمستوطنات بالقدس خلال زيارة نائب الرئيس الأمريكى جوزيف بايدن، وفقا لنيويورك تايمز.
كما ألقت شعراوى باللوم على عاتق الولايات المتحدة قائلة إن حليف إسرائيل الدولى الرئيسى "يغض الطرف عن أفعال إسرائيل وتصريحاتها"، وكان وزير الخارجية الأمريكى قد أكد بالأمس من الكويت إن كلا الزعيمين الفلسطينى والإسرائيلى ملتزمان بإحياء محادثات السلام. ووفقا لصحيفة "ذا أستراليان" فإن رد فعل الولايات المتحدة تجاه بناء المستوطنات لم يكن قويا بما يكفى حيث لم تحدث أى إدانة علنية لتلك الخطوة.
وأضافت الصحيفة إن أحد كبار المسئولين الأمريكيين المصاحبين لكيرى فى زيارته قال رافضا الإفصاح عن هويته: "مما لاشك فيه أن مثل هذه الخطوات لا تساعد ولكننا ما زال لدينا أمل بأن كلا الجانبين سوف يقر بأهمية العودة إلى طاولة المفاوضات".
ومن جهة أخرى، قال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، وفقا ليديعوت أحرونوت، فى فعاليات الاحتفال بذكرى تيودور هرتزل بالقدس، إن عملية السلام مع الفلسطينيين لن تجعل منتقدى الدولة الإسرائيلية يتوقفون عن انتقاداتهم، مضيفا: "نحن لا نريد حل الدولة الواحدة ولكن دعونا لا نخدع أنفسنا – فلن يقضى الاتفاق مع الفلسطينيين على حملات التشوية التى تتعرض لها الدولة اليهودية".
وفى محاولة للتخفيف من حالة الاستياء التى أثارها ذلك القرار ومن الإحراج الذى يمثله لوزير الخارجية، أكد مسئول إسرائيلى بارز لصحيفة "جيروزليم بوست" أن رئيس الوزراء الإسرائيلى لم يسمح ببناء أى مستوطنات جديدة فى الضفة الغربية خلال المائة اليوم التى قضاها فى منصبه قائلا: "نحن نرغب فى استئناف المفاوضات، وفى نجاح كيرى ومستعدون للمفاوضات الجدية مع الفلسطينيين. ونتمنى أن يكون لدى الفلسطينيين رغبة حقيقية فى المشاركة".
وقالت براشى سبرانج، المتحدثة باسم عمدة القدس، وفقا لنيويورك تايمز، إن توقيت الإعلان عن تلك المستوطنات جاء بالمصادفة وأنه قرار روتينى ليس له علاقة بالسياسة".
كما أكد وزير ليكودى، وفقا لصحيفة هاآرتس، أن نتانياهو مستعد للانسحاب من 90% من أراضى الضفة الغربية بما فيها إخلاء العديد من المستوطنات فى اطار اتفاق مع الفلسطينيين "يلبى المطالب الأمنية الإسرائيلية"، مضيفاً إن نتنياهو يرغب بشدة فى استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، لكنه غير مقتنع بأن الرئيس الفلسطينى، محمود عباس يتمتع بنفس الجدية".
على أية حال، أكد جون كيرى بالأمس أنه لا يريد أن يحدد مهلة للمحادثات الفلسطينية الإسرائيلية لكنه أشار إلى ضرورة حدوث تقدم قبل اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة فى سبتمبر المقبل، قائلاً إن الوقت هو العدو الأول لعملية السلام.
ويأتى إعلان إسرائيل عن هذه المستوطنات الجديدة ليضيف عبئا على المباحثات التى مفترض أن يجريها جون كيرى الذى تعهد منذ توليه منصبه بعدد من الوعود الكبرى، وفقا للأسوشيتدبرس، التى يجب عليه تنفيذها الآن.
فقد تعهد وزير الخارجية بأنه يستطيع بمفرده تحقيق تقدما تاريخيا ينهى النزاع العربى الإسرائيلى الذى امتد لستة عقود بالإضافة إلى تعهده بخلع نظام بشار الأسد وإنهاء الحرب الأهلية السورية.
وأضافت الأسوشيتدبرس أن وزير الخارجية منذ أن تولى منصبه كان يلزم نفسه بتعهدات ما زال لم يفِ بأى منها وربما لا يستطيع أبدا الوفاء بها.
جدير بالذكر، أن الإسرائيليين والفلسطينيين لم يعقدوا أية مباحثات مباشرة منذ سبتمبر 2010، وأن هذه هى الزيارة الخامسة لجون كيرى منذ توليه السلطة، والتى من المقرر أن يلتقى خلالها وزير الخارجية الأمريكى ج ملك الأردن، ثم يلتقى فى المساء مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، ثم يعود لعمان يوم الجمعة للقاء الرئيس الفلسطينى محمود عباس.
