قبل أيام قليلة من خروج مظاهرات غاضبة ضد حكم الإخوان المسلمين، أجرت وزارة المالية مزادا علنيا بعد ظهر اليوم، الأربعاء، لبيع 42 هدية تلقاها الوزراء وكبار المسئولين على مدار عام، وسط إقبال ضعيف من المواطنين على المشاركة مع وجود مخاوف من المستقبل مع عدم الرغبة فى الشراء فى ظل الظروف الحالية التى تمر بها البلاد.
وحققت حصيلة البيع بالمزاد، 144 ألفا و700 جنيه، وسط إقبال محدود على المشاركة بالمزاد، حيث بلغ عدد المشاركين 25 مواطنا فقط، هذا فى الوقت الذى صرفت فيه الوزارة مبالغ مالية كبيرة للإعلان عن المزاد وتنظيم إجراءاته، فى تقليد هو الأول من نوعه فى مصر.
وقد تم بيع 30 هدية، من إجمالى 42 معروضة للبيع، حيث تم رفض بيع الهدايا التى لم يصل العطاء عليها لأدنى سعر طبقا لتقييم اللجنة المشكلة من هيئة الخدمات الحكومية ومصلحة صك العملة التابعتين لوزارة المالية وهيئة الدمغة والموازين التابعة لوزارة التجارة والصناعة.
وكان الهدايا الأكثر قبولا للبيع بالمزاد هى الساعات والموبايلات والأجهزة الإلكترونية، فى حين كان الاهتمام بالتحف أقل أهمية، وحظيت جميع المعروضات من الفازات برفض البيع نتيجة عدم وصول عطاء السعر للحد الأدنى الذى وضعته اللجنة.
وكان الغالب على المشاركة فئتين من المشاركين، إما هواة المزادات وخاصة ممن يعملون بالتجارة، أو مواطنين عاديين لديهم الرغبة فى المشاهدة والتجربة، وهو ما ظهر فى عملية التزايد من عرض مبالغ مالية متدنية كعطاءات لفتح المزاد على عدد من الهدايا، وهو ما أدى لرفض لجنة البيع للأسعار المعروضة لعدد من الهدايا خاصة التحف، التى لم تلق إقبالا من المشاركين على الشراء.
وأشرف على عملية البيع بالمزاد لجنة مشكلة من المبيعات الحكومية، التابعة لهيئة الخدمات، وممثل وزارة المالية، وممثل عن مجلس الدولة للشئون القانونية، وبرئاسة جمال الدين أحمد رئيس الإدارة المركزية للمبيعات الحكومية.
وقال جمال الدين، إن جميع الهدايا المرفوض بيعها ستعرض للبيع فى مزاد آخر مع مجموعة أخرى من الهدايا، التى تسلمتها وزارة المالية مؤخرا، إلا أنه لم يتم تحديد موعد بعد لإجراء هذا المزاد.
وبرر رئيس لجنة البيع بالمزاد فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، الإقبال الضعيف من المواطنين على دخول المزاد، بالقلق من الشراء، خاصة أن هذا المزاد يعد الأول من نوعه، وتوقع أن يحظى المزاد المقبل بمشاركة أكبر مع هدوء الأوضاع بالدولة.
وكانت أكبر الهدايا سعرا بالمزاد هى ساعة رولكس أصلية بيعت بمبلغ 27 ألف جنيه، وكانت من نصيب تاجر من مدينة أسوان يدعى ركابى الطخ، والذى يرى بدوره أن أسعار البيع بالمزاد كانت "معقولة" – على حد تعبيره.
وقال الطخ إن هذه ليست المرة الأولى التى يشارك فيها بمزاد، وهو ما أكسبه خبرة فى التعامل بهذا المجال، مؤكدا أنه لم يشتر الساعات ليتاجر بها، وإنما هو يهوى اقتناء الساعات الفاخرة، وأضاف: "إذا نظمت وزارة المالية مزادا آخر سأشارك به".
وبرر الطخ ضعف الإقبال على المشاركة بالمزاد من وجهة نظره كمشتر، إلى قلق المواطنين من صرف مبالغ مالية فى ظل الظروف، التى تمر بها البلاد، والمخاوف مما قد ينتج عن مظاهرات 30 يونيه المقبل، وقال: "توقيت عرض المزاد غير مناسب تماما لأن الناس لن تقبل على الشراء فى ظل الظروف الحالية".
وبيع من خلال المزاد ساعة كارتير رجالى بمبلغ 11.5 ألف جنيه، وساعة رولكس أصلية بمبلغ 27 ألف جنيه، وسيف فضة بمبلغ 17.5 ألف جنيه، وكليم بمبلغ 1600 جنيه، وطقم فنجان عربى بمبلغ 2800 جنيه، وساعتين ألجير بمبلغ 4100 جنيه، وساعة أوميجا بمبلغ 23.5 ألف جنيه، بجانب تحفة عبارة عن حصان أبيض بقاعدة من الصين ماركة وينج بقيمة 2350 جنيها.
وبالإضافة إلى ذلك تم بيع ساعة روستا رجالى بمبلغ 1200 جنيه، وساعة أشلى بيضاء بقيمة 8.5 آلاف جنيه، وجلباب أبيض حريرى وطاقية من القطن الذهبى من السودان بمبلغ 600 جنيه، بجانب ساعة حريمى ماركة كوكا بمبلغ 1100 جنيه، وطبق فضى كبير عليه نقوش إسلامية صنع الصين بمبلغ 1600 جنيه.
كما شمل المزاد بيع ساعة ماركة تيسوت بمبلغ 2500 جنيه، وموبايل هاواوى بشاشة تعمل باللمس "تاتش سكرين" بمبلغ 2550 جنيها، بالإضافة إلى موبايل سامسونج جلاكسى S3 بقيمة 3400 جنيه، وسامسونج تاب بمبلغ 3050 جنيها، وعدد 3 برواز خشب عليها نقوش فنية بمبلغ 1250جنيها.
وباعت الجنة بالمزاد أيضا ساعة جيب بغطاء نيكل مكتوب عليها جامعة كامبردج بمبلغ 1250 جنيها، ومحفظة جلد ليزر سوداء ماركة مونت بلانك بمقيمة 950 جنيها، وقلم حبر ألمانى الصنع ماركة مستر ستوك بقيمة 1900 جنيها، بالإضافة إلى جهاز أى فون فايف 16 جيجا بمبلغ 4700 جنيه، وطبق فضى على قاعدة فضية مرسوما عليه علم تركيا بمبلغ 2050 جنيها، وساعة مونت بلانك بقيمة 14 ألف جنيه، بجانب 2 مفرش كتان مقاس 240 X180 سم أحدهما مشغولا بالنقوش الإيرانية والآخر بالنقوش الفرعونية بمبلغ 3750 جنيها.
وفى المقابل رفضت اللجنة بيع عدد من الهدايا لعدم وصول العطاءات لأدنى سعر يمكن به البيع طبقًا للتقييم المحدد، وهى عدد 5 فازات، وطبق فاكهة من الزجاج، وشنطة جلد تمساح، وسجادة حرير بنية اللون، وحاسب دراسى وساعة رادو بها أربعة فصوص قيمة، وعلبة فضية تحوى أسورة وحلق وكردان وتعليقه مشغولة بوزن 1530 فضة عيار 600.
جدير بالذكر أن وزارة المالية أعلنت عرض عدد من الهدايا، التى تلقاها الوزراء وكبار المسئولين على مدار العام الماضى للبيع فى المزاد العلنى، تطبيقا لقرار مجلس الوزراء برد الهدايا، التى يزيد سعرها عن 100 دولار للخزانة العامة باعتبارها مهداة للدولة، وليست لشخص المسئولين، وهو المزاد الأول من نوعه الذى تنظمه الوزارة