قال الدكتور محمد مختار جمعة، عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر فرع القاهرة، خلال أولى الندوات الشهرية لعلماء الأزهر بالجامع الأزهر الشريف تحت عنوان "بيان رسالة الأزهر فى تناول القضايا المختلفة" والتى ستعقد شهريا فى الأربعاء الأخير من كل شهر: إن تلك الندوات التى سينظمها الأزهر فى كل أنحاء الجمهورية، ستكون حول البلاغ المبين لتعاليم الإسلام وحامى لواء الوسطى وبيان كونه رحمة للعالمين، وترسيخ القيم والأخلاق التى جعلها النبى، صل الله عليه وسلم، هدفا راسخا لقوله "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، وترسيخ المبادئ المحمدية.
وأضاف فى كلمته "إننا نعمل على أخذ يد الناس نحو الأخلاق دون إفراط ولا تفريط"، مشيرا إلى أن الفقه، كما قال العلماء، هو التيسير بدليل ولم يقل أحد من أهل العلم قديما أو حديثا، إن الفقه هو التشدد فما خير النبى بين أمرين إلا واختار أيسرهما".
وأكد مختار جمعة أن الشريعة الإسلامية قائمة فى الأصل على التيسير ورفع الحرج، وعندما تتحدث عن سماحة الإسلام فنذكر نبذ العنف والتشدد والتسيب ،مشيرا إلى أنه إذا أردنا القضاء على التشدد من جذوره يجب أيضا القضاء على التسيب من جذوره وهذا هو منهج الوسطية فمنهجنا قائم على التيسير والبعد عن التشدد، مضيفا أن رسالتنا البلاغ المبين الواضح وحمل رسالة الإسلام الواضحة فى كل الجوانب الفكرية والوطنية دون إقصاء أو اتهامات دون ليل فمنهجنا الاستيعاب لا الإقصاء والحوار وليس الصدام.
وأضاف عميد كلية الدراسات الإسلامية أن منهجنا ينطلق من منهج الإسلام فى الاحتواء وفقه التعايش مشدد على أن النبى نهى عن القتل للاختلاف فى المعتقد أو الفكر، مشيرا إلى أن الأزهر ينطلق فى مواقفه الوطنية بعيدا عن أى إيماءات حزبية أو سياسية فالأزهر فوق أى تصنيف حزبى أو سياسى أو جماعة، فعلماؤه ولاؤهم لله ولرسوله وللأزهر الذى يحمل رسالة الوسطية فالأزهر ملك للأمة والمسلمين جميعا فى ضوء سماحة الإسلام فالأزهر يجمع ولا يفرق ويعمل على جمع الشمل واحتواء كل أبناء الأمة الإسلامية والعربية مبلغا رسالة الإسلام وفق منهجه السمح.
وقال الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، فى كلمته، إن الأزهر عاد له دوره وانطلق بفكره الدعوى من خلال علمائه لنشر العلم ويصححون ما اختلط فى أذهان الناس ليميزون الخبيث من الطيب ليعلم الناس حالهم ويصححوا مسارهم ليقفوا مع منهج الإسلام وفكره الصحيح.
وأضاف شومان أن المصريين أحوج ما يكونوا إلى فكر الأزهر الوسطى الواضح الراسخ الذى لا يتغير ولا يتلون فقد وقف شيوخ الأزهر للجبابرة والغزاة والحكام مدوا أرجلهم ورفضوا مد أيديهم لأنهم يقفون على أرض صلبة استقر الإيمان فى قلوبهم ورسخت علوم الإسلام فى قلوبهم فلا يرون إلا الحق.
وتابع الأمين العام لهيئة كبار العلماء: "إن من يعجبه منهج الأزهر فليتمسك به، ومن لم يعجبه فليبحث عن غيره ويتحمل تبعية ذلك، فإذا أردت معرفة الحق من الخطأ فعليك بالأسرة والعالم بأسره يقر بهذه الحقيقة أكثر من أهل بلد الأزهر، مشددا على أن الأزهر منهجه ثابت وواضح ولن يحيد عنه.
وأكد على أن الأزهر يدرس لطلابه ثمانى مذاهب أربعة منهم ليسوا من أهل السنة لنستفيد بما فيها على الرغم من عدم رضائنا من عقيدة أصحابها لأن الأزهر يفصل بين الانطباع الشخصى وبين الاستفادة ممن لا يرضى عنه، مضيفا أننا فى الأزهر إذا أردنا البحث عن قضية فقهية نذهب إلى كل المذاهب ومنها الشيعة والإباضية، فإذا وجدنا الحق فى أى مذهب فهو ضالتنا فمنهجنا السعى إلى جمع الأمة واحتوائها وعدم التشرذم والتطرف.
وقال الدكتور أسامة السيد الأزهرى، مدير مكتب رسالة الأزهر، أن علماء الأزهر جاءوا إلى الجامع الأزهر لإعطاء الطمأنينة والسكينة لأبناء الأمة من خلال منهج الأزهر، مضيفا أن منهج الأزهر يقوم على صيانة الأوطان ونشر العمران وإكرام الإنسان وتلاوة القرآن ومحبة الرحمن وجمع كلمة الوسطية وأهله ومحقق لمقاصد الشرعية فما أريقت من وراء منهج الأزهر نقطة دم واحدة ولم تزهق نفس.
فى الندوة الشهرية الأولى لعلماء الأزهر..مختار جمعة: فوق أى تصنيف حزبى أو سياسى..شومان: علماؤه مدوا أرجلهم للجبابرة والطغاة ورفضوا مد أيديهم..وأسامة الأزهرى: لم ترق نقطة دم ولم تزهق روح من منهجه
الأربعاء، 26 يونيو 2013 09:18 م